الفيدرالية في اليمن ومشروع سايس بيكو
علي عبدالله الحميدي
بعد الأحداث التي طرأت في اليمن بعد عام 2011م، والخلافات بين الأحزاب والتكتلات اليمنية ، حتى اجتمعت الأطراف اليمنية للحوار الوطني لمناقشة قضايا اليمن، لكنه حوار يسعى للمتأمل والمتقصي فيه لتجزئة وتفتيت اليمن إلى دويلات، فكان من ضمن الحوار والمحور الرئيسي هو الاتفاق لتجسيد نظام فيدرالي ودولة اتحادية في اليمن.
الغرب هم لا يريدون انفصالاً لليمن جنوباً وشمالاً ،ولو أرادوا انفصالاً فهذه أفضل فرصة لهم لفصل اليمن، لكنهم طامحون إلى أكثر من ذلك، هم يريدون أربع أو ست دويلات في اليمن، ولن يحقق ذلك إلا النظام الفيدرالي وتجسيد دولة اتحادية في اليمن، فكل إقليم له جيشه ودخله وحدوده ويحق له في المستقبل الاستفتاء للاستقلال، ماذا يخدم ذلك ؟
يخدم ذلك تجزؤ وتفتيت بلاد المسلمين، يخدم ذلك اتفاقية سايس بيكو ووعد بلفور الذي أتفق فيه الغرب قبل عشرات السنين إلى تقسيم الوطن العربي وتجزيء المجزأ، ها هي السودان إلى شقين شمال وجنوب ، وإقليم كردستان العراقية الدولة المستقبلية منفصلة عن العراق، والأعين والمشروع على اليمن حالياً ،خطط إستراتيجية يتبعها الغرب ، وفعلا حققوها ، وانتصروا على المسلمين.
ها هي اليمن اليوم تتعرض للانتهاك والتهديم والتدمير من قبل خادم أمريكا وإسرائيل وليس خادم الحرمين الشريفين الذي يسعى إلى جعل اليمن تحت الوصاية ويفرض منهجه الذي في مغزاه تقسيم وتجزيء اليمن إلى دويلات،لكن اليمن ستنتصر بالقدرة الإلهية.
كان الأجدر بمدعي الإسلام والمتستر به سلمان والحفاة العراة تحرير جزرهم من قبضة إيران التي تستولي على جزرهم وأراضيهم ، إيران ليست في اليمن ، إيران في جزركم وأراضيكم ، اثبتوا رجولتكم وحرروها من أيدي إيران.
إن المتمعن في مجريات الأمور ، والمتمعن في التدخل السعودي أو الإيراني في البلدان العربية الإسلامية ، سيجد ويتيقن أن النظام السعودي الذي يتستر وراء الإسلام هم أيدي للغرب في تحقيق غاياتهم ومطامعهم، لذلك العالم الإسلامي لا يحتاج لمدد لكي ينتصر، ولا يحتاج إلى سلاح فتاك لكي ينتصر، يحتاج إلى فهم الإسلام الذي دعا إلى عمارة الأرض وليس هدمها وحرم قتل النفس البشرية إلا بالحق، الإسلام لا يحتاج إلى ثورات وانقلابات لأنظمة الحكم، الإسلام يحتاج إلى ثورة فكرية ووعي لكي يستعيد عافيته .