لا إرهاب ..عدالة..(7)
هلال جزيلان
عندما تنظر لغيرك من بني الإنسان بنظرة إنسانية عادلة ليست نظرة براغماتية من ناحية المصلحة فقط،فإنك ستقابل بحب من الطرف الآخر،أيا كان شكله ونوعه، لأنك لم تستنقصه ولم تقلل من شأنه،ولكن لو نظرت إليه نظرة احتقار ولم تعره اهتمام إلا إذا أردت منه حاجة، أو تريد منه مصلحة ما،وأحيانا تهينه، تعتبر نفسك القوي عليه وهو في مركز الضعف فإن هذا التصرف ليس عادلا، وتعتبر من هم أقارب لك وهم في احتلال لأرض غيرهم و احتلال للإنسان أيضا أنهم على حق، ومن يقاوم ذلك الاحتلال هو إرهابي في نظرك القاصر،وتعتبر ما يمارسه المحتل من جرائم حقيقية ضد الإنسانية أنها عادلة،وما يقوم به أصحاب الأرض من مقاومة للمحتل إرهابا، إنك قد أقحمت نفسك في الإرهاب بعينه وها أنت تشكي منه!!
«إن الجزاء من جنس العمل بلا شك» فأنت لم تنظر بالعين العادلة بل نظرت بالعين المحتكرة الكارهة، وبهذا تريد سلاما!!
لا أعتقد أن سلاما سيكون، كونك صاحب بادرة سيئة، ماذا تنتظر من إخوان أولئك عبر العالم ؟؟،وقد سلبت منهم واحتلت أرضهم التي هي حلمهم والتي يبنون عليها أمنياتهم، وذبح أشقائهم وسبيت نساء إخوانهم، ماذا تنتظر بهذا غير الإرهاب،عليك بهذا تحمل المسؤولية، لأنك جنيت على نفسك، بشكل مقصود أو غير مقصود،عجبي لتلك الدول التي ما زالت تنظر بنظرة الازدواجية في المعايير، لقد أقحموا أنفسهم وأوجدوا أعداء لهم فقط بتصرفهم غير المسؤول،تريد أن يسود سلاما عبر العالم كما تريد منظمة الأمم المتحدة وكما يريده مجلس الأمن كما يصيح ويندد، عليك فقط أن تنظر برؤية عادلة، ليست قاصرة كما هو حالك اليوم، وتنظر للعالم بمنظور واحد.. هو منظور الإنسانية، وإلا إذا لم يتأت هذا الأمر والبادرة الطيبة منك، لا أعتقد أنك ستأمن الإرهاب يوما.. ستستمر معاناتك منه،بقدر عدالة نظرتك وتعاملك مع الآخر، بل إن تلك الدول لم تكتف لتصل إلى هذا القصور في النظر للآخر، بل تدعي أنها ترعى حقوقه بإدعائها أنها ترعى حقوق الإنسان كما تدعي ذلك لنفسها، وهذا يتناقض مع مبدأ المصداقية مما يزعزع بذلك الثقة بين مواطني دولة ودولة أخرى، فيقول كيف تدعي الإنسانية وحقوقها، وهي من تظلمها في الأصل ؟؟
فهذا أيضا دافع من دوافع الإرهاب يتكون بدورة لدى الطبيعة البشرية ليكون لديهم وازع الانتقام والكراهية مما ينتج عن ذلك إرهابا أنت في الأصل تخشى حدوثه، أن أكبر دوافع الإرهاب والتطرف هو الشعور بالظلم أو التهميش على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الشعوب أو الدول على حد سواء، فمتى سنفهم لكي نعمل؟؟!!إن الفهم في هذا الإطار أعتقد مشوارنا للوصول إليه طويل إذا كنا بهذا المستوى ياللأسف!!