أوبريت “وإن عدتم عدنا”

بمناسبة ذكرى عيد الجلاء 30 نوفمبر

 

أمين أبو حيدر
اللوحة الأولى
أرأيت الذين شدوا الرحالا
بالرزايا وبالمنايا حَبَالا
يلفظون الأنفاس لهثا حثيثا
بأساطيلهم لواذا ثقالا
برفات الجنود في البحر همسا
يلعنون المارشال والجنرالاَ
والقرون اللوردات هونا فهونا
يعلنون الرحيل ارخوا الحبالاَ
الرحيل الرحيل صار لزاما
هذه الأرض تخطف الآجالا
×××
اللوحة الثانية
أرأيت الأفول والإحتلالا
والفلول الذهول والأهوالَا
والبريطانيين في الشط صرعى
وجثامينهم عيون الثكالا
والبقايا يهرولون سراعا
من بلادي بعد احتلال طالَا
ينزلون الرايات طيا لقرن
أتبعته القرون بئس مآلا
فتمنى الجلاء حتى تجلى
في الثلاثين يضرب الأمثالا
×××
اللوحة الثالثة
أرأيت الذين فروا انسلالا
تحت جنح الظلام يرثون حالا
في الثلاثين من جنوب بلادي
لا يطيقون فوقها احتمالا
يستغيثون لات حين مُقام
يوم نوفمبر الثلاثين قالا
للبريطانيين هذي عصاكم
بعصيي العصية استئصالا
نفس الله هذه الأرض ألقت
بأولي البأس للغزاة نكالا
قبر كل الغزاة .. كل دخيل
حملة تلو حملة تتوالا
×××
اللوحة الرابعة
أرأيت الذي انجلى وانزالَ
ورجال الرجال فيه نصالا
مثخنا بالجراح يحمل ذكرى
عرش ذات الجلالة الأطلالاَ
ومصير الذين عادوا مرارا
وأعيدوا للقهقرى أرتالا
بلعتهم جميعهم بنت كرب
أودعتهم أتونها اختزالا
جرعتهم منونها أرضعتهم
كربها والبلاء والإذلالاَ
وطأتهم أقدامها سحقتهم
أكلتهم حربا ضروسا سجالا
بين كر وفر استنزفتهم
العتاد الثقيل والأموالاَ
لليمانيين عبَّدتهم سبايا
سبأتهم جميعهم انفالا
×××
اللوحة الخامسة
قوم كسرى والهرمزان فيولا
والأحابيش قبلهم أفيالا
والأناضول والمغول خيولا
والبريطانيون أدميرالا
كلما حط بالأساطيل ألفى
جانب الشط أطلسا عسالا
فاغرا فاه يشبه البحر ذئبا
أحمر العين يقرئ الرئبالا
مائة .. تسعة وعشرين عاما
يطعم العابرين صيدا حلالا
×××
اللوحة السادسة
قل تعالوا أتلو عليكم حديثا
للقديم الجديد صار مثالا
هذه الأرض لا تطيق دخيلا
لن تمروا .. تعذر الادخالاَ
هذه الأرض تنفض الرجس عنها
فحذار النزول والإنزالا
لن تنالوا نعيم جنات عدن
فوهة النار تستشيط اشتعالا
في أتون الجحيم انتم فذوقوا
ما ظننتم زلالها زلزالا
هذه الأرض للغزاة عليهم
كتب الله أن تكون وبالا
لو قرأتم تاريخها ما جرأتم
تطأوا سهلها فكيف الجبالاَ
حمأة البأس لا تزال لباسا
لرجال الرجال استبسالا
فاحملوا رجسكم بعيدا .. بعيدا
فالجلاء الأخير ثم اغتسالا
×××
اللوحة السابعة
أرأيت الجلاء والاغتسالا
والقرون التي غدت أذيالا
قرن ذات الجلالة الأنجليزي
الذي كان لابسا بنطالا
كيف عادت به بسوس الصحارى
ألبسته المؤسس السروالا
سلكته المستعمرات الخوالي
الإمارات درهما وريالا
شمس غرب تزاورت عنه شرقا
قرضته من الجنوب شمالا
سقط مستعمر تأبط عشرا
ينسأ الجينز غترة وعقالا
يزجر الطير كي تطير سعودا
ليرى في السعيدة النحس فألا
ويرى مهلك الغلو جليا
والعلو الكبير اضمحلالا
وأساطيلهُ كمن سبقوهم
تتلاشى في مزبد الماء آلا
اللوحة الثامنة
أرأيت الذي علا وتعالى
والعلو الكبير كيف استحالا
غره النفط والريال ودلاه
الغرور المقيت يغري الرمالاَ
فتداعى الهباء “ميدى” بحزم
بين فكي رحى سبا غربالا
ليرى قرنه الخبيث بنجد
كهشيم الرياح يهدي الضلالا
للحفاة العراة والعشر درسا
أنست الدارسين فيه النعالَا

%d8%a7%d8%af%d8%a82

قد يعجبك ايضا