أيها المرهفون رفاهية
أشواق مهدي دومان
لا نجدكم في المجازر ، لا نسمع صوتكم في المآسي ، لا نشعر بحنينكم في فقد الأم لولدها والأب لابنه والزوج لزوجه والأخ لأخيه..
لا نجدكم في دمعة سخية على شعب يطحن و يباد ..ولا نستحث منكم أبدا ولا نطلب منكم أن تشعروا بنا بل لم يعد يشرفنا حضوركم الذي ينكفئ وقت حاجتنا إليكم ؛ وأنتم الساكنون في أمكنة بعيدة عن أصوات الصواريخ ؛ ولا نريد أن نفسد جوكم فلربما لا تتناولون وجبة إفطاركم إلا في حديقة وارفة أشجارها ، ولربما ترهف مسامعكم الرقيقة أصوات الطيور الملونة..
ولربما تتناولون الغداء في مطعم راقٍ على نغم الموسيقى أو في جناح فندقي أو في قارب يوصلكم إلى جزيرة وفي العشاء تضيؤون الشموع بأصوات موسيقى عالمية هادئة..
ولن نغبطكم فما حسدناكم يوما ولن نفكر في أن نحسدكم أو نتمنى مستوى عيشكم هذا …
فقط عيشوا رومانسيتكم ودعوا لنا واقعنا وابتعدوا عن التشدق بنا ..
فكما أننا لانذكركم، فلاتذكرونا ولا تتكلموا عن جوعنا.. فلايشعر بالجوع إلا من يقاسيه ولا يشعر بالفاقة إلا من يعيشها ولايشعر بوطن إلا من تشبث به …
دعوا جراحنا لنا وعيشوا حياتكم هانئين فكلها بركاتكم ياعديمي الإنسانية..
أيها البربريون:
لا نريد سماع أصوات فتنكم وتحريضكم وتضليلكم وقلبكم الحقائق ؛ فنحن لانحلم ببرج خليفة ولا ببرج إيفل ولا بروما ولا بشاليه في سواحل تركيا ولا نريد أن نعيش نفس عيشتكم……
تعرفون لماذا لانريد أن نعيش عيشتكم ؟؟
حتى لا تتشابه ضمائرنا بضمائركم فلازلنا نمتلك مالم تمتلكوه..
نمتلك كلمة الحق بحرية نزعتها منكم دولارات ودعم سعو صهيو أمريكي..
نمتلك الانتصار للحق الذي تفتقده ضمائركم الميتة…
نمتلك حب الآخر الذي يخالفنا ومهما خالفنا بشرط ألا تتلطخ يده بالدم؛ فشرف خيانتكم للوطن لا يشرف حتى حيوان الخنزير رغم أنّه الحيوان المضروب فيه المثل في دياثته…
نناشدكم ألا تشعروا بنا حين نتكاتف لدعم بعضنا و بنكنا …
لاتوهمونا بخوفكم علينا من قطع المعاش فالرؤوس التي تفضلون قطعها على قطع المعاش قد نفذتموه وقطعتم كل رأس يمني خالفكم حين فررتم لائذين ببقرتكم التي سيجف ضرعها حالما تكملون تمثيل دور هند بنت عتبة وعبدالله بن سلول ومسيلمة الكذّاب و…الخ
دعوا التظاهر بخوفكم على رواتبنا ؛
فالنار ما تكوي إلا رجل واطيها ..
نناشدكم ألا تروا جرائم بني صهيون..
لا تسمعوا..لا تشعروا..
نناشد ذرات إنسانيتكم أن تكفوا عن إنسانيتكم التي تعني لا إنسانيتكم …
فكيف تريدون أن تشرق الشمس من المغرب ويأبى الله إلا أن تشرق من فلكها المحدد…
وقد رأينا همكم وشعوركم المرهف بفقر المواطن اليمني الذي تحملون همه وترسلون لأسر الأيتام مبالغ مساعدات وقبلها دعمتم الملاجئ والمصانع والمراكز والقاعات بتأييدكم لضربها…
لقد تجشأ من خيركم كل فقير ومسكين حين لفظ أنفاسه ونزف دمه من صواريخ مواليكم الذي باركتم لهم وتبركتم بهم وتباركتم حولهم؛ فأصبحوا قبلتكم ومسجدكم الحرام ومسجدكم الأقصى …
يا أوثان القرن الواحد والعشرين :
نحملكم مسؤولية ما تتعرض له اليمن أمام الله وسنقتص منكم وسيقتص الله منكم وسترون ما كسبته أيديكم عاجلا غير آجل…
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون….