أنا وابني وكاسترو

عباس الديلمي
قلت لنفسي ما هو الجديد الذي سأقوله عن الراحل الأممي أو فقيد المستضعفين في العالم فيدل إليها ندرو كاسترو، في خضم هذه المواجهة من الكتابات عنه، فعدلت عن الكتابة .. إلا أن حواراً مع أبني فتح أمالي بالكتابة عن هذا الزعيم القائد، خصوصا وأني قد أشير إلى ما لم يتطرق إليه غيري، وإليكم الحكاية.
وضع ابني صحيفة اليمن اليوم التي كانت تحمل عنوان طلب الزعيم علي عبدالله صالح السفر إلى كوبا للمشاركة في تشييع جثمان الراحل الفقيد كاسترو.
وسألني ما سر هذا الإعجاب والتقدير لكاسترو خاصة عند العرب وبعض زعمائهم؟! أجبته: لأننا – نحن العرب- لنا فيه نصيب . نحن أخواله ..
قال ابني بشيء من الدعابة: لا داعي للنكات الذمارية – الآن- لقد سألت بقصد الاستفادة منك .. أجبته أنا لا أمزح، بل أريد أن أدلي إليك بمعلومات يتجاهلها الكثير الزعيم كاسترو أمه عربية من بلد رفع رؤوسنا وأعاد اعتبارنا بصموده ونضاله انها لبنانية إنها إبنة تاجر لبناني مسيحي يدعى ” اسكندر روز أوروس” عاش في بيروت وتنقل في مصر والعراق قبل أن يرحل إلى كوبا، حيث تزوجت ابنته بوالد فيدل كاسترو وأثمر ذلك الزواج هذا العملاق والزعيم الأممي.
قال إبني: شكراً على هذه المعلومات، وأريد أن أعرف ما الذي يكوّن قداسة بعض الأفراد عند الشعوب، أو يخلق تشيّع الناس بأفراد معينين، أو يجعل شعبية بعض القادة والزعماء تتجاوز بلدانهم وتصبح عالمية كما هو شأن كاسترو؟ قلت له ثلاثة أشياء رئيسة هي: رفض الظلم ومقاومته، الوقوف الصادق مع عامة الناس من فقراء أو مستضعفين، النظرة المتساوية إلى كل الناس بغض النظر عن دين أو مذهب أو قومية. حينها بادرني أبني بسؤال يقول: وهل حاز كاسترو على هذه الصفات والمناقب؟ فكانت الإجابة، بل أكثر منها، فقد بدأ نضاله ورفضه للظلم والهيمنة خارج وطنه كوبا قبل أن يعلن النضال في وطنه. لقد فضل ذلك منذ كان في سنك . أي منذ كان طالباً في دولة الدومنبكان ولم يقبل بطغيان طاغيتها ” تروهيو – حاكم الدومنبكان” وهذا ما عرضه لأول محاولة قتل واغتيال بلغت 638 محاولة كان للولايات المتحدة الأمريكية فيها نصيب الأسد .. لعلك سمعت أو قرأت عنها .. هنا قاطعني ابني وقال سأسأل سؤالاً قد تطول إجابته .. من هو فيدل كاسترو في نظر المفكرين والمثقفين، قبل الثوار والمناضلين ؟ ابتسمت وقلت له: ستكون إجابتي مختصرة جداً. وسأشير إلى الألقاب التي أطلقها نخبة من مفكري ومثقفي العالم على فيدل كاسترو، أمثال الأديب الكولومبي ” جابريل ماركوز” والكاتب الأمريكي العملاق ” آثرميلر” والمخرج العالمي ” اوليفرستون” وغيرهم ، وهي تزيد عن عشرة ألقاب منها:” أشهر عدو لأمريكا” ” الرجل الذي لاشيء يهزمه” ” رمز النضال وحامي الفقراء” ” الأب الروحي للثورة ” ” محرر أمريكا اللاتينية” ” صاحب الرقم القياسي في الخطابات” و ” القديس الأحمر الذي أشعل القناديل” إلخ إلخ.

قد يعجبك ايضا