دمر العدوان منازلهم ومدارسهم في مختلف المحافظات
■ استيعاب الطلبة النازحين في جميع المدارس القريبة
من منطقة نزوحهم ولا تزال الأبواب مفتوحة لهم
تحقيق / رجاء عاطف
جاء قرار وزارة ومكتب التربية والتعليم بقبول الطلاب النازحين في المدارس القريبة من مناطق نزوحهم كدافع لأبناء الأسر النازحة والمتضررة من مدارسهم بسبب العدوان والحرب لسرعة التسجيل وبدء العام الدراسي، حيث كان هذا بمثابة صمود وتحد لاستمرار سير العملية التعليمة حتى وأن وقفت بعض الصعوبات كعثرة أمام نجاحه إلا أن المبادرة بتسجيله مستمرا وتسهيل المعاملات لهم قائمة كما أن دعوة جميع المدارس باستيعابهم جعلهم يتناسون المعاناة الأخرى وأوجدت عوامل مساعدة لسير التعليم ولتخطي العقبات التي يمر بها الطالب النازح بتكاتف وتكافل جميع العاملين في الميدان التربوي ..
البقية في تفاصيل التحقيق:
الأسرة النازحة تمر بظروف عصيبة خاصة أن البلد يمر بظروف اقتصادية صعبة غير أنهم يعانون الأمرين البحث عن إيواء والبحث عن لقمة العيش والبحث عن بيئة تعليمية مناسبة ،هكذا فرضت عليهم الظروف وحسب الطالبة منيرة القبلي – بمدرسة المتوكل : نزحنا من محافظة ذمار إلى أمانة العاصمة بحثا عن ظروف أفضل فنحن نمر بوضع مادي صعب ، قدر لنا أن نكون من النازحين وتحكي معاناتها في التسجيل للدراسة حيث كانت الأمور في البداية معقدة للتسجيل بسبب عدم وجود وثائق وبيانات دراسية إلى جانب بأن الازدحام في المدارس لم يؤهلها للقبول فيها وأضافت لن نستطيع التنقل من منطقة إلى أخرى بحثاً عن مدرسة لكن من حسن الحظ جاء قرار مكتب التربية بقبول الطلاب النازحين في المدارس القريبة منهم مما سهل أمر تسجيلها في المدرسة واستئناف التعليم.
دعم الطلاب النازحين
أما ياسمين الورد ثالث ثانوي بمدرسة الشهيد المتوكل نازحة من تعز تركت العام الماضي دون أن تتعلم هي وبقية أخوتها إلا أنهم فكروا بالنزوح ليروا مستقبلهم ولكنها في بداية الأمر واجهت بعدم القبول في المدرسة وكذا صعوبة المعاملة بين المدرسة والمكتب بسبب وضع النزوح وبعد معاناة ومرور وانتظار أسبوعين تم قبولها واستقرارها في المدرسة القريبة من مكان نزوحهم والتي أشادت بتوفير الكثير من الأشياء الخاصة بالزي والحقيبة المدرسية والدعم بكافة أنواعه نفسي ومعنوي لكافة الطلاب النازحين..
لم يختلف وضع ( رنا. ن ) الثالث ثانوي و( تهاني. ذ ) الثاني ثانوي بمدرسة الجيل ، عن غيرهن من الطلاب النازحين الذين واجهوا صعوبات حتى استطاعوا استئناف تعليمهم في أماكن نزوحهم وحد قولهن وصول وقبول متأخر أفضل من أن نقضي عامنا دون تعليم تم استقبالنا في المدرسة لم نتأقلم وها نحن نعيش تحدي مع الوضع والواقع وسنتغلب على الصعوبات بإصرار حباً في العلم والتعليم..
نستقبلهم رغم الازدحام
أن الظروف تحتم علينا استقبال الطلاب النازحين من أي مكان كانوا وفي أي وقت ، هذا ما أكدت عليه نادية الصباري – مديرة مدرسة الشهيد يحيى المتوكل، والتي قالت : رغم أن الفصول ضيقة ولدينا أعداد كثيرة جدا من الطلاب النازحين في منطقة بني الحارث والذي وصل العدد في الصفوف الأولية والثانوية تقريبا ما يعادل ٤٥٠ طالباً وطالبة أضيفوا إلى عدد الطلاب في المدرسة وهم أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة، وأضافت استوعبنا أكثر من الطاقة الاستيعابية لما يقارب ١٤٠ طالباً في الفصل الواحد في جميع المراحل بحيث لا يجد المعلم مجال ليمر بين الطلاب ، إلى جانب أن وصول الطالب النازح متأخراً في التسجيل يؤدي إلى تأخره في التعليم ومرور دروس كثيرة يفترض أن يتلقاها من أول يوم دراسي في العام خاصة بالصف الأول مما يضطرنا لعمل شرح من جديد أو إحضار معلمة متطوعة لتبدا معهم الدروس ثم يتم إرجاعهم إلى مربيات الصف ،كما وجدنا أن المستوى العلمي لبعض النازحين متدني مما يعيق عملية التعليم ، وأردفت أن الازدحام داخل المدرسة هو ما نعاني منه كما أنها ظهرت مشكلة بين الطلاب داخل الفصول حيث انتشرت السرقة بينهم وخاصة هذه الفترة بسبب كثرة الأعداد وأيضاً بسبب الأوضاع التي وصلنا إليها والفقر الذي يعاني منه الكثير ، كما نواجه مشكلة الكراسي وجلوس الأغلبية على الأرض وصعوبة الحركة فيما بينهم ، وتحدثت عن نقص الكتاب كإشكالية يعاني منها الطلاب وان الأغلبية لا يحصلون عليه أو يتوزع الكتاب بين أكثر من طالب فتكون مشاكل مع أولياء الأمور رغم محاولتنا بعمل حملة استعادة الكتاب المدرسي وطلب المدارس الخاصة والتواصل مع منظمات والتي دعمت بقليل من الكتب وإن كانت مستخدمة..
تسهيلات التسجيل
كانت مثل هذه الإشكالات تعاني منها الكثير من المدارس التي استقبلت الطلاب النازحين ، وأما في جانب التسهيلات المقدمة للطلاب النازحين في المدارس والتي وجدنا التفاعل من الإدارات التي قمنا بزيارتها في الميدان ، حيث قالت نوره زيلع – مديرة مدرسة الجيل الجديد : بأن المدرسة استوعبت أكثر من ٤5٠ طالبة نازحة ، وتخفيفاً من الازدحام فتحنا شعب جديدة وضغطنا الطالبات في الفصول ووفرنا كراسي كما ضغطنا الجدول على المدرسين كما لم يتم رفض أي طالبة نازحة تأتي للتسجيل لأن المدرسة للجميع ، أنه تم تسهيل التسجيل بالنسبة للطلاب النازحين بدون ملفات باستمارة نازحين فقط وذلك بالتنسيق مع مكتب التربية كون ليس لديهم اي وثائق وتم إعفائهم من رسوم التسجيل والامتحانات ، كما وفرنا لهم حقائب ودفاتر بالتواصل مع منظمات وفاعلين خير الذي دعموا بالحقيبة المدرسية وكذا بالزي وايضا مع أولياء الأمور وفعلنا التكافل الاجتماعي بين الطالبات والمعلمين وكذلك عمل صيانة للزي التالف ليكون زي صالح للطالبات وأشارت كما نقوم بتوفير وجبات الإفطار للنازحات والفقيرات لكثير من طلاب الفترة الصباحية والمسائية بشكل يومي دون انقطاع وأشارت من خلال حديثها نحن الآن بصدد توزيع ملابس الصوف للبرد للطالبات وذلك بالمبلغ الذي سيتم جمعه من الطبق الخيري تعاوناً مع الطلاب النازحين ووضعهم.
استمرار التعليم
ومن جانبه تحدث نائب مدير مكتب التربية بالأمانة – عبدالله الوزير: أنه بسبب استمرار العدوان على بلادنا والاستهداف المباشر للتعليم والكثير من المدارس في جميع محافظات ومديريات الجمهورية أدى إلى تهدم وتضرر أكثر من ١٦٠٠ مدرسة مما تسبب بنزوح كثير من الطلاب من بعض المديريات والمحافظات إلى مناطق أخرى إصراراً على استمرار التعليم ، حيث استقبلت مدارس الأمانة من بداية العدوان للان أكثر من ٨٠ الف طالب وطالبة نازحة والذي يشكل نسبة من ١٠- ١٥٪ من عدد الطلاب في أمانة العاصمة ، تم تسهيل قبولهم في جميع المدارس القريبة من منطقة نزوحهم وفتحت كل مدارس أمانة العاصمة أبوابها لأبنائنا الطلاب والطالبات النازحين واستيعابهم في الكثير من المدارس دون استثناء أحد رغم الأعداد الكبيرة فإن كثير من المدارس أصبح عدد الطلاب داخل الفصل الواحد يتراوح بين ١٣٠ طالباً إلى ١٦٠ طالباً وأنهم يجلسون على الأرض وآخرون على النوافذ مما يصعب على المعلم التحرك داخل الفصل نتيجة الازدحام الموجود ودون تمكن وزارة التربية من توفير الكراسي لهم أو توفير الوضع الملائم للعملية التعليمية وهذه إشكالية كبيرة تواجهنا ..
وقال : رغم أن هذا الازدحام يؤثر تأثيرا مباشرا على مستوى التعليم في المدارس لكننا اتخذنا القرار في أمانة العاصمة حتى لا نحقق النجاح للعدوان بحرمان الطلاب فاخترنا الطرق الأقل ضرراً أما ان نرفض تسجيل الطلاب كالنازحين وهنا الضرر كبير أو ان نستوعبهم في المدارس ولو كان على مستوى الزحام أو صعوبة التعليم والمعلم وكان هذا الاختيار اخف الضررين..
وأضاف نائب مدير مكتب التربية أيضاً الطالب النازح يأتي للتسجيل ولا يوجد لديه أي ملف دراسي ولا شهادات سابقة موجودة بسبب اما عدم القدرة للذهاب إلى مديريته لإحضار الملف أو لأن مدرسته استهدفت وبالتالي لدينا استمارات خاصة بالنازحين نقبلهم بدون الملفات هذه وتعطيهم فرصة لعدة أشهر وفترة لازمة لإحضار الملفات وإذا تعذر إحضار الملفات هناك اتصال مباشر بين الأمانة والوزارة والمحافظة التي أتا منها النازح ويتم استيفاء البيانات من مدراء مكاتب التربية في المحافظات الأخرى بالنسبة للطلاب النازحين وهذا يعتبر تسهيلاً كبيراً من الوزارة حتى يستمر أبنائنا في حقهم في التعليم..
نخفف الازدحام
مشيراً إلى أنه في ظل العدوان أصبحت الإمكانات الداخلية الذاتية صعبة جدا وتشكل عائقاً كبيراً أمام الحلول التي يمكن أن تقوم بها وزارة التربية والتعليم في هذا المجال ولم نستطع فيها توفير المقاعد الدراسية وإيجاد الفصول الدراسية الكافية لاستيعاب الطلاب النازحين الأمر الذي جعلنا نطالب عن طريق الوزارة والأخ الوزير ومنظمة اليونيسف الخاصة بالتعليم بفصول متحركة وتوفيرها في المدارس لتخفيف الازدحام وكذا بخيم لعملها فصول دراسية حتى نستطيع أن نخفف من الازدحام والتي تجاوبت معنا إلى حد ما وتم توزيع ١٥٠٠ كرسي من اليونيسف للأمانة ولكن هذا العدد لثلاثة آلاف طالب بينما نحن نتكلم عن ٨٠ الف طالب وطالبة داخل الأمانة ولذلك أقول هناك إعمال بسيطة جدا لكنها لا تمثل ولا ٥٪ مما نحتاجه في الأمانة لحل إشكالية النزوح والكثافة داخل الفصول الدراسية..
وفيما يخص دعم الطلاب النازحين أشار هناك دعم من جهات داعمة مثل منظمة اليونيسف الذي وعدت بتوفير ٤٠ الف حقيبة مدرسية لكنها لم تصل إلى الآن وهي مخصصة الأولوية لأبناء النازحين في المدارس ثم يأتي بعدهم الطلاب ذوي الدخل المحدود والذين يحتاجون إلى الحقيبة المدرسية هناك جهات أخرى تقوم بالدعم في مجال الحقيبة المدرسية إلى جانب بعض المؤسسات وتقوم بتوزيع الحقيبة المدرسية لـ٥٠٠٠ الف حقيبة أو ٣٠٠٠ أو عشرة آلاف حقيبة مدرسية وهي توجه أيضاً للنازحين وذوي الدخل المحدود..
وذكر الوزير إلى جانب ذلك معاناتهم في نقص الكتاب المدرسي وعدم قدرة طباعة الكتاب المدرسي لعدم توفر ورق للطباعة بسبب الحصار مما تسبب في عجز كبير للكتاب المدرسي خاصة في الصفوف الأولى أساسي وهذه معاناة وربما لها أثار مستقبلية عندما يتعلم الطلاب بدون منهج ولكن لن نجعل ذلك عائق أمام إيقاف التعليم وسنتعلم ونعلم أبنائنا بكل الوسائل المتاحة سواء داخل الفصول أو في الريف أو تحت الأشجار أو داخل المخيمات أو في أي مكان كان وبأي وسائل ممكنه لان ذلك حق سنقوم بادائه وإعطائه لأبنائنا مهما كانت الصعوبات وان كان هذا لا يعفي المنظمات الدولية وأنا أخص المنظمات المعنية بالتعليم لأنها لم تتحمل المسؤولية التي يفترض أن تقوم بها.