*جراء استمرار العدوان وفداحة الحصار
الثورة / غمدان أبوعلي
تعاني عدد من قرى التحيتا بمحافظة الحديدة الساحلية وضعاً إنسانيا كارثياً جراء انتشار المجاعة بين أوساط الأطفال والشباب وسكان المنطقة جراء استمرار العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا وفرض الحصار الخانق براً وبحراً وجواً في ظل وضع أنساني سيئ للغاية .. ويعيش أطفال وسكان قرية البقعة والمتينة والجليبة بمنطقة التحيتا بمحافظة الحديدة أسوأ مجاعة عرفتها البشرية جراء العدوان على بلادنا منذ سنة وسبعة أشهر ، والذي حال دون أن يحصلوا على العلاج والأدوية المقررة لهم وكذا عدم حصولهم على أدنى سبل العيش الكريم جراء الحصار المفروض عليهم من قبل العداون السعودي وحرمان أسرهم من الصيد والذين كانوا يعتمدون على الاصطياد في البحر كمصدر رزق لهم لإعالة أسرهم والذي أجبرهم تحالف العدوان السعودي الأمريكي على توقفهم عن عملية الاصطياد البحري خشيةً من تعرضهم للقصف والقتل مما تسبب في تفاقم الوضع الصحي لهم وأصبح شبح الموت يحاصر الأطفال وسكان المنطقة بين الحين والأخرى دونما أي التفات من قبل المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان والطفل .. ومع تفاقم معاناة العدوان والحصار الجائر وامتداد أثاره القاسية يعاني سكان وأطفال التحيتا معاناة قاسية بسبب انتشار أمراض سوء التغذية الحاد الوخيم وانتفاخ البطن ويتضورون جوعاً نظراً للفقر المدقع التي تمر بها أسرهم وترك أبائهم للعمل في الصيد بسبب الغارات الجوية واستهداف الصيادين في عرض البحر مما فاقم من معاناتهم وتقاعس المنظمات الدولية المهتمة بالطفولة لتقديم العون لهؤلاء الأطفال .
مدير مديرية التحيتا حسن هنبيق قال أن الوضع في المديرية كارثي إذا لم يتم إيقاف الحرب وإنقاذ أبناء تهامة من شبح الجوع والجفاف الذي طال أطفالهم بعد أن أدت الحرب إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة .. وأشار إلى أن مكتب الصحة بالمديرية سجل حتى اللحظة وجود 10 حالات وفيات للأطفال جراء مرض سوء التغذية الحاد والجفاف الذي تمر به المديرية ؛ مشيراً إلى أن حالات الإصابة بسوء التغذية الحاد الوخيم في مرافق المديرية سجلت نحو 770 حالة من الأطفال ونحو 1027 حالة متوسطة تعاني من سوء التغذية هذا إلى جانب أعداد كبيرة من المصابين بسوء التغذية على امتداد الشريط الساحلي .. وأكد هنبيق إلى أن الكثير من أبناء قرى البعقة والذكير والفازة والغويرق وبني الضبيبي والمتينة والمكابرة ورأس الحسي والنخل وقرى السقف انتشرت فيها المجاعة بشكل غير متوقع جراء إطالة الحرب وتوقف المراكز الصحية عن العمل وفقدان أبائهم أعمالهم بسبب الاستهداف الممنهج من قبل طيران «التحالف» للصيادين اليمنيين في سواحل البحر الأحمر ..
ودعى مدير مديرية التحيتا المنظمات الدولية المهتمة بالطفولة في اليمن والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لإنقاذ أطفال قرى التحيتا والتي اجتاحتها المجاعة. من جانبه قال مصدر طبي في مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية التحيتا بأن الفرق الطبية رصدت وجود عشرات الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم ، بالإضافة إلى حالات مرضية تعاني من مرض الجرب ومن أعمار مختلفة وقد بدت مظاهر المجاعة والمرض واضحة على أجسادهم التي تهالكت بسبب النقص الحاد في الغذاء جراء استمرار الحرب في المنطقة .. وتعددت المناشدات التي أطلقها سكان المنطقة للداخل والخارج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل تزايد التدهور الصحي والإنساني الذي يعيشه سكان القرية المنكوبة جوعاً لكنهم لم يجدوا أي التفاتة أو اهتمام يذكر سوى بعض المبادرات الخيرة من قبل فاعلي خير .. وقال الدكتور حمدي محمد إبراهيم نائب مدير مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية إن سوء التغذية أدى إلى حالات وفاة كبيرة في صفوف الأطفال .. وأكد الدكتور حمدي أن نحو 75 طفلاً مصابون بسوء التغذية في إحدى قرى التحيتا وهي قرية البقعة ” المتينة ” وأن هناك الكثير من الأطفال بالقرية نفسها حياتهم معرضة للوفاة في أي لحظة نظراً للمجاعة والفقر المدقع التي تمر بها أسرهم .. ويعزو نائب مدير مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية أسباب تلك الإمراض المنتشرة في المديرية إلى الحصار الجائر على بلادنا من قبل التحالف العربي إلى جانب انعدام التغذية السليمة نظراً للفقر التي تمربه عدد من الأسر في المديرية وانعدام الوحدات الصحية وإغلاقها بسبب الحرب التي تعاني منها بلادنا وشحة الإمكانيات مؤكداً أن المستشفى الريفي في المديرية لا يوجد به أي أدوات صحية ولا علاجات إسعافية ولا أخصائيين ولا أدوات جراحة كما أنه لا يوجد حتى سرير رقود في المستشفى الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ حياة أطفال التحيتا من الوفاة .. من جهته قال مفوض المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبر أين في زيارته لمدينة الحديدة أواخر الشهر الماضي بأن الوضع هنا سيئ للغاية، الأطفال يعانون من سوء التغذية ويتضورون جوعا”، محذراً في الوقت نفسه من أن المستشفيات والأطفال لديهم احتياجات شديدة وعاجلة.