معركة اليمن.. الأمريكان آخر اوراق آل سعود!
علاء الرضائي
في الايام القليلة الماضية كان هناك حدثان بارزان، الاول، المجزرة الجديدة التي ارتكبتها السعودية وقصفها مجلس عزاء آل الرويشان في صنعاء، والآخر قصف البوارج الأمريكية بصواريخ كروز لمواقع الجيش اليمني واللجان الثورية بحجة ضرب سفنها في باب المندب والبحر الاحمر..
لا نختلف في قراءة المجزرة مع العديد من الاقلام التي قالت انها تعبير عن استئصال الموقف السعودي وهستيريا القيادة السعودية في التعامل مع الملف اليمني، وأيضا بأن السعوديين احتملوا وجود القيادة الحوثية والصالحية في مجلس العزاء، فتحملوا “صخام الوجه” ولعنة التاريخ على احتمال الظفر بالقيادة اليمنية.. رغم أن مجزرة صنعاء مجرد حلقة في مسلسل مجازرهم بحق المدنيين في اليمن خلال العدوان الذي يشارف على اتمام عامه الثاني.
لكن تقارن المجزرة مع القصف الأمريكي ومشاركة المدمرات في العدوان بحجة اطلاق صواريخ على السفن الأمريكية، الامر الذي نفاه اليمنيون بعد الضربة المتقنة التي وجهوها لسفينة الامداد العسكرية الاماراتية، والحديث عن اتفاق أمريكي- سعودي بنقل مسلحين من القاعدة و”داعش” إلى حدود المملكة الجنوبية في مواجهة الابطال اليمنيين… يبين اننا في مواجهة مرحلة تصعيدية جديدة، ومحاولة لخلط الاوراق في اليمن وسوريا والعراق، بسبب تعثر المشروع الأمريكي – الوهابي. مرحلة سيكون عنوانها المزيد من الدم!.
لذلك جاء الرد اليمني بالمزيد من العمليات العسكرية ضد متزعمة العدوان السعودية والدعوة الى النفير العام وبحث تشكيل حكومة يمنية مؤقتة…
ولابد هنا ان نقرأ المشهد بوضوح.. فالتصعيد والمشاركة الأمريكية المباشرة لا يعني عنصر قوة للسعوديين وحلفائهم المعتدين، بل هو دليل تأزم وعجز.
كما ان الأمريكان المقبلين على انتخابات رئاسية ليسوا بهذا المستوى من الغباء (وان كانوا احيانا يظهرون غباءً مفرطا!) حتى يجرهم البعير السعودي نحو مستنقع اليمن، في وقت تحاول دولة قريبة من السعودية والامارات كمصر النأي بنفسها عن مغامرات الجنرال الصغير (محمد بن سلمان)… لكنها القراءة الخاطئة وتصور امكانية الخروج من المأزق من خلال توسيع نطاق التوريط فيه وتدويله.
ومن يتابع الاعلام الروسي تجاه مجزرة صنعاء والتصعيد الأمريكي الذي يحاول ربط اليمن والعراق بالوضع السوري، قد يلمس ان الروس ايضا لن يقفوا مكتوفي الايدي للانتقام والثآر من غريمهم في اليمن وفي دفن السعودي اكثر في المستنقع الجنوبي بعد مؤامرة النفط والمسلحين في سوريا.
لذلك جاءت القراءة الوطنية للاحداث على لسان السيد عبدالملك الحوثي في التاكيد على الخيار الوطني وضرورة ان يحسم اليمنيون انفسهم هذا الملف من خلال اجهاض المشروع السعودي – الأمريكي في التبعية والهيمنة والتصدي للعدوان بالاعتماد على الذات وتوحيد كلمة اليمنيين.
حكومة “الطرشان”، عبدربه منصور هادي وشلته، يبدو انها غير معنية بالوضع اليمني، فهي حكومة “فيشي” التابعة للنازية الوهابية، بل حتى اقل جرأة من المارشال بتن.. فكل يوم يبشر الهارب هادي “ربعه” بالعودة الى عدن وارسال وزرائه، وكل يوم يخلف وعده ولا يجرؤ على الخروج من فندقه المحمي بالرياض.. وبالتالي هادي بانتظار ما سيقوم به العدوان السعودي – الأمريكي او مرتزقة العدوان من مجزرة أخرى.. دون فائدة.
رغم ان الرسالة الأمريكية واضحة، ورغم ايماننا بالحكمة اليمانية، إلا أننا لا نزال نأمل ان يمرغ اليمنيون انف العدوان بالمزيد من الصواريخ البالستية التي وصلت الطائف وقد تصل الدمام والرياض وحتى دبي وابوظبي، وبالمزيد من الصواريخ التي تطال سفن العدوان.. وصواريخ تنال من طائراته.. عندها سنرى ما سيفعل الأمريكي والسعودي والاماراتي؟!.
* نقلاً عن موقع العالم الأخباري