مناكفات الصمود الوطني!
نبض
ضرار الطيب
لنتوقف جميعاً عن التحدث بخصوص السعودية والمرتزقة ، وأمريكا ، و المعارك ، والغارات ، والجرائم ، والتهديدات . سنترك كل ذلك ، ونكتب عن مناكفاتنا ومهاتراتنا ، ربما ان هذا هو قدرنا التعيس : أن نبقى “مكارحين”.
لدينا مجلس سياسي أعلى كنا نظن أنه جاء ليلملم ما تفرق ، ولكن الحال زادت سوءاً من بعده ، فالأطراف التي اتفقت على تشكيله ، صارت ترمي به بعضها باعتباره “تُهمة” ، بعد أن كان إنجازاً ضخماً ، وصار لكل طرف “صبيانه” في هذا الصدد ، وعاد كل شيء كما كان وأسوأ.
على كل مواطن خرج إلى “السبعين” يوماً ما ليؤيد ذلك “التلاحم” الوطني ، أن يترك كل ما في يديه ويتفرج على “المتلاحمين” وهم يتراشقون بالتفاهات ، و كل طرف منهما يحمل الآخر المسؤولية عن كل شيء ويسخر منه .
كأننا لسنا في حرب ، وكأن لا أحد يقتلنا أو يحاصرنا . صرنا ننتظر جديد المناكفات ، بدل جديد العمليات النوعية والأخبار القادمة من الحدود ، وصارت منشورات العبث والمهاترات تتوزع أكثر من مشاهد الإعلام الحربي ، وبلا خجل.
نخشى أن ذلك لم يعد سلوك “القواعد” بحجة ملء وقت الفراغ ، لأن المشهد السياسي يبدو منقسماً في الأعلى أيضاً .. وعلى ذلك ، يبدو أن دول العدوان ستتفرغ هي الأخرى لمشاهدة أطراف الصمود الوطني اليمني وهي تتنازع في ما بينها على الأضواء الإعلامية الباهتة والنفوذ السياسي الوهمي والمستقبل المجهول ، تاركة الشعب “يحسبن” وينتظر .
لن نجثو على ركبنا أمام النخب السياسية ونتوسلها لتوقف هذه المهزلة ، لأنهم اذا كانوا بالفعل قد اختاروا ذلك ، فالمصير السيئ ينتظرنا جميعاً .. وهم أولنا.