ما بش من صياد لبن
عبدالفتاح علي البنوس
هل يعقل بأنه لم يعد هناك أي عقلاء في المحافظات الجنوبية يمسكون بزمام الأمور فيها ويعملون على تصحيح المسار لقضيتهم العادلة والمشروعة والتي تم الانحراف بها وتوجيهها توجيها خاطئا بما يتماشى ومخططات وأهداف الغزاة والمحتلين، وصارت هذه القضية بيد حفنة من العملاء والمأجورين والمرتزقة الذين يتاجرون بها ويتكسبون من ورائها خدمة للغزاة والمحتلين السعوديين والإماراتيين الذين عملوا على تدمير النسيج الاجتماعي لأبناء الجنوب وتقسيمهم إلى طوائف وملل وجماعات وتيارات وتبنى كل طرف دعم مكونات وفصائل معينة من أجل كسب ولائها وضمان تأييدها وطاعتها فحولوا الجنوب إلى ساحة صراعات دموية من أجل أن يسهل عليهم الحصول على مبتغاهم دونما عقبات أوعراقيل ، وهم من دخلوا الجنوب على وعود وردية منهم بأن يجعلوه جنة الله على الأرض وبأن وبأن وذلك من أجل إغراء السذج من الجنوبيين للالتفاف حولهم ومباركة تواجدهم والقتال إلى صفهم ولكن سرعان ما تبخرت هذه الوعود الوردية ودخل الجنوب في نفق العنف والفوضى والإرهاب واللا استقرار وما هو حاصل في مدينتي عدن والمكلا خير شاهد على نموذج التحرر والتقدم والتطور على الطريقة السعودية والإماراتية الذي يقوم فيه الأمريكان بكتابة السيناريو والمونتاج والإخراج؟!!.
هل يعقل بأنه لم يعد هناك من يقف ضد هذه المؤامرة وهذا المشروع ؟! بالتأكيد هناك الكثير ولكن للأسف هذه الشخصيات تتعرض لحملات تشويه وتحريض من قبل أدوات الغزاة والمحتلين والكثير منها أجبرت على مغادرة الجنوب ومنها من تمت تصفيتها والبعض لا يزالون يواصلون مسيرة النضال ومقارعة المحتلين من أماكن تواجدهم داخل اليمن وخارجه بشتى الوسائل المتاحة وهؤلاء بحاجة إلى صحوة وتكاتف أبناء الجنوب لإسقاط وإفشال مشاريع المحتل الجديد وخصوصا أن هذا المحتل يمتلك سلاح المال الذي يعتمد عليه في شراء الذمم وكسب الولاءات .
اليوم بعد أن أغرق المحتل الجنوب في مستنقع العنف والفوضى لجأ إلى إقحام الشباب في معمعة القتال خارج اليمن وبالتحديد في جبهات الحدود بعد أن فشل جيشه الكرتوني وتجرع الهزائم النكراء فكان خيار استجلاب مرتزقة من أبناء المحافظات الجنوبية للدفاع عن آل سعود وحماية حدودهم وأراضيهم بل الذهاب بهم للزحف على المنافذ الحدودية لوطنهم اليمن والزج بهم في محارق بشرية نيابة عن الجيش السعودي هكذا بآلاف من الريالات السعودية يترك مرتزقة الجنوب مدنهم ومحافظاتهم تحت رحمة وسلطة الغزاة والمحتلين والجماعات الإرهابية المتحالفة معهم ويذهبوا للقتال بالإيجار ضد وطنهم وإخوانهم ليجدوا أنفسهم كبش الفداء والخاسر الأكبر من وراء ارتهانهم وعمالتهم للغازي المحتل وأذنابه الذين يقيم أولادهم في فلل فارهة في الخليج وأوروبا وأمريكا في الوقت الذي يدفعون بالسذج إلى الهلاك والضياع وما حصل في صحراء البقع خير شاهد على ذلك .
السعودي لديه أجندة ومصالح في الجنوب كما هو حال الإماراتي والأمريكي ومن السخف والغباء والسذاجة أن نصدق أنهم (ما رقدوا من هم إخواننا في الجنوب) وحرصهم عليهم وعلى مصالحهم بدليل ما عليه الوضع اليوم فكيف كان الوضع في الجنوب قبل دخول الغزاة والمحتلين وأدواتهم الإجرامية وكيف هو اليوم ؟! وهل لمس أبناء الجنوب أي خير منهم؟ ! وهل تحققت لهم تلك الوعود الوردية البراقة المشبعة بالزيف والحقد والكذب ؟! بالتأكيد لا ولن يلمسوا أي شيء لأن هناك من باع الجنوب وقبض الثمن وما هو قادم سيكون أكثر مأساوية وعتمة ودموية إن لم يتحرك شرفاء الجنوب لتدارك الأمر وتشكيل جبهات للكفاح المسلح من أجل دحر المحتلين وأذنابهم وتصحيح مسار القضية الجنوبية التي كانت وستظل قضية كل اليمنيين والعمل على معالجتها بعقل وحكمة وحسن تصرف على قاعدة لا ضرر ولا ضرار بمنأى عن التدخلات والوصاية الخارجية كونها كانت السبب في كل ما نحن عليه اليوم فهم الشر كله (فما من دخيل عافية) وما من محتل خير، وما من مرتزق ولاخائن أمان، و(ما بش من صياد لبن) .