اليمن والإيمان..
د. أسماء الشهاري
أهل الإيمان والحكمة.. هي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل اليمن.. نعرف صدقها لأننا نعرف صدق قائلها ولأننا لمسناها واضحة جلية في كل مواقف هذا الشعب خاصة وهو يقف شامخاً عزيزاً منتصراً في مواجهة طواغيت الأرض مجتمعة..
لكن لو أردنا أن نتعمق أكثر وأن نغوص في أسرار هذه الكلمات ومعانيها.. فإننا سنجد العجب العجاب.. سنجد عالماً قوياً متكبراً متغطرساً يواجه بلداً واحداً ضعيفاً فقيراً في جميع الإمكانيات إلا من قوة الإيمان مقارنةً بما يمتلكه العالم وأئمة الكفر والطغيان سواءً من حيث العتاد والعدة أو السيطرة على ثروات البلدان المدجنة واقتصادها وبنوك العالم أو سيطرته أيضاً على وسائل الإعلام المختلفة لتكتمل أدوات الجريمة من القتل والإبادة والتجويع والإفقار والحصار إلى الكذب والتضليل والتطبيل في أحيان كثيرة..
لا نحن ولا العالم قد استوعب بعد ما يحصل.. كلها كلمات تردد صمود أسطوري لشعب يقهر المستحيل.. شعب يسطر المعجزات..قد يقف العالم عاجزاً عن تفسير ما حصل وما سيحصل بعد حين..لأنه عالم يؤمن بالمادة والماديات.. ونحن أهل الإيمان نؤمن بالله وبقوته وقدرته وتأييده ونصره حتى في ظل غياب هذه الماديات.. لأننا بالله صنعنا المعجزات لأنه سبحانه خالق المادة وقاهر الماديات..
وفي كل لحظة رغم كل الآلام نشعر بنشوة النصر.. لأن الله يصنعه لنا في كل لحظة في ظل هذا العدوان..ولكن هل اعتدنا عليه أم أن بشاعة هذا العدوان يأتي كموجة هادرة تقذفنا إلى مكان بعيد مملوء بالأوجاع مما يحصل لوطننا وللكثير من أخوتنا من حولنا.. فبعد أكثر من خمسمائة يوم من العدوان وبعد أن قصفوا كل شيء أكثر من خمسمائة ألف مرة.. عادوا بإفلاسهم وخيبتهم ليقصفوا ما قد قصف.. وليظل الاستهداف المباشر لمدرسة تحتضن الأطفال أو لمشفى يعج بالمرضى هو هدفهم الأساس وشغلهم الشاغل..
أرهم على الإنسانية.. لم أعرف يوم ماتت.. لكني أيقنت أنه لم يعد منها شيء يذكر.. لم آراهم يقيمون عليها الحداد ..فقط لأنهم يريدون أن يستمروا في الكذب باسمها!
أهل الإيمان.. هم أهل الصدق والتصديق..و أهل البذل والعمل..يؤمنون بالله وبكتابه بقلوبهم وأرواحهم قبل جوارحهم .. يثقون بالله بكلامه وبقوته وتأييده ويصدقون كل وعوده لهم .. لهذا ثبتوا أمام كل الطواغيت ..و لهذا انطلقوا في كل الميادين لم يوقفهم شيء ولن يرهبهم شيء.. ولهذا واجهت الرصاصة المدفعية.. وهزمت الصاروخ.. لأن إرادتهم من إرادة الله وقوتهم من قوته فإن الخمسة يكفون لاقتحام المواقع المحصنة .. والعشرون الصابرون المؤمنون جيش كرار وقوي لا يقهر في مواجهة المئات .. لأنه مؤيد بقوة إلهية وبعقيدة قتالية لا يمتلكها غيره ممن في الأرض جميعاً.. وبالتالي فإن قوة الله التي يؤيد بها أوليائه لا تحتاج إلى الكثير من العتاد والعدة لأجل الصمود والنصر .. القليل منها فقط مع قوة الله وبطشه هي الأشد بأساً والأشد تنكيلاً.
نعم هذا هو الإيمان الحقيقي.. تعالوا انظروا إن لم تصدقوا.. كيف نهزأ بطائراتكم التي تعربد في سمائنا.. حتى وإن أصبتم مدرسة أو منزلاً هنا أو سوقاً أو مستشفى أو مصنعاً هناك فإننا نقول للأرواح المؤمنة سلامٌ عليكم ادخلوا الجنة بسلامٍ آمنين فإنَّ لله رجال قد أقسموا أن يصلوا إلى عقر ديارهم وأن يرسلوهم إلى الجحيم وأن يرفعوا راية النصر من فوق قصورهم.. ونحن نثق بوعد الله للمستضعفين بالنصر والتمكين وللمستكبرين بالذل والخسران المبين، ونثق تمام الثقة برجالنا وبصدق أقوالهم وأفعالهم ونؤازرهم وعلى يقين أنهم سيأخذون بثأركم مهما طال الوقت أو قصر وأنهم سينتصرون لدين الله لهذا نحن أهل إيمان ولهذا نحن المؤمنون..