اختتمت فعاليات عطائها بنتائج عكست صورة جلية لصمود الشعب اليمني إقتصاديا
الثورة نت /تحقيق/ أحمد السعيدي
بعد تفاعل شعبي واسع لم يسبق له مثيل أعلنت لجنة دعم البنك المركزي اليمني انتهاء حملة التبرعات لصالح البنك المركزي اليمني لتقفل بهذا الإعلان- الذي صدر الاثنين الماضي 21 نوفمبر 2016م- كافة حسابات الخاصة بالتبرعات التي فتحت أثناء الحملة، في عموم محافظات الجمهورية.
السؤال التقييمي الأهم الذي تتبعت صحيفة(الثورة )إجابته من الميدان والمحللين ومراقبي الوضع الاقتصادي.. هو: إلى أي مدى نجحت هذه الحملة..؟ وماذا تعني للشعب اليمني.؟ وللبنك في ظل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية في تاريخ اليمن الاقتصادي .. إلى التفاصيل :
ميدانياً.. شهدت أيام الحملة تفاعلا كبيرا وغير مسبوق، وهو ما أكده وليد محمد عضو اللجنة المكلفة بالحملة الشعبية لدعم البنك المركزي والذي يعمل في البريد مشيداً بما شهدته مكاتب البريد في أنحاء مكاتب الجمهورية من إقبال كبير وتفاعل شعبي غير مسبوق لفت أنظار العالم وعزز ثقة الشعب بالانتصار على العدوان والحصار الذين استهدفا الاقتصاد اليمني في المقام الأول..
وأضاف متحدثا عن الاجتماع الختامي للحملة -:” في الاجتماع الختامي وجهنا مكاتب البريد بعموم محافظات الجمهورية إغلاق جميع الحسابات الخاصة بالتبرعات للبنك المركزي اليمني ابتداء من صباح اليوم الاثنين الواحد والعشرين من نوفمبر 2016م وذلك تنفيذا لتوجيهات قيادة الثورة والمجلس السياسي الأعلى… جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدناه بحضور عدد من أفراد اللجنة المكلفة بمتابعة دعم البنك المركزي اليمني وبحضور رئيس هيئة البريد وممثلين من وزارة المالية.
كما تم في الاجتماع التوقيع على سندات توريد المبالغ المالية المجمعة إلى البنك المركزي وإخلاء البنك لكافة عهده و أكدنا على ضرورة تنفيذ التوجيهات وعدم استقبال أي مبالغ جديدة للتبرع للبنك المركزي، على أن يستمر استقبال فتح الحسابات للإيداع لدى البنك أو البريد اليمني في حسابات خاصة فقط.ودعينا في اللجنة جميع المواطنين والتجار وأصحاب رؤوس الأموال فتح حسابات خاصة لهم في البنك المركزي وكذا البريد وفروعهما، محذرة من أي دعوات أخرى تدعو للتبرع للبنك من هذا التاريخ”..
إفشال المخطط
وعن ابرز ما حققته الحملة الشعبية لدعم البنك على المستوى السياسي والاجتماعي فقد تحدث” الثورة” الاستاذ/ ماجد المتوكل- رئيس المركز الإعلامي في وزارة الزراعة والري قائلاً :
” ندرك جميعا ان الحملة الشعبية لدعم البنك كانت حملة وطنية تصب في صالح الوطن وكان لها الكثير من الفوائد التي لا يمكن بشر عاقل ان يتجاهلها وعلى كل الاصعدة منها الصعيد السياسي الحملة الشعبية لدعم البنك المركزي بصنعاء والتي أقيمت في مختلف المحافظات أفشلت مخطط العدوان ومرتزقته للضغط على هذا الشعب عبر حصار اقتصادي ونقل البنك المركزي الى عدن لإيجاد مشكلة في تسليم الرواتب بما يضمن استسلام اليمنيين له ولادواته لكن ما حدث هو دعوة حكيمة للتبرع للبنك المركزي بصنعاء وتم البدء في تسليم الرواتب والعودة للحياة الطبيعية والحفاظ على الوضع الاقتصادي والمعيشي رغم ما تعانيه البلاد من حرب همجية وحصار خانق انا على المستوى الاجتماعي فقد حققت الحملة تكافل اجتماعي رائع وتكاتف بين أبناء الوطن الواحد فرغم إننا في بلد فقير لكن خرج اليمنيين الأحرار سلاسل بشرية للتبرع للبنك المركزي إحساسا منهم بالمسؤولية وحباً في هذا الوطن وأهله وإيماناً منهم بأن الحرية اغلى بكثير من ان نجوم عبد لقوى الاستكبار وتستحق ان يضحي من اجلها المواطن بماله ودمه “..
إعادة التوازن للسوق
لعبت الحملة دورا كبيرا في إعادة توازن سوق الصرافة محافظة على العملة اليمنية من الإنهيار.. وفي هذا الشأن يقول دكتور الاقتصاد في جامعة اليمن/جمال البريهي:”ونحن في ختام الحملة الشعبية لدعم البنك المركزي بصنعاء والتي وجه بها السيد عبد الملك الحوثي قد يتساءل البعض ماذا حققت هذه الحملة ويقوم المرجفين بالتشكيك في أهداف ونتائج هذه الحملة النموذجية وذلك لجهلهم الكبير بما يدور وحقدهم الدفين على وطنهم الأم الذي ترعرعوا فيه وأكلوا من خيراته ولكن اليمنيين الأحرار يدركون أن الحملة ناجحة بكل المقاييس وحققت مكاسب كبيرة سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويمكن لي ولغيري من الخبراء في المجال الاقتصادي ان نذكر هنا اهم ما حققته هذه الحملة على المستوى الاقتصادي أولا وبعد أن بدأت السيولة النقدية تختفي من السوق المحلية عبر مؤامرة كبيرة من المرتزقة وتواجه انهيار حاد وتدهور اكبر امام سعر العملة الأجنبية جاءت الحملة وأوقفت هذا التهديد لأسعار صرف الريال اليمني ومن المكاسب الاقتصادية ايضا التي لا تخفى على احد إن هذه الحملة أوجدت ثقة عند المودعين واندفاع نحو البنوك والقطاع المصرفي لإيداع أموالهم فيها بعد أن كان قد تراجع الكثير عن هذه الخطوة وقاموا بسحب اموالهم وإيداعاتهم من البنوك في الفترة الاخيرة ولعل هذه المكاسب جزء من كل لا يتسع المجال لذكرها ”
تعزيز الصمود والانتصار
المراقبون الاقتصاديون الذي اهتموا بمتابعة حملة دعم البنك المركزي اليمني أشادوا بمدى الإقبال الذي شهدته أيام الحملة في العاصمة وفي المحافظات مؤكدين أن ذلك يعكس مدى وعي المجتمع اليمني لخطورة المرحلة التي تمر بها اليمن فداحة وكارثية استتباعات العدوان الظالم والحصار والجائر على البلد..كما عكست في الأساس قدرات الشعب اليمن على التكيف مع أحلك الظروف ومقاومته للظلم والاستعداد النفسي والتفاعلي مع ثقافة الادخار تجلى ذلك من خلال مطالب المتبرعين من التجار الصغار ومتوسطي النشاط التجار للبنك المركزي اليمني بفتح حسابات خاصة لهم ولعموم الشعب في البنك المركزي اليمني ليكون لهم الإسهام في مواجهة الحرب المالية التي ينفذها العدوان السعودي لإيقاف عجلة الحياة والمؤسسات والقطاعات الإنتاجية.. وهو المطلب الذي ترجمت توجيهات لجنة دعم البنك المركزي معطيات الاستجابة في اجتماعها الختامي بحضور رئيس هيئة البريد وممثلين من وزارة المالية، صباح الاثنين الماضي حيث أكدت على استمرار استقبال فتح الحسابات للإيداع لدى البنك أو البريد اليمني في حسابات خاصة.. داعية جميع المواطنين والتجار وأصحاب رؤوس الأموال لفتح حسابات خاصة لهم في البنك المركزي والبريد وفروعهما، ولما من شأنه تنمية ثقافة الادخار وإشراك المجتمع بكل فئاته في تعزيز موارد البلد المالية وتحريكها لصالح البناء والتنمية بعد الانتصار على العدوان والحصار..