تقرير/ وائل علي
الكثير من محلات صيانة الأجهزة الكهربائية تحولت من مكان لإصلاح ما تلف إلى محال لسرقة بقية المعدات الداخلية للجهاز التي يدعي من يقوم بإصلاحها بأنها تالفة حينها يتحمل صاحب الجهاز تكلفة صيانة أو تبديل ما جاء لأجله وما قام المهندس بسرقته …عمليات السرقة التي يقوم بها العاملون في تلك الورش الخاصة بالصيانة دقيقة ومدروسة وهذا ما يؤكده البعض من العاملين في تلك الأماكن ومن قبل مواطنين تعرضوا للسرقة من قبلهم… أسباب هذه السرقات وطرقها تجدونها في سياق هذا التحقيق:
انصح كل من يذهب إلى أي مهندس أن يقوم بشراء القطعة التي تعرضت للتلف في جهازه بنفسه وأن لا يثق بأصحاب ورش الصيانة فهم يسرقون القطع الموجودة ويبدلونها بأخرى مقلدة ليبيعوها فيما بعد لشخص آخر وهذا ما يفسر وجود قطع تشليح صالحة للاستخدام في ورش صيانة الأدوات الكهربائية وأكده لنا إسماعيل أحمد عامل سابق في أحد محال إصلاح التلفزيونات في حي الدائري.
وعلى العكس تماماً فإن أمير منصورمهندس رسيفرات ومسجلات يؤكد أنه لا توجد أي طريقة يستطيع من خلالها المواطن أن يضمن منع أي مهندس من سرقة قطعة من داخل الجهاز، أو تبديلها بأخرى سوى الضمير الحي والخوف من الله عز وجل والعقوبات الرادعة من قبل الجهات المختصة إن وجدت.
القطع التالفة
محمد مطهر موظف توقفت غسالة الملابس الخاصة به فذهب بها إلى صاحب ورشة إصلاح الغسالات القريبة من منزله فطلب منه المهندس أن يقوم بتبديل( دينمة النشافة ) لكونها تالفة وإذا ما أراد تبديلها فعليه دفع مبلغ(4500) ريال وهذا طبعاً غير أجرته، فأعطاه المبلغ المطلوب، وعندما حان موعد استلام الغسالة طلب مطهر من صاحب الورشة الدينمة القديمة فقال له إنه قد رماها فلم يصدق مطهر هذا الكلام فذهب بالغسالة صوب مهندس آخر فأكد له أن «الدينمة» الموجودة في الغسالة لم تفك بتاتاً من مكانها هذا لأن مطهر طلب من صاحب الورشة القريبة من منزله قطعة وكالة إذا ماطلب منه مقلدة فانه سيبدلها بمقلدة هو ويأخذ القطعة الوكالة ليبيعها لشخص آخر وهكذا تتم السرقات كما أكد لي مطهر.
أين القطع ..؟
لم اذهب إلى ورشة لصيانة الأدوات الكهربائية إلا ووجدت عندهم كل أساليب الكذب والمماطلة باستياء شديد تحدث معي فارس الأكحلي عن معاناته مع المهندسين الذي ذهب إليهم في السابق وقال : كل ما أذهب صوب مهندس ادعو الله أن لا أتشاجر معه ولا أدري لماذا يتخذ هؤلاء المهندسون من الكذب والمماطلة أسلوباً لهم؟.
ويضيف الأكحلي قائلاً :حينما أحضر لهم الجهاز التالف يقولون لي لا يحتاج إلا لقطة معينة وبعد إحضارها يقولون لي لا ليست هذه القطعة فهناك قطعة أخرى تالفة وهذا ما يجعلني حائراً هل أخذ الجهاز الخاص بي أم أتركه يتابع تصليحه خاصة وأني دفعت قيمة القطع السابقة ..؟
ومن نفس كأس المعاناة شرب صديقه أبوبكر الذي لم يخف تعجبه م ما يقوم به هؤلاء المهندسون والسبب كما قال ابوبكر إنه عندما يطلب ممن يقوم بإصلاح الأدوات الكهربائية إعطاءه اسم القطعة يقولون له إنه لم يتمكن من شرائها فهو لا يعرف المحال المخصصة ببيع تلك القطع وغالباً ما يقولون له أن لديهم قطعاً مستخدمه وكالة موجودة لديهم ومضمونة وهذا ما حصل له عند ذهابه لإصلاح ثلاجة منزله وحينما يقوم بمطالبتهم بإحضار القطعة التالفة يقولون له نحن نتخلص منها فور إصلاح الجديدة وهذا ما يجعله متأكداً أنهم يقومون بسرقته فلو كان هؤلاء المهندسون يبدلون القطع فعلاً فأين القطع القديمة..؟ ومن أين يحضرون القطع المستخدمة و الوكالة كما يقولون وبعض الأجهزة صينيه التي لا توجد لها وكاله ..؟
السرقة محرمة
منذ نعومة أضافرنا ونحن ندرك أن السرقة محرمة وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان من العقلاء على وجه الأرض هذا ما قاله الداعية محمود قصيلة الذي اعتبر من يقوم بمثل هذا العمل حتى وان قام بسرقة قطعة صغيرة ورخيصة الثمن آثم أمام الله أولاً وأمام نفسه والمجتمع ثانياً .
ويضيف قصيلة قائلاً: من يقوم بمثل هذا العمل لا يسرق فقط وإنما يكذب ويخدع ويخون الأمانة التي تبرأت منها الجبال لإثمها الكبير وهذا ما يؤسفني فعلاً خاصة وأن من يقوم بالسرقة والكذب وخيانة الأمانة مسلم وهو مدرك أن ما يقوم به محرم ولا أدري أي قلب يمتلك من يمارس مثل تلك الخدع والأكاذيب ولماذا يتناسى وجود الله المطلع على كل شيء؟.
وفي نهاية حديثه دعا قصيلة كل من يعمل بهذه الورش الخاصة بصيانة الأدوات الكهربائية إلى الهداية والجلوس مع النفس فالمال الحرام ليس له بركة حتى وإن بلغ حجم الجبال.