بقايا الشابة سعيدة شاهد حي على بشاعة العدوان وحصاره الجائر:

اليمن على بعد خطوة من المجاعة والعالم يكتفي بالمشاهدة

تقرير/ زهور السعيدي

باتت “سعيدة” تلك الفتاة التهامية ذات الـ18ربيعا فقط والتي تداولت صورتها وسائل الإعلام المحلية والدولية خلال الأيام الماضية ستظل ملامحها وما آل إليه حالها الصحي بسبب الجوع والفقر لعنة تطارد تحالف العدوان ابد الدهر.
هذه الفتاة الشابة التي تعيش في أجمل مراحل العمر لم يبق منها إلا هياكل آدمية مخيفة بعد أن أتى الجوع على كل محاسن جسدها لتبقى شاهدا حيا على بشاعة العدوان وحصاره الجائر الذي استهدف الإنسان اليمني ولقمة عيشه وكل ماله علاقة بالعيش والحياة الإنسانية.

المشاهد لصور أطفال ونساء تهامة ممن أصابهم الجوع وسوء التغذية التي باتت تعبر بوضوح عن حجم المأساة والمعاناة الإنسانية المتفاقمة جراء العدوان والحصار والاستهداف الممنهج من قبل طائرات السعودية للمزارع وقوارب الصيادين في أماكن وتجمعات الصيادين التقليديين على طول الساحل الغربي وفي القرى المتناثرة في الريف التهامي حيث فقد الناس هناك أعمالهم ومصادر ارزقاهم وأصبحوا في انتظار الموت جوعا على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يفعل شيئا لتلافي هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة بل نسمع من يحاول تحت تأثير المال السعودي ان يحمل الضحية مسئولية ما تعيشه من ويلات ومآسٍ ويستميت في سبيل ان  يبرئ الجلاد في معادلة ستظل بلاشك وصمة في جبين هذا العالم ونقطة سوداء في تاريخ الإنسانية.
استغاثات وتجاهل
وعلى الرغم من دعوات ونداءات الاستغاثة التي توجهها ولا تزال المنظمات الإنسانية المحلية والدولية عن خطورة الوضع الإنساني المتفاقم في اليمن بسبب الحرب والحصار إلا أن التجاهل لا يزال سمة المجتمع الدولي ومؤسساته الكبرى ولعل آخر تلك التحذيرات  ما أكد عليه منسق الشئون الإنسانية الاممي الأسبوع الماضي بأن مابين اليمن وحدوث المجاعة خطوة واحدة  ناهيك عن إفادة المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي مهند هادي والذي قال يوم الاثنين الماضي خلال الجلسة التي خصصها مجلس الأمن لليمن بان الطبقة الوسطى في اليمن أصبحت في عداد أولئك الأشخاص غير القادرين على وضع الأكل على موائد أطفالهم.
ويضيف المسئول الدولي: الكثير من اليمنيين أصبحوا غير قادرين على شراء الطعام لأطفالهم لأنهم لم يحصلوا على رواتبهم مؤكدا بأن الجوع في اليمن تحول إلى وباء.
ودعا المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي إلى سرعة توفير المساعدات اللازمة مشيرا إلى أن البرنامج يحتاج الى 60مليون دولار والكثير من الدعم السياسي من قبل المجتمع الدولي لوقف الحرب وإنقاذ ملايين اليمنيين الذين يفتقرون وبصورة ماسة للغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
المسببات
وتسبب العدوان على اليمن  بقيادة السعودية إلى توقف النشاط الاقتصادي في البلاد، إضافة إلى توقف كامل لعائدات النفط التي كانت تغطي نحو 70% من ميزانية الدولة؛ ما أدى إلى ضعف توليد الكهرباء وشح الوقود وإغلاق العديد من المصانع الكبيرة والصغيرة، ما تسبب في خسارة مئات الآلاف من العمال لأعمالهم وخروج الشركات الأجنبية والمنظمات الدولية من اليمن وسحب أموالها أو تعليق أعمالها لأجل غير محدد.
وتعمل منظمة الصحة العالمية في كل سنة على مسح الوضع الصحي والغذائي في المحافظات اليمنية لمعرفة حجم الأزمة وطرق علاجها، إلا أن الأرقام الصادرة مؤخرًا تشير أن إعلان المجاعة في البلاد بات وشيكًا.
مجاعة وشيكة
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن مستوى الطوارئ المحدد للوضع الغذائي في العالم 15% بينما وصلت المعدلات في بعض محافظات اليمن كما في محافظتي تعز والحديدة إلى 25% و31% على التوالي، أي أكثر بـ 16 نقطة مئوية عن الوضع المحدد لسوء التغذية الحاد، يموت السكان من شدة الجوع والأمراض، وقد سجلت اليمن خلال اليومين الماضيين في محافظة الحديدة جنوب غرب اليمن ثلاث وفيات بسبب سوء التغذية.
كما تفيد الأرقام الواردة من المنظمات الدولية أن أربعة من كل خمسة يمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي أي يعتمدون على وجبة واحدة في اليوم ولا يؤمنون طعامهم في اليوم التالي.يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

قد يعجبك ايضا