عبدالسلام فارع
* تواصلاً للاطلالة السابقة التي كنت قد كرستها لنجم النجوم ومهندس الكرة اليمنية النجم الكبير والاسطوري عبدالعزيز القاضي والذي يمثل كما قلت سابقاً جانباً كبيراً من التاريخ الرياضي للكرة اليمنية بل هو أريجها وعطرها الفواح ، ها أنا أعود من جديد لنبحر معاً في بحور عطاءاته الخالدة المفعمة بعديد الاحجار الكريمة التي يشبه بعضها لون بشرته الساحرة كسحر لمساته الجميلة في عديد المستطيلات الترابية والمعشبة.
وقبل الخوض في أهم التفاصيل في مسيرته الرياضية المتألقة والتي يصعب إيجازها بسهولة ، لا بد لي من التنويه هنا الى أن المحطة الاولى التي من خلالها الاستعانة به في صفوف أهلي تعز بعد أن تم التواصل معه ومع نادي الصحة الذي كان يمثله في سبعينيات القرن المنصرم لم تكن أمام هورسيد الصومالي بل كانت أمام الانتير الجيبوتي في العام 73م، وخلال تلك المواجهة التي تألق فيها أهلي تعز كثيراً كان تألق النجم الكبير عبدالعزيز القاضي لافتاً الى أبعد الحدود في اللقاء الذي جمعه مع فريق الانتير ولم يكتف القاضي مع باقي زملائه من منتسبي القلعة الحمراء في المواجهة المذكورة بابراز مهاراتهم وقدراتهم الكروية بل هددوا مرمى المستضيف الافريقي بعديد الطلعات الهجومية المدروسة والمرعبة لينتهي اللقاء بفوز الأهلي بهدفين نظيفين يومها القت تلك النتيجة بظلالها القاتمة على كل القائمين على الرياضة الجيبوتية واستفزتهم بشدة باعتبار جيبوتي مستعمرة فرنسية وكأن ذلك الانتصار الذي أحرزه النادي الأهلي من تعز كان على ناد باريسي.
فما كان منهم إلا أن أعدوا العدة لمواجهة كروية أخرى جمعوا فيها أفضل ما لديهم من نجوم المؤسسات العسكرية التابعة لهم بعد أن نسقوا مع مجلس النادي الأهلي الاداري وحصلوا على موافقة منه لاجراء المواجهة إياها فما كان من نجوم الأهلي إلا أن يضاعفوا من أحزانهم وجراحاتهم فبدلاً من التعويض للخسارة السابقة والثأر لها فاجأهم الشياطين الحمر بفوز عريض وبخمسة أهداف صافية.
ومن ضمن أهم المحطات الأهلاوية المتألقة لأهلي تعز بقيادة نجمه الكبير والاسطوري عبدالعزيز القاضي التي لم تغب عنه وعن ذاكرة الكثيرين تلك المحطة السياحية الرياضية لنجوم الأهلي وقاضيهم في زيارتهم الخالدة للمملكة السعودية يوم أن خاضوا اكثر من مواجهة مع أنديتها في منتصف السبعينيات ويوم أن أعتذر النصر السعودي عن مواجهة الأهلي حتى لا يخسر جماهيره العريضة من اليمنيين الذين كانوا يشكلوا نسبة كبيرة من المناصرين.
في تلك الرحلة الرياضية للأهلي قدم نجوم القلعة الحمراء أجمل العروض الكروية أمام الاتحاد من جدة والذي كان يضم في صفوفه النجم البرازيلي الأبرز ريفيلينو ليتقدم الأهلي بهدف السبق وبعد محاولات متتالية للاتحاد تمكن من تعديل النتيجة ويومها تألق نجوم الأهلي كافه الأ أن تألق حارسه الاسطوري عبدالملك فوز كان لا يقل شأناً عن تألق الرائع والأروع النجم الاسطوري عبدالعزيز القاضي وفي تلك المباراة كانت الجماهير اليمانية نجم اللقاء الأول حيث أمطروا مرمى الكبير والراحل عبدالملك فوز بمجموعة كبيرة من الساعات اليدوية الثمينة عرفاناً منهم بقدراته أما الصحافة الرياضية السعودية فقد عنونت على صدر صفحاتها الرياضية جملة من العناوين المنصفة كان أهمها تعلموا فنون الكرة من مهندس الكرة اليمنية عبدالعزيز القاضي وخلال تلك الرحلة رفض القاضي اكثر من عرض للاحتراف ووحده النجم يحيى فارع سلام من قبل الاحتراف في الشباب السعودي.
وفي مواجهة أخرى لنجمنا الكبير عبدالعزيز القاضي جمعت منتخبنا الوطني مع نظيره منتخب الجنوب إبان التشطير كلف الراحل النجم والإعلامي الرياضي عوضين بمراقبة القاضي ورصد انفاسه داخل الملعب ومع انتهاء الشوط الأول من اللقاء سأل المدرب عوضين قائلاً ماذا قلت لك وماذا كنت تعمل فرد عليه بصراحة يا كابتن كنت أتفرج له كيف يلعب ، إذن القاضي الذي لم ينصف حتى اليوم كرفيق دربه في الجانب الاداري السكرتير الانجح والاشهر العقيد أحمد هزاع العديني كل منهما بحاجة الى كتاب متكامل.