شراء.. الوقت


محمد المساح –
في أحد مقالاته.. يشير ويتساءل الكاتب والروائي اللبناني¡ إلياس خوري: إلى متى ولماذا تبيع اسرائيل للعرب وقتا◌ٍ¿. ويقول: لا أحد يملك الوقت كي يبيع ويشتري¡ والثمن الدموي الناجم عن سياسة شراء الوقت لن يقود إلا إلى مزيد من التأجيل بحيث تصير المنطقة على عتبة انفجار كبير لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجه الكارثية.
السؤال ليس موجها◌ٍ إلى اسرائيل¡ لأن الدولة العبرية تتابع سياستها التقليدية التي تبلورت خلال مشروعها التأسيسي الدموي على انقاض فلسطين.
السؤال موجه إلى العرب والفلسطينيين وهو سؤال بسيط وجوابه وأضح لماذا تبيع العرب اسرائيل وقتها¿ هل هو الضعف¿ والضعف لا يدوم شرط توفر الخروج منه¡ أم الخوف على النظام¿ والنظام يتداعى مع الوقت¡ أم فقدان الإدارة والكرامة¿ وهذا مرض لا علاج له.
أكثر ما نخشاه أن يكون النظام العربي قد دخل في طور لا نستطيع أن نطرح عليه أي سؤال لأنه لا يحسن الجواب¡ أو لأنه مات.
أغلب الظن أننا حين نتكلم عن النظام العربي نتكلم عن جثة¡ وإكرام الميت دفنه.
وهنا تقع المشكلة الرمزية الكبرى¡ فاسرائيل التي تحاصر غزة قطعت عن القطاع المنكوب إمكانية التزود بالاسمنت من أجل بناء القبور للموتى.
كأن العرب خارج غزة في حاجة إلى اسمنت.
بينما تعلو ناطحات السحاب الاسمنتية كل مدن الملح الخليجية¡ القبور موجودة أيها الناس¡ انظروا إلى مدنكم المغطاة بملح النفط¡ تجدون مباني شاهقة ليست سوى مقابر جماعية أما شهداء فلسطين وغزة فإنهم لا يحتاجون إلى الاسمنت الاسرائيلي أو إلى اسمنت الذل العربي¡ إنهم هناك يموتون في انتظار أن ينتهي هذا الموت العربي.

قد يعجبك ايضا