التكهنات بأن المملكة السعودية سوف توظف جزيرتي تيران وصنافير المصريتين، في صالح صفقة ما مع الكيان الصهيوني، إما أن تستفيد من الجزيرتين لتكون طرفاً ثالثاً في معاهدة كامب ديفيد، في ظل تقاربها العلني مع تل أبيب، أو تسلم الجزيرتين الاستراتيجيتين على البحر الأحمر للكيان الصهيوني كعربون صداقة وكدلالة على أنه لا مخاوف من جانب آل سعود تجاه إسرائيل، خاصة أن الرياض تزعم بأنها أعطت مصر السيادة على الجزيرتين لحمايتها من الاعتداءات الإسرائيلية، فوقتها لم تملك الرياض القدرة العسكرية على مواجهة الكيان.
هذه التكهنات والمخاوف المصرية حولها موقع “إسرائيل بالعربي” الخاضع لإشراف مباشر من وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى حقيقة، حيث سربت، زهافا جال أون، زعيمة حزب “ميرتس” اليساري في إسرائيل، أسماء 122 من ضباط إسرائيليين وأمريكيين عاملين في قاعدة الملك فيصل الجوية، وفي وقت سابق قام موقع “هنا معك دائما” الإسرائيلي بتسريب توقيع مذكرة تفاهم بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في مجال نصب الأنظمة المتطورة للصواريخ الجوية الاعتراضية والأنظمة الرادارية الحديثة في قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك، وهي منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية الصنع.
وهو الأمر الذي يؤكد صحة الأخبار التي تداولتها وسائل إعلام أمريكية العام الماضي، كشبكة “فوكس نيوز” و”سكاي نيوز” عن مباحثات لشراء دول السعودية وقطر والكويت والإمارات والبحرين لأنظمة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية، عن طريق الشريك المُصنع الأمريكي، رايثيون للصناعات الحربية، شريكة شركة رفاييل الإسرائيلية للأسلحة، والمنتجين سوياً لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية سابقة الذكر.
ونقلت سكاي نيوز عن أحد مسؤولي رايثيون قوله بأن عائد المبيعات المنتظر لدول مجلس التعاون سيبلغ عشرات وربما مئات المليارات من الدولارات. ووفقا للوثيقة التي سربتها جال أون، تم توقيع هذا الاتفاق مع السلطات السعودية عقب زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرياض في (20 إبريل 2016م).
الملفت أن توقيت نشر الموقع الإسرائيلي لخبر نشر “القبة الحديدية الإسرائيلية” في القاعدة العسكرية السعودية، يتزامن مع تمهيد سعودي لهذه الخطوة للرأي العام العربي والإسلامي، فالمملكة السعودية ادعت قبل أيام أنه تم إطلاق صاروخ من أراض يمنية تابعة لسيطرة حركة أنصار الله يستهدف مكة المكرمة، وهو الأمر الذي نفته الحركة جملةً وتفصيلًا وقالت إن الاستهداف الصاروخي كان موجهًا لمطار دولي يضم قاعدة عسكرية في جدة، الغريب أن نفي أنصار الله أكدته مصادر حكومية متحالفة مع المملكة السعودية كبريطانيا، وهو الأمر الذي يثبت عدم مصداقية المزاعم السعودية، حيث أعلن مكتب الخارجية البريطانية في بيان نشره على موقعه الرسميّ ، أن الصاروخ الذي أطلقه الجيش اليمني قبل أيام من محافظة صعدة كان يستهدف مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ونصح البيان الرسمي مواطني المملكة المتحدة ، بالابتعاد عن الحدود السعودية- اليمنية على مدى 80 كيلو مترًا على الأقل .
مزاعم السعودية باستهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية لمكة المكرمة يأتي في إطار توجيه العرب والمسلمين إلى أن الرياض ستقوم بشراء منظومة صاروخية للدفاع عن المقدسات الإسلامية فيها، وعلى العرب والمسلمين تقبل وجود هذه المنظومة أيًّا كان مصدرها ومشغليها وأماكن تواجدهم.
الصلف السعودي لم يتوقف على استقباله جنود إسرائيليين على الأرض الإسلامية، بل كشف الموقع العبري الناطق بالعربية، أن هناك صفقة سعودية إسرائيلية يتم بموجبها التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لإسرائيل، حيث قالت، جال أون، في سبيل انتقادها لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بإرسال جنود صهاينة إلى المملكة: نظرا إلى أن السعودية قررت خلال اتفاق سري مع إسرائيل بتسليم جزيرتي صنافير وتيران للجيش الإسرائيلي قريبا ليست لدينا حاجة لإيفاد ضباطنا المتخصصين إلى قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك وأصرح بأن هذا القرار الطائش من جانب بنيامين نتنياهو سيوقعنا في فخ الإرهاب السعودي عاجلاً أو آجلاً”.
وبذلك تشير زعيمة حزب “ميرتس” الإسرائيلي وبوضوح، بأن هناك صفقة سرية بين الرياض وتل أبيب بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للأخيرة في حال انتهت الرياض بتوقيع الأوراق النهائية لتسلمها للجزيرتين الاستراتيجيتين مع القاهرة.
نقلاً عن موقع البديل المصري
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا