وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي الدكتور ناصر يحيى العرجلي لـ”الثورة”:
* دمر العدوان 261 منشأة طبية وأوقف 1900 وهناك 3000 منشأة مهددة بالتوقف
* شهداء وزارة الصحة 128 بينهم 22 مسعفا يستحقون نصبا تذكارية بساحات المرافق الصحية
3000 طبيب واخصائي وفني نزحوا بفعل قصف العدوان منهم 256في أمانة العاصمة
* الإنفاق المحلي على الصحة 5% شاملا الأجور والتشغيل بنقص 10% عن المعيار الدولي
* نأمل اعتماد النفقات التشغيلية للهيئات والمستشفيات الرئيسية لمنع توقفها
* حاولنا أ قناع منظمة أطباء بلا حدود باستئناف عملها في اليمن وإعادة تأهيل مستشفى عبس
* المنظمات المانحة شريك رئيس ولولا دعمها لكان المشهد في اليمن أكثر مأساوية
* كل من يقف بجانب شعبنا ويساعد طبيبا سنخلد ذكره وموقفه للأجيال القادمة
* هناك مخالفات لبعض المنشآت الطبية الخاصة وندعو الداخلية والقضاء لتحمل مسؤوليتهم في ضبطها
حوار / محمد العزيزي
كشف الدكتور ناصر بن يحيى العرجلي وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الطب العلاجي أن الوزارة فقدت 128 شهيدا ومصابا من أبنائها العاملين في الميدان وأن 22 شهيدا قضوا وسط قصف طائرات العدوان وهم يقومون بإنقاذ وإسعاف المواطنين من تحت ركام الأنقاض .
وأكد أن عدد الشهداء و الجرحى من المدنيين بلغ 26267 بينهم 4250 طفلا منذ بدء العدوان على اليمن في 26مارس 2015 وحتى 26 سبتمبر الفائت(2016م)، كما تسبب العدوان في تدمير 250 منشاة صحية كليا ؛ وفي توقف خدمات 1900 مرفق صحي كليا أو جزئيا، منوها بأن هذه الإحصائيات تعلم بها الصحة العالمية ووثقتها .
وحذر الدكتور العرجلي من خلال هذا الحوار الذي أجريناه معه من خطورة توقف 3000 مرفق صحي في حال لم تستطع الحكومة دفع الميزانية التشغيلية لها للأشهر القادمة متطرقا إلى حال القطاع الصحي من البلاد تحت قصف العدوان والحصار ومستوى الخدمات والصعوبات والمعوقات ومدى توافر الأدوية والمستلزمات والمخزون منها والشركاء في توفيرها وغيرها من الهموم والقضايا.. فإلى التقاصيل:
* كم عدد ضحايا العدوان من المدنيين حتى الآن؟!
– أولا نشكر صحيفة “الثورة” وكادرها الوطني، هذه المؤسسة الوطنية العملاقة والتي تستحق وسام الصمود كون كادرها يعمل ليل نهار وتحت أصوات وأزيز الصواريخ والقذائف ولم يتوانوا عن تأدية المهام المنوطة بهم، ولا يقلون بدورهم عن من يدافع ويناضل في الصفوف الأمامية، فلهم كل التقدير والإعزاز، كذلك اهتمامهم بكل ما يهم المواطن وشؤون حياته، وبالفعل هي صوت المواطن المعبر عن كل همومه وتطلعاته وآماله والأمة.. ؛لقد بلغ عدد الشهداء و الجرحى من المدنيين نحو 26267 بينهم 4250 طفلا منذ 21 مارس 2015م حتى 26 سبتمبر 2016م .
خسائر قطاع الصحة
* ماذا عن المنشآت الطبية التي دمرها العدوان جزئيا أو كليا حتى الآن؟
– تسبب العدوان في تدمير 261 منشأة صحية كليا و جزئيا ؛ بالإضافة إلى أن 1900 مرفق صحي توقفت خدماتها كليا أو جزئيا جراء العدوان على بلادنا، وهذه الإحصائيات تعلم بها منظمة الصحة العالمية ووثقتها؛ هذا بالنسبة للمنشآت الصحية بالمباني.. ناهيك عما بداخلها من التجهيزات والمعدات بمختلف مستوياتها من مستشفيات لمراكز صحية إلى وحدات رعاية صحية أولية، كثير منها قصفت والكادر الطبي بداخلها يمارس مهنته الشريفة في إنقاذ حياة الأرواح الآدمية لملايين اليمنيين وكان آخرها تلك الجريمة البشعة التي طالت مستشفى عبس في محافظة حجة والذي كانت تدعمه منظمة أطباء بلا حدود.
للأسف لم يكن هناك أي احترام للقوانين والمواثيق الدولية التي تضمن عدم الاعتداء على العمال الصحيين وفرق الإسعاف أثناء النزاعات ما بالكم عندما يكون الأمر انتهاكاً لحرمة وسيادة بلد وتدمير مقدراته.
مرافق توقفت قسرا
* هل هذا كل ما لحق بقطاع الصحة من خسائر.. ماذا عن مستوى اداء الخدمات الطبية؟
– هذا ما يتعلق بالأضرار المباشرة، فيما يتعلق بالأضرار غير المباشرة هناك الكثير من المنشآت تضررت بسبب تسرب الكادر أو تدني النفقات أو عدم توفير المستلزمات والأدوية المطلوبة جراء الحرب والحصار، وعندما يتكلم البعض عن أي خلل أو نقص في كفاءة تقديم الخدمة سواء كان نتيجة دمار المرافق أو تضررها كليا أو جزئيا أو انقطاع الإمداد اللازم من أدوية ومستلزمات ومحاليل وتجهيزات أو تسرب الكادر أو تدني النفقات التشغيلية فإننا نتكلم عن أعداد مهولة من الخسائر البشرية بالأرواح ومعاناة كبيرة تطال الكثير من طالبي الخدمة وذلك يتحمل مسؤوليته أمام الله تعالى والإنسانية من يتسبب في ذلك أو يشارك أو يؤيد أو يرضى أو يدعم مرتكبي ذلك وكل هؤلاء شركاء جميعا في الجرم والمسؤولية …
شهداء الصحة
بالنسبة للكادر الصحي كم عدد الضحايا جراء العدوان ؟
– من زملاء المهنة ممكن (128) منهم استشهد أو أصيب بحسب أخر الإحصائيات لوزارة الصحة ؛ هؤلاء كلهم قدموا أرواحهم الغالية وهم يعملون بكل إخلاص وشرف لإنقاذ حياة أمهات وأطفال وشباب اليمن ولم يكن ذنبهم إلا أنهم آمنوا برسالتهم السامية واستشعروا مسؤوليتهم واندفعوا تلبية لنداء الواجب الإنساني الديني والأخلاقي من هؤلاء 22 شهيداً قضوا نحبهم وهم يغامرون بأرواحهم وسط النار لإنقاذ حياة وإسعاف اليمنيين، هؤلاء جميعا يستحقون أن نعمل لهم نصباً تذكارية بكل ساحات وأروقة المرافق الصحية وعلى طول البلد وعرضها..
مخالفات بلا ضبط
* ما تقييمكم لتعاون المستشفيات الخاصة في استقبال جرحى القصف والحرب؟
– القطاع الخاص شريك مهم جدا للقطاع الرسمي ويجب أن يكون معنا في السراء والضراء، والقوانين الصحية المحلية والمواثيق الدولية تلزم الجميع بذلك ناهيك عن كونه التزاماً دينياً وواجباً وطنياً وأخلاقياً ولذلك نستطيع أن نقول إن قطاعنا الأهلي صمد وناضل شأنه شأن القطاع العام وهناك الكثير من النماذج الرائعة والتي يضرب بها المثل بعضها بالقطاع الاستثماري والبعض بالقطاع الخيري.
ولكن عتبنا على البعض والذي يتعامل وكان الوضع لا يعنيه سواء من حيث عدم مبادرته بتقديم ما يمكن من مساعدة لمعالجة جرحى وإصابات الحرب مع تقديرنا للظروف والصعوبات التي تواجههم ولكن المرحلة تستدعي توحيد الجهود ومساهمة الجميع ولا نكلفهم أكثر من قدراتهم بل بحسب إمكانياتهم فلا ضرر ولا إضرار.. أيضا البعض لا يراعي ظروف البلد والمواطن ويبالغ بالأسعار للخدمة ويستغل حاجة وظروف الناس، وهذا يعتبر مخالفة عليهم وعيباً في حقهم وإخلالا بشرف المهنة!!.
وبالنسبة لنا كوزارة صحة يعتبر تقصيرا منا إن لم نتحمل مسؤوليتنا سواء في هرم الوزارة أو المحافظات أو المديريات ومعنا السلطات المحلية وسلطات الضبط والتي من دونها وبدون فعالية جهاز الفصل من نيابات ومحاكم لا تستطيع وزارة الصحة الحد من أي مخالفات وضبط مرتكبيها، وسيقتصر دورها على مجرد الراصد والمشاهد لتلك الانتهاكات من دون أن يعمل شيئا ولسان حاله يقول” شاهد ما شافش حاجه “،وذلك ما لا نرجو أن يكون فينا وبالتالي مثلما نحن مسؤولون عن ضمان حقوق وامتيازات القطاع الخاص نحن كجهة رسمية مسؤولة عن صحة المواطن نتحمل أي تبعات.. ومن هنا أدعو كل القيادات الصحية في المحافظات والمديريات ومعها الأجهزة ذات الشأن كالداخلية والقضاء لتحمل تلك المسؤولية دون أي تردد أو تلكؤ أو تقاعس وبكل حزم وجدية وضمير أيا كان مصدرها..
* هل يمكن اعتبار ما سلف ابرز الصعوبات التي تواجه قطاع الصحة في ظل العدوان؟
– يا أخي طبيعة العمل بالقطاع الصحي هي عبارة عن تحديات وصعوبات وبالذات في بلداننا النامية هذا بالظروف الاعتيادية فما بالكم بوضع مثل وضعنا فإذا كانت الإشكاليات والصعوبات ناجمة عن ضعف ومحدودية ما يخصص للقطاع الصحي مقارنة بالطلبات والإقبال على الخدمة و إذا كانت نسبة ما ينفق على الصحة في بلدنا لا تتعدى 5% شاملا رواتب ومكافآت ونفقات تشغيلية في حين أن المعيار الدولي يفترض أن لا يقل عن 15% من الموازنة العامة للدولة وهذا رقم ضئيل جدا، فإن المفترض مع دخول البلد بوضع مثل وضعنا تزايد وتضاعف حجم المخصص للصحة، ولكن العكس حصل تقليص الإنفاق بل وصل الوضع في الآونة الأخيرة إلى امتناع البنك المركزي عن دفع مخصصات تشغيل المستشفيات والمرافق كون إمكانيات البلد لا تسمح فأكثر من عام ونصف من حرب شاملة وحصار ومنعا للإيرادات ظروف لا يتحملها أي بلد.
نأمل فقط أن يتم استثناء نفقات الصحة كون عدم استثنائها سيقود لنتائج كارثية متعلقة بحياة وصحة الناس وعلى طول البلد، ذلكم وغيره هو ابرز الصعوبات فعندما تجد وزارة الصحة نفسها عاجزة عن توفير الدواء للآلاف من طوابير الانتظار من المرضى ممن سيفقدون حياتهم نتاجا لانعدام الدواء، ذلك هو الهم والحمل الثقيل الذي لا يفارقنا ثانية واحدة..
نزوح الكادر
الحرب أدت لنزوح الكادر وبالذات الاختصاصيين.. ما أثر ذلك وكيف تم التعامل معه؟
– نتاجا للحرب الظالمة غادر القطاع الصحي عدد كبير من الكادر المحلي و الأجنبي وهم من أصحاب التخصصات النادرة والمطلوبة وكذا من الفنيين حيث بلغ عدد النازحين نتيجة العدوان نحو 3000 اختصاصي وفني من بينهم 256 طبيبا وفنيا من أمانة العاصمة .
هذه آخر الإحصائيات لدى الوزارة..أما بالنسبة لما تم اتخاذه من تدابير لمعالجة ذلك فقد تحمل الكادر الوطني مسؤوليته بكل جدارة واقتدار، وكان كادرنا الوطني عظيماً مثل ما هو شعبنا مناضل صامد لا يستسلم.
مرافق مهددة
* إجمالاً..ما هي تبعات الحرب الاقتصادية على وضع القطاع الصحي ؟
– من هنا نطلق دعوة نداء لمضاعفة الجهود لتغطية فجوة الاحتياج، اليوم لدينا أكثر من ثلاثة آلاف مرفق لم يستطع البنك المركزي دفع نفقات التشغيل للربع القادم بسبب وضع البلد كون تلك المرافق كان يصرف لها عشرات المليارات لتغطية نفقاتها التشغيلية من الحكومة لتغطية رواتب وتكاليف الكادر المتعاقد وشراء الأدوية والمحاليل والمستلزمات وتكاليف الصيانة وشراء المعدات والوقود وحفظ الأدوية واللقاح ونقل المستلزمات ؛ إلى حد الآن ونحن كلنا أمل بأن يتعاون معنا الإخوة بوزارة المالية والبنك المركزي لتوفير وتغطية النفقات التشغيلية ؛ ولو نفقات الهيئات والمستشفيات الرئيسية إلى جانب تعاون المنظمات المانحة بتغطية ما أمكن لضمان استمرارية تقديم الخدمة وفق أدنى المتطلبات .
نخدم اليمن
* ماذا عن مستشفيات أو مرافق صحية بمناطق الطرف الآخر؟
– يا أخي نحن في وزارة الصحة العامة والسكان نعمل تحت شعار الجمهورية اليمنية ويهمنا صحة كل اليمنيين بلا استثناء على طول خارطة البلد وعرضها ولا يهمنا سوى تقديم الخدمات الصحية لكل أبناء الوطن وماعدا ذلك لا يهمنا أي اعتبارات أخرى.
* ما هو وضع مراكز غسيل الكلى؟
– وضع مراكز الغسيل الكلوي معظمها لا بأس جيد بعد أن تم دعمنا من منظمة بلا حدود الهولندية باستثناء مركز الغسيل الكلوي في الحديدة وذلك بسبب أن العمر الافتراضي للأجهزة قد شارف على الانتهاء ونحن نعمل ليل نهار لتوفير أجهزة بديلة نحاول مع المؤسسة الاقتصادية والتي كانت ملتزمة بعقد توفير المحاليل والمستلزمات والتجهيزات، وبسبب عدم وجود الموارد وعجز الوزارة عن السداد امتنع الإخوة في المؤسسة الاقتصادية عن توفير ذلك وأن يتم سدادهم بالمبالغ متى ما توفرت الإمكانيات، ومن هنا نناشدهم ونناشد قيادة الدولة التعاون معنا وان لا نترك هذا المركز ينهار أمامنا ونترك المصابين يصارعون المعاناة والموت فذلك مؤلم ومؤلم جدا وهذه المناشدة موصولة لكل منظمات العمل الإنساني من شركاء القطاع الصحي.
عوامل صمود
* إذا.. كيف استطاعت وزارة الصحة و مرافقها الصمود أمام هذه الظروف و الأعداد الهائلة من الجرحى و المصابين ؟
– استطاعت وزارة الصحة الصمود أولاً بفضل ذلك جزء من صمود شعبنا والذي ابهر العالم بصموده الأسطوري. على مختلف الأصعدة وما قطاع الصحة إلا أحد معالم ذلكم الصمود والملحمة الوطنية وان كان قطاع الصحة يعتبر في خط المواجهة الأول كونه من يتحمل عبء كل الخسائر البشرية وتكاليف تقديم الخدمة مقابل تدني الإيراد والحصار المطبق ….وبفضل تضحية الكادر الصحي بمختلف ربوع البلد من راس هرم النظام الصحي ممثلا بمعالي الوزير إلى العمال الصحيين من زملاء المهنة ومتطوعين مجتمعيين والذين ينتشرون على طول البلد وعرضها في المرافق الصحية بالمستشفيات ومراكز التدريب وسيارات الإسعاف بمراكز الإسعاف والطوارئ على طول البلد وعرضها في أعالي الجبال ومن يكافحون الأوبئة والفاشيات في بطون الأدوية والسهول، كل هؤلاء هم أبطال انتصارنا في القطاع الصحي وصناع الانتصار.
ولا ننسى شركاء حقييقين شاطرونا الهم وسهروا معنا الليالي وعانوا معنا لمعاناة شعبنا من منظمات العمل الإنساني. والتي وقفت معنا مواقف نابعة من إحساس بالمسؤولية الإنسانية و الأخلاقية ؛ ولا زالوا يعملون معنا ليل نهار فلهم كل التقدير، ونأمل ممن لم يستوعب أولويات الوزارة لوضعنا الحالي إعادة النظر ونحن نقدر ذلك، أيضا شركاؤنا من القطاع الخاص ومن رجال الخير ممن تبنى تشغيل بعض المرافق الطبية لتغطية الخدمات الحيوية ومن استقبل الكثير من جرحى الحرب ولا زالوا يقدمون نماذج فريدة في العمل الإنساني، وهم كثير لا يكفي الوقت لسرد أبرزهم، ولكن لنا مع قادم الأيام فرص لتكريم كل شركائنا ومنحهم قبلات تقدير وإعزاز وامتنان على كل مواقفهم المشهودة ؛ ونشد على أيادي الجميع لشحذ الهمم وتشمير السواعد في المرحلة القادمة أكثر من ذي قبل نظرا لعظم التحديات.
شركاء رئيسيون
* ماذا عن المنظمات المحلية و الدولية و مدى تعاونها مع الوزارة والاحتياجات الاسعافية والضرورية لمواجهة هذا الوضع ؟
– المنظمات المانحة كما أسلفنا شريك مهم ومهم جدا لوزارة الصحة ومنها من يعمل معنا ليل نهار وشريك رئيسي وساهمت معنا بتغطيه الكثير من الأدوية الأساسية وذات الاحتياج الطارئ ومن دون توفيرها سنرى مشهداً إنسانياً تراجيدياً مأساوياً، سنرى عشرات الآلاف من مرضى الكلى ليس لديهم قدرة لعمل جلسات الغسيل الكلوي يفقدون حياتهم، ونحن نشاهد ونعيش ذلك، سنرى مرضى السكري يلهثون وراء العلاج وبالذات منهم من شريحة المعوزين وما أكثرهم وهم يشملون الغالبية سنراهم يدخلون بمضاعفات وسنشهد مآسي إنسانية وجرائم حرب لا تقل عن قصف الطائرات والصواريخ ؛ سنرى ونرى مرضى السرطان ومرضى سوء التغذية؛ والذين يشكلون بحسب آخر إحصائية لليونيسف أكثر من مليون ونصف ويواجهون خطر الموت المحقق ..غيرها ولكن بحمد الله وبفضل جهود قيادة الوزارة والزملاء في القطاعات وبدعم الأصدقاء والأشقاء تمكنا من تغطية معظم ذلك الاحتياج، ونتاجا للتنسيق والتكامل توفرت معظم تلك الأدوية وكما أوضح الوزير بعضها أفضل من ذي قبل، هذا خلال الفترة الماضية .
جهود.. وآمال ..
* ماذا عن كميات علاجات الحالات المرضية المزمنة .. كم هو الاحتياج؟ وكم المستطاع توفيره من الوزارة؟
– نحن نبذل قصارى جهدنا في توفير الاحتياجات من العلاج بالشراكة مع المنظمات المحلية والدولية وخلال الفترة القادمة نحن كلنا ثقة بتعزيز ذلكم التعاون أفضل من ذي قبل وكذلك أن نلقى استجابة من بقية الزملاء في بعض المنظمات وان تستوعب معنا بعض المنظمات المانحة ما هي مسؤولياتنا الطارئة للوضع الحالي والتي سنكون مساءلين عنها جميعا أمام الله ومجتمعنا الإنساني ؛ واعتقد أن الجميع يشاطرنا نفس الهم والمسؤولية ولدينا بقادم الأيام لقاءات ونقاشات ومباحثات.مع كتلة الصحة ككل ومع بعض المنظمات بصوره ثنائية، وكلنا أمل بأن يقدم الجميع ويقوم بما عليه.
نحن بدورنا بقيادة وزارة الصحة ممثلة بالوزير والزملاء في القطاعات مستعدون لتقديم كل التسهيلات والتغلب على كل الصعوبات، وكما شاهد الجميع قبل فترة قصيرة ونحن في مطار صنعاء نستقبل طائرة الصليب الأحمر ونحييهم بعد أن ساعدونا بتقديم أكثر من مائتي ألف فيالة أنسولين…كل من يساعد شعبنا ويقف إلى جانبه سوف نخلد ذكره للأجيال وسننحت أسماءهم وشعاراتهم على جبال وثغور وقمم اليمن وستكون أكثر من ذلك محفورة في قلوب ملايين اليمنيين وسيخلدها التاريخ بأحرف من نور وندرسها لأجيالنا كل من وقف لجانبنا.
ونعتذر للجميع من أي قصور غير مقصود أو أي أخطاء أو تجاوزات من البعض ولأن هدفنا جميعا تخفيف المعاناة سنتحمل ونتحمل ونتحمل من اجل شعبنا الصابر المجاهد من أبهر العالم وحطم الأرقام القياسية في تحمله وصموده وتغلبه على كل التحديات.
” بلا حدود” قد تعود
* هل من أمل أن تعود .. منظمة أطباء بلا حدود من جديد للعمل في اليمن وبالذات في المستشفيات التي تركتها أو في خطوط التماس ؟
– بالنسبة لمنظمة أطباء بلا حدود وبكل مكوناتها هي شريك مهم ومهم جدا وقدمت معنا الكثير بجوانب الطوارئ ولعل أبرزها ما قدمته منظمه بلا حدود الهولندية مستلزمات لجلسات الغسيل الكلوي وشكل ذلك دعماً لن ينساه شعبنا وهم مستمرون معنا في دعم القطاع الصحي والخدمات التي تقدمها المستشفيات، ولكن العدوان حاول تعطيل هذه المنظمة بقصف المستشفيات التي تعمل بها وآخرها ما تعرض له مستشفى عبس من قصف همجي و ما نتج عنه من تعليق للعمل، ونحن حاولنا إقناع المنظمة للعودة للعمل هناك ؛ لأننا نعرف قيمهم و إحساسهم بالمسؤولية الإنسانية ولو كان لهم هدف غير ذلك لما أتوا إلينا ….وبلا حدود ليس أول مرة تستهدف وليس في اليمن فقط ولذلك هي تقدم الكثير من كوادرها المخلصة في هذا العمل وبإذن الله يستأنف عملها قريبا….وهم يعرفون أن ذلك التحالف الهمجي لا يراعي أي قيم أو أعراف في الكادر.
غربلة النشطاء
* هل هناك منظمات صحية إقليمية أو دولية تقاعست عن واجباتها تجاه اليمن؟
-هناك قلة من المنظمات مشكورة قدمت دعما سواء بالكادر أو المستلزمات أو الأدوية من بداية الحرب والبعض منها من قبل الحرب وهناك الكثير من نشطاء العمل الإنساني ممن لاحظنا منهم تقاعسا وتنصلا يثير الاستغراب ممن كنا نراهم يزعجوننا بضجيجهم وعويلهم على أوضاع لا تقارن بوضعنا ببلدان أخرى، ولكن نقول جزى الله النائبات خيرا فلقد عرفت صديقي من عدوي وبالفعل تكشفت الأقنعة وسقطت الادعاءات وافتضح الكثير وللأسف .
دعم المواطنين
* ما هو تقييمك للمواطن اليمني في تقديم الخدمة والتبرع بالدم؟
– الإنسان اليمني هو مصدر العطاء وعنوان التضحية وهو من يمنحنا العنفوان والتحدي لقهر كل الصعوبات وذلك طبع أصيل و سجية الإنسان اليمني وكل بما يستطيع…
حصار قاتل
* ماذا عن الحالات الحرجة الواجب إسعافها خارج البلاد؟
– المرضى الذين يتطلبون العلاج بالخارج، إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية جرائم إبادة جماعية وليس بوسعنا تقديم شيء، فقط هناك بعض الدول الشقيقة والصديقة مشكورة ولن تنسى مواقفها تكرمت بمعالجة بعض الحالات المستعصية وبالذات من جرحى الحرب، وما عداها من حالات هناك الكثير ممن تفارق الحياة وشأنها شأن الآلاف من ضحايا العدوان.
كلمة أخيرة
* ماهي تطلعاتكم أو مطالبكم الملحة ولمن توجهونها في نهاية هذا الحوار؟
– أولا لكل اليمنيين بمزيد من المبادرات الشعبية ورفد الجهد الرسمي سواء كان ذلك برجال الخير ورجال المال أو بالمواطن البسيط بحسب إمكانياتهم، ثم هو للقطاع الرسمي وبالذات قيادة الدولة باستشعار معاناة المواطن و مساندة حملة الوزارة وان يتم مساعدتنا ولو بقسط بسيط على كل موظف يمني إن لم يكن هناك غير ذلك، ونحن كنا قد بدأنا حملة شعبية في محافظة إب تم فتح باب التبرع وتم جمع ما يقارب عشرة ملايين وهذا جهد لقيادة السلطة المحلية هناك، ونأمل من بقية المحافظات أن تحذو حذوها وأن تتوسع التجربة لتشمل المديريات والعزل والقرى، وأن يجند لذلك متطوعون مجتمعيون وبرعاية رسمية، كما دعوتي للمنظمات المانحة من شركاء العمل الإنساني لمزيد من التنسيق والدعم وفق أولويات وزارة الصحة واحتياج المواطن .
أخيرا ندعو الجميع إلى العمل بروح من المسؤولية والترفع عن كل المكايدات والمزايدات والترفع عن الصغائر وان تكون صحة وحياة المواطن هي شغلنا الشاغل وهمنا الأول .. وأكرر شكري لكم في صحيفة “الثورة” آملاً لها مزيدا من التميز والعطاء وأن نلتقي وقد تجاوزنا كثيراً من تلك التحديات و بتعاون الجميع.. وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد .