جناية الوهابية .. تعز أنموذجاً
صلاح القرشي
الشاب عادل فارع من الدبابة الألمانية إلى أبو العباس العسكري الكبير في تعز…
عادل عبدالله فارع الملقب بـ “أبو العباس” القائد العسكري الكبير لمليشيات السلفين الوهابية في تعز والتي تتركز في الجبهة الشرقية بتعز ، كما أن مليشياته منتشرة في العديد من المناطق من مدينة تعز ومحافظة تعز وصولا إلى مدينة التربة مركز قضاء الحجرية، والذي يحارب في ضد الجيش واللجان الشعبية تحت مبرر أنه ” يحارب الروافض والكفار”!! وهو ما أعترف به وصرح به من خلال آخر مقابلة صحفية أجريت معه.
وبالرجوع إلى قراءة ما نشر في هذه المقابلة، تجد أن هذا الشاب عادل فارع والذي ولد في قرية ذبحان في الحجرية كان شاباً مستقيماً فقيراً موظفاً صغيراً في المؤسسة الاقتصادية العسكرية، وكان أيضاً لاعبا ورياضيا في كرة القدم من خلال التحاقه بنادي الصقر الرياضي في تعز، وكان يلقب بـ ” الدبابة الألمانية” ويلعب في موقع الجناح الأيمن في الفريق، وكان هذا قبل أن ينخرط في الفكر الوهابي السلفي والدراسة في مركز دماج الذي أسسه الشيخ مقبل الوادعي في صعدة.
إذا كان هذا عادل شاباً متزناً ومستقيماً ومتواضعاً ومكافحاً وكان رياضيا ويتعامل مع المواطنين اليمنيين بكل أخوة وتواضع ولا يفرق بتعامله بينهم ولا ينظر إلى انتمائهم المناطقي أو الطائفي والمذهبي ، وهو الشاب الشافي والذي يعتبر المواطنين اليمنيين جميعهم مسلمين ، وليس في قلبه أي حقد على أحد منهم سواء كانوا من صعدة أو حضرموت أو من صنعاء أو من أي محافظة كانوا لا فرق عنده بينهم وجميعهم يكونون الشعب اليمني الذي هو جزء منه.
وكل التغيرات التكفيريات ، وانحراف فكرة حديثة عندما تم إلحاقه في مركز دار الحديث السلفي الوهابي بدماج في صعدة ، والذي حول هذا الشاب عادل فارع إلى ” أبو العباس” وحوله من إنسان محب لكل أخوانه المواطنين اليمنيين إلى أن ينظر إلى جزاء كبير منهم مكون كبير من الشعب اليمني بأنهم “روافض وكفار” وهم الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي!!.
وأنهم كفار بنظره ويجب أن يتم تحويلهم إلى سلفيين وهابيين، ولذلك تم إقامة وإنشاء مراكز الحديث بدماج وكتاف ومراكز تحفيظ القرآن الكريم بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، ما لم فإنهم يظلون بنظرة ” روافض وكفار” طالما هم من شيعة ” آل البيت” وزيود.
هكذا تم تعليمه حشو عقله وفكره بهذه الأفكار المنحرفة وتكفير المسلمين من خلال مشايخه في هذه المراكز الذي تم نشرها ودعمها مالياً ولوجستياً واستخباراتياً من قبل المملكة السعودية التي تشرف على بنيتها الأمنية والساسية والاقتصادية أمريكا وبريطانيا واستخباراتهم والذين يوفرون لهم الحماية.
ومن خلال ارتباط السعودية بعلاقة تحالفية استراتيجية مع أمريكا وإسرائيل والدول الأوروبية والتي ظلت السعودية في كل تاريخها تنفذ – وفي خدمة- المشاريع الغربية وضد مصالح وقضايا الأمة العربية والإسلامية، وهذا موثق والجميع لا يختلفون فيه وفي سياسة تبعية بني سعود وحكام الخليج أمريكا وبني صهيون والدول الأوروبية.
إذا هذا هو الكفر السلفي الوهابي وهذه مراكز دور الحديث والمعاهد السلفية الوهابية هي المسؤولة عن تحويل عادل فارع الذبحاني الشاب الطيب إلى “أبو العباس” المتطرف الذي يكفر نصف شعبه اليمني ويحاول قتلهم وهدر دمائهم واجتثاثهم أو تحويلهم إلى سلفيين وهابيين، وذلك من خلال الاشتراك في الحرب عليهم في كل المناطق اليمنية وانسداد الأفق معه في التعايش معهم بفعل هذه الأفكار الدينية المنحرفة والعمل على إقامة دويلات وإمارات صافية وخالية من الزيود والقيام بالتطهير وتجهير كل من يخالفهم وليس وهابياً وسلفياً في دويلتهم وإماراتهم المراد أنشاؤها في اليمن، وذلك تماهيا مع المشروع الأمريكي الصهيوني لتقسيم الدول العربية تحت ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد” ولم يعد لديهم أي خط رجعة بالتعايش، وتناسوا أن الشعب اليمني متعايش وبكل مذاهبه لأكثر من ألف سنة ولم يكن يكفر أي يمني يمني آخر زيدياً أو شافعياً.
وعندما كنت مستمراً في قراءة المقابلة الصحفية لـ”أبي العباس” أحسست كيف أن أبناء صعدة لهم حق كبير حين كانوا يطالبون بإقفال مراكز الحديث المنتشرة في قراهم ومناطقهم التي تخرج منها عشرات الآلاف من الشباب المتطرفين إرهابيين يكفرون اليمنيين ويستخدمون كرأس حربة في تنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة ليس في اليمن وإنما في سوريا والعراق وليبيا ومصر والجزائر وتونس وغيرها، وأن إقفال “دار الحديث” في دماج كان خطوة صحيحة وضرورية، وتصوروا كم ستكون قد خرجت من أمثال “أبو العباس” إذا استمرت!!.
انظروا إلى تعز كيف كانت تشكل واحة القومية والاشتراكية والوطنية كيف حولتها السعودية و”الإخوان المسلمين” والحركة الوهابية السلفية إلى محافظة وهابية وإخوان مسلمين، ولم يعد موجوداً مسجد شافعي بل سيطروا على المساجد.
وأقاموا المعاهد بها وتحولت إلى محافظة بيد السعودية تنفذ مشروعها ومشروع الامريكيين والصهاينة وتطالب بإقامة دويلة داخلها وتشر عن للاحتلال الخارجي وما حدث للجنوب ومدينة عدن ماذا تسموا ذلك غير احتلال.
وهذا الوضع تتحمل مسؤوليته مراكز القوى في النظام السابق التي حكمت تحت الوصايا والنفوذ والتحكم السعودي والذي وافقت بعد تصفية الرئيس الشهيد الحمدي – الله يرحمه- من قبل السعودية والقيام بتسليم الاستخبارات السعودية والإخوان المسلمين محافظة تعز في نشر الوهابية السلفية وجماعة الإخوان المسلمين بها على حساب الفكر الوطني والقومي والاشتراكي الذي يؤمن بالنضال من اجل اليمن والأمة ومن اجل إقامة الدولة اليمنية القوية العادلة وفعلاً كان أبناء محافظة تعز يمثلون حاملي المشروع المدني للدولة اليمنية.
وأيضاً تتحمل مراكز القوى الحاكمة في النظام السابق المسؤولية الكبيرة بفتح وتسليم المحافظات الجنوبية والشرقية للإخوان المسلمين والوهابية بالانتشار على حساب الفكر الاشتراكي والوطني بعد حرب 94م واجتثاث الحزب الاشتراكي وقواه الذي يعتبر شريكاً رئيسياً في إقامة الوحدة اليمنية، ومنح كل التسهيلات للأجهزة الاستخبارات السعودية والخليجية والأمريكية على نشر هذه الأفكار المنحرفة، وذلك تمهيدا لتنفيذ مشاريعهم وصولا إلى ما نحن عليه الآن.
كما أنها مسؤولة عن انتشار هذه المراكز والمعاهد الوهابية والمؤسسات التعليمية للوهابية وجماعة الإخوان المسلمين خلال عشرات السنين السابقة وغض النظر عنها وعن مشاريعها التدميرية للأمن البلاد والنسيج الاجتماعي للشعب اليمني.