( معذّبون ) في بيوت الإيجار ..!!
عبدالله الصعفاني
لا يجوز أن يحجب حق المواطن في الحياة والسكن .. مبدأ انساني يتم أخذه في كل أمة وكل دولة تحترم أبناءها .
· وفي زمن العدوان والاحتراب فإن من باب أولى أن يتصدر هذا الحق اهتمامات المؤسسات والأفراد وكل من في عقله وضميره ذرة من الطاعة للرحمن في الموقف من الشيطان .
· وفي بلد كاليمن انتشرت فيه مقولة ” شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي ” تحولت فكرة الحصول على وظيفة في الدولة الى هاجس للجميع حتى كانت المفاجأة الصاعقة بثنائية قرار نقل البنك المركزي وفي نفس الوقت عدم الوفاء بصرف المرتبات بمبررات هي خليط من العجز والفساد والسياسة والنخاسة ليكتشف مئات الآلاف من الموظفين المدنيين والعسكريين الحاضرين والمتقاعدين ومعهم الملايين أنهم في أوضاع بائسة وسط متلازمات العيش داخل مفردات الخوف والجوع وعدم الأمان الإنساني .
· ومن التسطيح الساذج أو حتى الخبيث أن يطلع علينا من يقولون وكم عدد الموظفين المعتمدين على المرتبات غافلين عن كون المرتبات تتحول إلى دورة اقتصادية مجتمعية يستفيد من حركتها معظم الشعب أو جله ، ما يكشف حجم التأثير وقسوته وهو ما دفع العدوان وقنواته إلى تعزيز العزم بلا عقل بالدعوة للاقتتال المجتمعي تحت شعار مطالب حق يراد تحويلها إلى باطل في شوارع جربناها في العام 2011 فلم ندخل بها إلا إلى …… الحمار الداخلي .
· عودا على بدء لقد وعدت موظفين مستأجرين بإثارة أوجاع الساكنين بالإيجار وما يتعرض له بعضهم من اضطهاد .. وها أنا أذكّر من باب التواصي بالخير بأزمة من عجزوا عن دفع الإيجارات بسبب قضية تعثر صرف المرتبات .. ولعل بيننا من يلتقط المشكلة ويدرك أننا نعيش ظرفاً استثنائيًا يفرض البحث عن مواقف ومعالجات استثنائية يتصدرها استنفار فضيلة التراحم الاجتماعي لامتصاص هذه النوازل التي شارك في إنتاجها كبار قوم على كراسي المسؤولية الغبية ، وشارك فيها يمنيون أرسلهم الشعب إلى جامعات الخارج والداخل وصدعوا الرؤوس بمصطلحات الحوكمة والدمقرطة والتفاوض والتمكين والأقلمة ليقذفوا بما في أيديهم وأيدي الأعداء من البترول والديناميت والكبريت على جسد البلاد هاربين من أبسط القواعد الوطنية والإنسانية.
· ومن التأثيرات الخطيرة للعدوان والفتنة واحتجاب المرتبات نشوء حروب باردة وساخنة بين بعض المؤجرين ضد الساكنين في بيوت الإيجار وتمسكهم بالمواعيد الطبيعية لدفع الإيجارات وعدم التخفيض واستدعاء مبرر الطرد رغم علمهم باستحالة ذلك بالنسبة لموظف يعتمد في حياته على المعاش.
· والغريب أنه لا بقايا مؤسسات تدخلت ولا أهل الخير حضروا ولا القلم والمايكرفون والمنبر تواجدت لتؤكد على ضرورة الدور المجتمعي التكافلي، خاصة عند مؤجرين تتعدد مصادر دخلهم ولا يعتمدون على عائد العقار المؤجر حيث لا مناص من القول ” يا رحمتاااااه ” .
· ضرورة دينية وانسانية ووطنية أن يتعاون المؤجرون وأن يعطوا للمستأجرين الفرصة الواقعية مأخوذين بأن ديننا هو دين الرحمة وأن في القناعة نصف السعادة .
· واللهم يا قادر يا كريم .. آمنا في أوطاننا وسهل أرزاقنا واصرف عنا الجشع والآثام .. وهيئ لليمنيين من أمرهم رشدًا.