بقرة”ترامب” العُظمى
حمدي دوبلة
فضائية “حدث”العربية أوردت في أحد برامج “التهريج” السياسي التي تعرضها القناة التابعة للنظام السعودي وثائق قالت أنها تثبت بالأدلة القاطعة براءة السعودية ونظافة يدها من دماء الآلاف من ضحايا هجوم الـ11من سبتمبر الشهير.
لم يتوقف المذيع اللبناني عند هذا الحد بل عرض المزيد من البراهين عن تورط النظام الإيراني الرسمي عبر من اسماهم عناصر “حزب الله السعودي”في هجمات سبتمبر وغيرها من الاستهدافات التي طالت مصالح أمريكية في مختلف البلدان على غرار تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام قبل أن يختم برنامجه بإزجاء النصح لإيران وقوى الممانعة وبلهجة لبنانية محببة عليكم تحسس رقابكم استعدادا لسيف العدالة الأمريكية الذي لن يرحم.
حقيقة لا أعلم مدى مصداقية ما أوردته “الحدث”حول هذه الوثائق والبراهين لكني على يقين ثابت بأن النظام السعودي لم ولن يصدقها أبدا ولو حازت على بعض رضاه لهدأ روعه وخفف قليلا من نوبات الذعر التي لازمته منذ بدا الحديث عن ما يعرف بقانون “جوستا” الذي يسمح بمقاضاة من يثبت تورطه في دعم ورعاية الإرهاب في كل مراحله وصولا إلى أبطال فيتو الرئيس اوباما ودخوله حيز التنفيذ.
لست بمعرض التشفي أو الشماتة في هذا النظام الدموي الذي استباح دماء وأعراض وأموال الناس في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفي مختلف أصقاع الأرض أو الخوض في تفاصيل هذا القانون وأبعاده السياسية والقانونية وإنما عن الوضع البائس التي أصبحت عليه المملكة بعد 19شهرا على عدوانها الغاشم على الشعب اليمني وكيف باتت تثير الشفقة والتعاطف من قبل البعيد والقريب وحتى ممن ناصبتهم العداء وفَجَرت في خصومتها تجاههم.
اعتقدت مملكة سعود في لحظة طيش مجنونة بأنها دولة عظمى وان هذه العظمة لن تترسخ في عقل العالم إلا عبر إظهار العضلات والقوة الجبارة الرادعة ولعلها رأت في اليمن الفقير المنهك القوى والمنقسم على أمره ميدانا مناسبا لذلك الاستعراض فقررت وبكل غرور خيلاء وجنون التدخل في هذا البلد الكريم الذي لا يعرف أبناؤه معنى للهزيمة والخضوع وإذا به يمرغ أنفها في الوحل ويظهر للعالم هشاشة وضعف هذا الكيان المتغطرس.
اليوم مملكة النفط والثراء والفجور أضحوكة أمام الجميع ولم تعد في نظر سكان الأرض إلا صيدا ثمينا للحصول على المكاسب والمال وهدفا متاحا لمرتزقة المعمورة وليست كما يقول المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أكثر من بقرة عليها أن تدر المزيد من الحليب قبل أن تساق حتما إلى سكين الجزار لتناولها وجبة أخيرة في نهاية المطاف.
لاشيء غير اليمن وتضحيات أبطاله الميامين ودعوات الثكالى والأيتام من نساء وأطفال اليمن من أودى بمملكة الشر إلى هذا المآل المخزي في أقل من عامين ومع ذلك فإن الجنون يستمر ورأينا كيف كان رد الفعل السعودي مرتبكا وسخيفا إزاء “غوستا” الذي يعتبر القطرة الأولى من طوفان الابتزاز القادم لامحالة على خزائن المملكة.. عندما رأى البعض من السعوديين ومنهم علماء كنا نُجلًهم ونحترمهم بان أفضل رد على القانون الأمريكي هو تكثيف العدوان على اليمن والاستزادة في سفك دماء نسائه وأطفاله ومضاعفة التنكيل والبطش بشعبه المسلم.