وماذا بعد ..؟!
عباس غالب
في كل مرة يعلن فيها النظام السعودي عن هدنة يكون قد بيت الأمر لمواصلة العدوان وبوحشية أكثر على اليمن أرضاً وإنساناً ، ينتهك فيه المزيد من حقوق الإنسان وقتل وجرح وتشريد الملايين من أبناء الشعب اليمني،بل ولا يتورع هذا النظام الأسري أيضاً عن استخدام أفتك الأسلحة وأكثرها تدميراً ومنها تلك المحرمة دولياً.
لقد تكرر هذا العدوان إثر الهدنة الأخيرة في وقت كان فيه وفد أنصار الله يفاوض على ترتيبات السلام في العاصمة العمانية مسقط ،حيث خرق النظام السعودي هذه الهدنة حتى قبل أن يجف حبرها!
ويبدو أن هذا النظام مصر على حفر قبره بيده جراء استمرارية مواصلة العدوان والكلفة الباهظة التي يدفعها ثمناً لذلك ،سواءً في مؤشرات نضوب عوائده المالية المتراكمة أو في تصرفات أكثر حلفائه تشدداً واستفادة معه من حيث امتصاص المزيد من ثروات أبناء نجد والحجاز.
وثمة ملاحظات يبدو أن الضرورة تقتضي الإشارة إليها لأهميتها في هذا الظرف الاستثنائي من حيث أهمية وجود رؤية للتعامل مع المشكل الداخلي الذي يموله العدوان ،فضلاً عن التنسيق الإستراتيجي بين الأطراف المعنية وبخاصة في ما يتعلق بالمشاورات الأخيرة في مسقط ..وبالتالي المضي قدماً لسحب ورقة التوت عن العدوان السعودي وحلفائه وإمكانية تعزيز هذا التحالف وسد الذرائع أمام الاختلافات التي يراهن عليها العدوان كثيراً في شق وحدة الصف الوطني وتشتيت مقدراته وفي الوجهة التي تخدم مرامي العدوان وأدواته بعد فشله الذريع طيلة عامين كاملين من الصمود والبطولة التي إجترحها أبطال الجيش والمقاومة في ميادين المواجهة.
وأياً يكن الحال فإن تجاوب القوى الوطنية مع المساعي السلمية بناءً على رغبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يصب في صالح التخفيف عن معاناة الشعب اليمني جراء هذا العدوان الغاشم والحصار الجائر.
وبالطبع فإن ما جرى على الساحتين الإقليمية والدولية طيلة الفترة المنصرمة ينم عن التورط المباشر في حلقات هذا العدوان ، الأمر الذي يستدعي ضرورة تعامل الرأي العام العالمي راهناً مع هذه المعاناة التي يعيشها اليمنيون بمسؤولية إنسانية بحتة تتجاوز تلك المصالح المتبادلة وتضع حداً لهذه الحرب التي طال أمدها دون جدوى ..ولعل المؤشرات على ذلك واضحة في بدء تململ الرأي العام العالمي من إطالة أمد العدوان وهذه المعاناة التي باتت تؤرق ضمير كل من يدعي الإنسانية أو يلتحف بشعارات حقوق الإنسان على ظهر هذه البسيطة.. اللهم إني بلغت اللهم فشهد.