حنان: أكدت المرأة اليمنية وطنيتها المزروعة بداخلها منذ الأزل
هناء: الصمود ليس جديد على المرأة اليمنية لأنها دائما شقيقة الرجل
بشرى: تحملها لا نظير له في مواجهة العدوان والحصار وعملها خطة اقتصادية بالبدائل
استطلاع / رجاء عاطف
خلال أكثر من العام والنصف للحرب على بلادنا أظهرت المرأة اليمنية صمود وتضحيات قدمتها خلال هذا العدوان المتواصل الذي لم يرع أي حرمة كانت وقفت في وجهها، كما لم يقتصر دورها على تقديم الشهداء وقوافل الكرم بل عملت بكل الميادين الاجتماعية والإعلامية والثقافية والصحية أكدت فيها أنها لن تكل أو تمل من الاستمرار في تقديم التضحيات لأجل رفع كلمة دين الله ومواجهة هذا العدوان الضغين والدفاع عن هذا الوطن ، فحرائر اليمن جسدت بصمودها أروع الصور وكان لها بصمتها الرادعة والرافضة للعدوان، فهذه المرأة اليمنية واجهت العدوان بتحملها تبعات الحصار وصعوبة الحياة الاقتصادية وابتكارها للبدائل المعيشية لهذه المواجهة..وفي هذا الاستطلاع سنرى كيف واجهت المرأة هذا العدوان ، فإلى الحصيلة :
صمود المرأة اليمنية في وجه العدوان أذهل العالم و حتى أذهل العدوان نفسه ، بهذه السطور بدأت حنان الصغير- معلمة وناشطة متطوعة ، كلماتها عن المرأة اليمنية والتي أضافت كلما اشتدت الأوضاع سوءا كلما زاد صبرها و كفاحها و بحثها عن بدائل المعيشة المناسبة بكل صبر و حنكة حتى وقوفها بجانب الرجل في الوضع الحالي رفعها قدرا في عينه و أثبتت و أكدت وطنيتها المزروعة بداخلها منذ الأزل.. وليس ذلك بغريب على حفيدة أروى و بلقيس، مضيفة أن المرأة اليمنية رغم ضعف ظهورها في الساحة مقارنة بنساء العالم إلا أن صبرها و ذكائها ملفت فهي تعي بأن الأزمة السياسية في البلاد أثرت مع جميع جوانب الحياة بشكل سلبي وأهمها الجانب الاقتصادي ، ولذا فإنها تعرف بأن تحملها و صمودها ووقوفها بشجاعة مع أخيها الرجل ضد العدوان سوف يقوي ركائز الوطن و يزيدنا قوة و تكاتف.
حقبة زمن بعيد
وقالت عبير الخضاف – ناشطة حقوقية : أن المرأة تحملت ما لم تتحمله أي امرأة بأي وقت فعدوان تحالف حقد أسرة سعود كان بحقد دفين، استهدف المرأة والطفل تحديداً وهم أكثر الضحايا فتحملت المرأة كل ظروف الحياة والرجوع لحقبة زمن بعيد انقطاع الكهرباء وانعدام الماء أصبحت تستخدم وسائل القدح من الآبار وفي أوعية وقنينات تتحملها على رأسها ورغم ذلك استمرت تغسل وتكنس بكل الإمكانيات البدائية، وتحملت الظروف المعيشية القاسية وكانت المعين للرجل بهذه العسرة ورتبت أموره وأمور منزله وأولادها واقتصدت بميزانيات أسرتها لتشبع جوعهم رغم انعدام أكثر المتطلبات في البيت والمطبخ استخدمت المطحنة اليدوية لطحن حبوب الذرة انعدم الغاز فاستخدمت التنور الحطب، صابرت وجاهدت وقدمت كل شيء لمواقع الجهاد وعملت كل ما يمكن لدعم هؤلاء الذين يقاتلون عن الوطن واعتبرتهم أولادها وأباها وإخوانها ، فماذا عسانا أن نقول فالمرأة اليمنية سطرت ما سطره المقاتلون بالجبهات وكانت نعم الموقف للرجل أب وأخ وزوج..
وأضافت مازلنا نصابر ونعافر ونحتمل كل أفات العدوان بظل انعدام كل سبل المعيشة وانعدام الدواء والغذاء وأخرها استهداف باعت ما تمتلكه من حلي وذهب لسد جوع أسرتها فتستحق هذه المرأة وبدون مقدمات أن تكون أسطورة أجيال تعلم النساء كيف تواجه مثل هذه الظروف..
مواقف عديدة
ومن جانبها تقول علوية الاهدل – إعلامية : سطرت المرأة اليمنية صمودا عظيما ضد العدوان تجسد ذلك الصمود مواقف عديدة جسدته في تضحيات كبيرة ، فالمرأة اليمنية كانت سخية بكل ما هو غالي عليها ، فهذه قدمت صيغتها من الذهب لدعم جبهات القتال وتلك رفدت بأبنائها الى ميادين القتال وتحملت أوجاعها ودفنت دمعاتها عندما عاد شهيدا في سبيل وطنه ، و كان للمرأة دورا في مواجهة الحصار من خلال ما صنعته أثناء هذه المرحلة فلربما اتجهت للعمل من اجل توفير القوت الكافي وفي انعدام المشتقات النفطية اتجهن أيضاً إلى الحطب وتحملت معاناة وويلات عديدة من خلال صمود أسطوري تجسد في المرأة اليمنية العظيمة..
ووصفت هناء المطري – مدرسة أكاديمية ومدربة تنمية بشرية : صمود المرأة اليمنية بالعظيم وهذا ليس بجديد عليها لأن المرأة اليمنية شقيقة الرجل اليمني دائما، فهي منذ القدم صامدة في كل مجالات الحياة حيث نلحظ أن الأم دفعت ابنها للجهاد وكذلك الأخت حثت أخوها والزوجة عانت زوجها على ذلك وهي تتحمل أعباء الأسرة الكاملة المرأة اليمنية استبدلت الكهرباء في البداية بالشمع ثم بالمولد وبعدها الطاقة الشمسية استبدلت تنور الغاز بالتنور القديم وكثير خرجن للعمل يعني جسدت المثل القائل أن جاء الغناء فإحنا نعتاده وان جاء الفقر فإحنا أوتاده..
هي حفيدة بلقيس
وتقول بشرى الورقاء – رئيس جمعية المرأة للتنمية والتطوير- أن المرأة اليمنية سجلت رقماً مميزاً عالمياً حيث تحملت عبء في مواجهة العدوان والحصار فقد كانت الخطة الاقتصادية بعملها بدائل لانعدام مادة الغاز أو غلاء سعره باستخدام الحطب وكذلك صمودها وتشجيعها أولادها في الاستمرار في الذهاب للمدرسة وزوجها للذهاب للعمل عند عدم صرف الراتب وخلق روح التعاون والتكافل من خلال تعهدها بجيرانها المحتاجين سواء للكساء او الغذاء فقد رأينا الخبز والأكل يدور من منزل إلى آخر كل بحسب مقدرته، ودوما أصبح لديها شعار يجب أن نتحمل هذه بلادنا وإذا لم نقف جنب بلادنا من سيقف ففعلا جسدت صمود منقطع النظير ولكن لا غرابة في ذلك فإنها حفيدة بلقيس.
تجدد يرفد المستقبل
وأخيراً ترى زعفران المهنأ – رئيس مركز إنماء الشرق للتنمية الإنسانية المرأة كالربيع تحمل سر الخصوبة وتجدد الحياة لذا وهبها الله ميزة الولادة والتناسل وفي كل تسعة أشهر كاملة تجدد الحياة بمخلوق جديد من ذكر أو أنثى وهذا التجدد يرفد المستقبل بشقي المجتمع المرأة والرجل فترعاهم فكرياً وروحيا وجسميا لتعطينا مستقبل يفتح النوافذ ليتجدد الهواء فينتج بيئة صحية تدعو للتعايش مع كل تلك القيم التي أطرت نفسها من خلال مكونات لتعبر فيها عن مناهجها محاطة بالتصالح والتسامح والمحبة واليوم سجلت بصمتها وطلقت منهجها وسط كل هذا الوجع رفعت فيه المرأة اليمنية العلم اليمني وأخفضت الألم وحاصرت كل مشاريع الفتنة تحت أي مسمى مذهبي أو حزبي أو مناطقي فلها نرفع القبعة وبها نفتخر.