نهاية زمن عبدربه

م. علي محمد عشيش
كنت قد كتبت مقالاً سابقاً في 21 – فبراير 2012م بعنوان “هل بدأ زمن عبدربه” عندما تم تزكية عبدربه منصور رئيساً توافقياً وتساءلت عدة تساؤلات كانت كما يلي:
هو وصلنا فعلاً إلى زمن عبدربه؟
إلى ماذا نتطلع في زمن عبدربه؟
استعادة الدولة التي أنهكت وقضي عليها في الفترة الماضية، العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية، الأمن والأمان، استعادة السيادة اليمنية وعدم الارتهان للخارج، البدء في تأسيس الدولة اليمنية الحديثة وحل وطني للقضية الجنوبية يرضي كل الأطراف.
هل ستسمح القوى التقليدية التي تعتقد أنها تستطيع أن تصعد الرئيس وتنزله لعبدربه أن يؤدي مهامه التي أنيطت به؟
هل سيحكم على رؤوس الثعابين وهل الثعابين هي نفسها التي رقص على رؤوسها الرئيس علي عبدالله صالح أم أنها ثعابين أخرى بحلة جديدة وهل سيرقص عبدربه على رؤوس تلك الثعابين؟
أم هل سيرقصها أم سيرقص معها! أم سينحرها ! أم سينحر نفسه خوفاً منها!
أم أنه في الأصل ثعبان مثلهم أو حرباء أسوأ منهم؟؟؟
هذه الأسئلة ستكشف عن إجاباتها الأيام المقبلة من زمن عبدربه؟؟
(نهاية المقال السابق)
وفي مارس 2015م أي بعد ثلاث سنوات من تاريخ اختيار عبدربه.. ماذا كشفت الأيام من زمن عبدربه، ومن إنجازاته نستعرضها كما يلي:
1. لم تتم استعادة الدولة التي أنهكت وقضي عليها في الفترة الماضية بل ساهم وزاد عبدربه بالقضاء على ما تبقى منها وفشل في إدارة الدولة.
2. لم يحقق عدالة اجتماعية بل كان عنصراً مناطقياً فئوياً حاقداً على كل فئات الشعب.
3. لم يحقق المواطنة المتساوية، فهو يعمل في إطار أن الوطن هو أبين وشبوة.
4. افتقدنا في فترته الأمن والأمان بتحالفه مع “القاعدة” وقيامه هو وحلفاؤه بهيكلة الجيش اليمني وبتصفيته وتفجيرات الجيش والأمن والعرضي والمساجد والذبح البشع برعايته وتحت إشرافه.
5. لم يحقق استعادة السيادة اليمنية بل فرط بالسيادة ودشن التدخل السعودي بوضوح في اليمن في مارس 2015م.
6. لم يحقق البدء في تأسيس الدولة المدنية الحديثة !!! فلا زال يتعامل تعامل العسكري الحاقد والبليد المتغطرس.
7. لقد تآمر على القضية الجنوبية وفتت قيادتها وهمش مطالبهم العادلة بتحالفه مع أمثاله في الجنوب.
8. تمكن من وضع أجندة لتقسيم وتشظي اليمن إلى 6 أقاليم وفق اعتبارات مناطقية وطائفية قذرة واستعمارية وإرضاء لأجندات إقليمية ودولية.
9. تحالف عبدربه مع قوى الشر والظلام من “الإخوان” وخصوصاً علي محسن الذي جنده في الفرقة بعد فراره من الجنوب وغيرهم أمثال بعض “الكهنة” وتعامل بشكل مذهبي على أساس أنه شافعي وأنه من “منزل” والآخرون من “مطلع”، بل وكشف أنه بدوي انتهازي فتحالف مع البداوة في الجوار سبحان الله؟ والبدو في اليمن أشرف منه ومنهم مليون مرة فهم أصحاب قيم وأخلاق.
أن عبدربه باختصار رجل غدار ناكر معروف دموي قاتل، فقد تمكن في عام 1986م من قتل رفاقه في الحزب الاشتراكي في الجنوب وقتل خيرة رجالات وقيادات الجنوب سواء في 1986 أو في 1994م.
لقد خان وغدر وأنكر فضل الشمال عليه الذي آواه في 1986م.
وتنكر لعلي عبدالله صالح الذي أحسن إليه بشكل كبير فقد عينه قائد محور البيضاء، ثم في وزارة الدفاع ثم رقاه إلى لواء ثم إلى نائب رئيس الجمهورية ثم رئيساً بالتزكية، ومن جعل الشعب ينتخبه هو علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام.
الشيء الإيجابي لعبدربه منصور هو أنه كان وفياً لقائده علي محسن، أي أن عبدربه لا يستحق إلا أن يكون عسكرياً فقط، وهو لم يستوعب أنه أصبح رئيساً لليمن.
إن عبدربه متآمر فقد كان نائباً للرئيس إلا أنه كان متآمراً على اليمن من خلال تنسيقه مع بعض القوى المريضة في الحراك الجنوبي وفرقاء حرب 1994م الذين وضعوا سيناريو للقضاء على اليمن من خلال تعكير صفو العلاقة بين علي عبدالله صالح وحلفائه في حرب 94م ومنهم الشيخ الأحمر والقوى الأخرى كالشيخ مجاهد أبو شوارب ويحيى المتوكل، وكذلك وضع سيناريو لهيكلة الجيش الذي هزم الانفصاليين في 94م وقدموه للهيئات الدولية ومجلس الأمن وكذا آل سعود ألد أعداء اليمن.
كذلك التآمر من خلال مؤتمر الحوار باختيار أعضائه وتبني استراتيجية مخرجات الحوار وإعطائها صيغة قانونية لتنفيذ مخططهم لتدمير اليمن حقداً على خلفية حرب 94م.
ووضع سيناريو تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم لإضعاف اليمن وخصوصاً أقاليم الشمال ونسي تاريخه عندما لجأ إلى الشمال إلى البيضاء والسوادية ورداع وكيف كان وماذا كان يعمل وكيف أصبح بعد ذلك نائب رئيس جمهورية.. فهل هذا جزاء المعروف.. يا ناكر المعروف؟!!
انه يسعى لتجويع أقاليم الشمال وحصارها بالتنسيق مع “آل سعود” وغيرهم اعتقاداً منه إننا سنركع، لا لا وألف لا..
لقد بدأ وانتهى زمن عبدربه سريعاً وبشكل مُخزٍ ومذهل يحمل فيه العار ولعنة التاريخ عليه إلى الأبد..
فهو لم يعد رئيساً شرعياً نظراً لانتهاء فترته في فبراير 2014م والتي كانت لفترة سنتين بدأت من فبراير 2012م ولم يمدد له الشعب اليمني فكيف يتحدث المعتدون عن “شرعية هادي”؟؟
إن التاريخ سيذكر أن عبدربه رضي لنفسه أن يكون مطية لأعداء اليمن للاعتداء وتدمير اليمن هو وأمثاله ومن على شاكلته..
فهل يعقل أن يكون رئيس اليمن عبدربه وهو شخص يتعامل بطائفية قذرة ويتعامل بعقلية أن الوطن أبين وشبوة فقط فكيف سيحكم 25 مليون يمني؟!!
لن يحكمنا عبدربه منصور بالقوة وبقدومه على متن طائرات أو دبابات الغزو القذر وسنقاومه والغزاة حتى انتصار اليمن..

Ashaish1966@yahoo.com

قد يعجبك ايضا