زبيد.. الاجتماعات مستمرة.. والنتائج مفقودة


تحقيق/عبدالباسط محمد النوعة –
تتوالى الاجتماعات الحكومية لمناقشة الوضع المتردي في مدينة زبيد التاريخية فقد اجتمعت مطلع الأسبوع الجاري في مدينة الحديدة لجنة الحفاظ على زبيد بحضور وزيري الثقافة والمياه والبيئة وغياب عدد من الوزراء اعضاء اللجنة الحكومية وقبلها بأشهر ناقش الاجتماع الاستثنائي للحكومة في مدينة الحديدة وضع زبيد ضمن جدول اعماله واتخذ عدداٍ من القرارات وها هي الاجتماعات والقرارات والتصريحات النارية تطلق بين فترة وأخرى من قبل المسؤولين والمعنيين بالحفاظ على زبيد وانقاذها من الخطر الذي يتهدد هويتها وتاريخها العريق ولكن على الواقع لا يتم شيئاٍ سنوات مضت لا تحمل للمدنية سوى الكلام والعبث في المدينة مستمر واليونسكو ترصد كل ما يحصل على الواقع وتطلق الانذارات وتجدد المهْل إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة ووجهت اليونسكو تهديدها النهائي بشطب المدينة من قائمة التراث العالمي وارفقته بتهديد آخر لصنعاء القديمة ومع ذلك لم نخرج من الإطار الذي ندور فيه منذ سنوات “اجتماعات وأقوال تفتقر إلى الفعل المناسب والعبث هو الشيء الحاضر في هذه القضية إن لم تكن وتيرته تزداد عند كل اجتماع أو تصريح أو قرار يخص الحفاظ على زبيد.

تحقيق/عبدالباسط محمد النوعة

تجسيد لمصداقية الحكومة
الأخت هدى ابلان نائب وزير الثقافة تعتبر هذه الاجتماعات محاولة لترجمة قرارات الحكومة فيما يخص زبيد ووضعها المأساوي كون المسألة لا تخص وزارة الثقافة وحدها وانما هناك جهات أخرى شريكة مع الثقافة في الحفاظ على هذه المدينة وتضيف ابلان: كما أن هذه اللجنة المصغرة من الوزراء وعدد من المسؤولين تحاول أن تجسد المصداقية لدى الحكومة من أجل انتشال زبيد من وضعها الحرج واخراجها من دائرة الخطر والحد من المخالفات فيها بما يعزز مصداقيتنا أمام العالم لا سيما مركز التراث العالمي التابع لليونسكو.
وأكدت أن الاجتماع الأخير الذي عقد مطلع الأسبوع الجاري له مخرجاته الطيبة فالخطر يقترب وبالتالي فالمسألة تعني الدولة والحكومة عموماٍ وعلى السلطة المحلية في الحديدة أن تتفاعل مع هذه التوجيهات والقرارات وتتابع تنفيذها بما يخدم بقاء المدينة على الأقل في وضعها الراهن دون خروجها من القائمة العالمية.
وبشأن ما يقال بأن الاجتماعات حول زبيد كثرت وعلى الواقع لا شيء يتحقق أوضحت ابلان أن هذا أمر مؤسف للجان لم تعد تجدي نفعاٍ ولكن الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية لاحتواء هذا الموقف.
وعن عدم حضور بعض الوزراء المدرجة اسماؤهم ضمن لجنة الحفاظ على زبيد أجابت: عدم حضور الوزراء له أسبابه عند كل وزير ولكن ممثليهم كانوا حاضرين والمهم باعتقادي الوزارة بمهامها وأدائها وليس بأشخاصها.

أمر معيب
القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ناجي ثوابة وهو عضو في اللجنة الحكومية وحضر الاجتماع الأخير يؤكد أن هناك توجيهات رئاسية صدرت وأكثر من 5 قرارات صدرت من الحكومة فيما يخص زبيد ولكن لم ينفذ شيء منها وهذا أمر معيب جداٍ ولا يليق.
وعن جدول الاجتماعات يقول ثوابة: من وجهة نظري التي اؤمن بها أرى أن هذه الاجتماعات وأيضا القانون إذا صدر وكل وسائل الضبط والربط غير مجدية بدون اشراك المجتمع المحلي كيف اجتماع من أجل زبيد يعقد على بعد عشرات الكيلو مترات من المدينة التاريخية ولكن سنظل نقول أن الحل يكمن في تنفيذ قرارات مجلس الوزراء لا سيما ما يتعلق منها ببناء مدينة سكنية بعدد المساكن القديمة الموجودة في زبيد والمسجلة في قائمة التراث العالمي البالغ عددها “400” منزل أثري حيث اعتمد مجلس الوزراء بناء “300” مسكن كمرحلة أولى ولكن لم ينفذ هذا القرار والسبب أن وزير المالية يتذرع بعدم وجود ميزانية لذلك واتمنى أن تعملوا زيارة لوزير المالية لاستيضاح هذا الأمر وأمور كثيرة تتعلق بموازنات التراث.

تشكيل لجنة فنية
وحول رده على أن هذه الاجتماعات لا أثر لها على الواقع في زبيد مجرد سفر وبدل اجتماع وكلام وانتهى الأمر أجاب ثوابة: الاجتماعات قد تكون لها فائدة بشرط توفر النوايا الصادقة والرغبة الأكيدة لدى المشاركين أو أعضاء اللجنة فمثلاٍ أوصى المجتمعون في الاجتماع الأخير بضرورة تشكيل لجنة فنية للنزول إلى زبيد تقوم بإعداد برنامج يتضمن كافة الاحتياجات الفنية والمالية والتنفيذية ويتم عكسها بشكل مقترح قابل للتنفيذ يرفع إلى وزير الثقافة الذي بدوره يعرضه على مجلس الوزراء لاحالته إلى المالية لإقراره وتوفير الاحتياجات المالية والفنية وهذه خطوة هامة ولكن تحتاج إلى نوايا صادقة وإلا سنظل سنيناٍ ندور في حلقة مفرغة ونقوم بالمسح والمتابعة ناهيك عن التنفيذ أما فيما يتعلق بأن هذه الاجتماعات فقط لغرض صرف بدل سفر للمشاركين فأنا أؤكد أنني لم استلم ريالاٍ واحداٍ كبدل سفر وسافرت إلى الحديدة لحضور الاجتماع على نفقتي الشخصية وهي ليست المرة الأولى التي اسافر فيها إلى زبيد على حسابي الخاص وهنا أنا اتكلم عن نفسي ولا علم لي عن بقية المشاركين هل يأخذون بدل سفر من جهاتهم أم لا.

صرف بدل سفر فقط
الخبير في مجال المدن التاريخية ومستشار هيئة الحفاظ على المدن المهندس ياسين غالب يرى أن هذه الاجتماعات التي كان يتابعها باهتمام من قبل لاعتقاده أن لها فوائد لمدينة زبيد ولكن للأسف الشديد لم تحقق شيئاٍ ولهذا لم يعد يتابعها ابداٍ كونها تهدف فقط إلى صرف بدل سفر ولا تأخذ بعداٍ أكثر من هذا فبعض المجتمعين غير مؤهلين لمناقشة مثل هذه الموضوعات الهامة المتصلة بالتراث ولديهم قصور في التعاطي مع المقومات التي تحويها زبيد بالإضافة إلى افتقارهم إلى البرامج والجداول التي ينبغي أن يتم إعدادها مسبقاٍ لمناقشتها وبالنظر إلى المجتمعين نجد أن البعض منهم وقفوا ضد قانون الحفاظ على التراث الذي سعينا وراءه منذ أكثر من 17 عاماٍ بل وحاولوا بطرق شتى توقيفه بعدم استكمال مناقشة بقية مواده وها هم يجتمعون للمحافظة على زبيد ولهذا اعتقد أن مثل هذه الاجتماعات ما هي إلا ذر الرماد على العيون كما يقال فالنوايا الحقيقية للحفاظ على المدينة غير متوفرة وإلا لماذا لا تؤتي هذه الاجتماعات ثمارها ولو بالنزر اليسير منها.
وأشار غالب إلى أن ما تعانيه زبيد تعانيه بقية المدن التاريخية في عموم اليمن وقد تكون زبيد ظاهرة بحكم أنها مسجلة في قائمة التراث العالمي ولكن المعاناة والعبث يعم كافة المدن التاريخية اليمنية فالحكومات المتعاقبة ممثلة بوزارة الثقافة وما تتبعها من جهات وتحديداٍ الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية تفتقر إلى الرؤية في التعاطي السليم مع المدن التاريخية وفق استراتيجية وطنية شاملة.
وفي الأخير نتساءل لماذا لا يناقش كل اجتماع مستوى تنفيذ ما تم اقراره من إجراءات في الاجتماع الذي سبقه لتتضح لهم الرؤية وجدوى هذه الاجتماعات.. سؤال مطروح للجميع بانتظار الاجابة الشافية.

قد يعجبك ايضا