أمن رداع مسؤولية الجميع
محمد حسين النظاري
عندما تتوحد جهود السلطة المحلية مع مشائخ المنطقة ومواطنيها في أي منطقة يمنية، يتجسد الحديث الشريف على رسولنا وآله وصحبه وسلم أفضل الصلاة وازكي التسليم، القائل: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، فمن الحكمة أن يجتمع الكل لنبذ أي ظاهرة تؤرق المجتمع وتقلق سكينته وتضر لمواطنيه.
هذا ما لمسناه في “رداع” الحضارة والتاريخ، “رداع” التي تستقطب العاملين من كل المدن اليمنية من دون أي تمييز، مما يشعرك بقيمة الوحدة كشجرة وارفة يستظل تحتها الجميع.
لقد مثل اللقاء الذي عقد ببيت الشيخ عبدالسلام النصيري، شيخ الضمان بمدينة رداع، استجابة حقيقية للرغبة في العيش بأمن وأمان، حيث جدد المجتمعون في ذلك اللقاء الموسع، ادانة أبناء ووجهاء واعيان مدينة رداع الجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي الغاشم في حق الشعب اليمني ومقدراته، والتي أتت على البشر والشجر والحجر. .
إن التوقيع على وثيقة التكاتف وحفظ الأمن في المدينة من خلال كل الحاضرين وإلزام أهل “رداع” وساكنيها التقيد بها ، لهو دليل حرص على ضرورة أن ينعم الجميع بالسلم والسلام، فاليمن وليس “رداع” وحدها بسبب العدوان تعيش مرحلة خطرة تستوجب من الجميع إعطاء الأولوية لحفظ الأمن والضرب بيد من حديد ضد من يقلق السكينة ويروع المواطنين.
إلى كل الشرفاء بمحافظة البيضاء عامة ومدينة “رداع” ومديرياتها بشكل خاص، علينا جميعا السهر على استتباب الأمن ، فتلك مسؤوليتنا جميعا، وليست مسؤولية الأجهزة الأمنية، فصحيح هذا من صميم اختصاصها، ولكن من دون مساندتنا، والوقوف إلى جانبها من خلال نشر روح التصالح والمحبة، وتجريم كل الأعمال التي تضر بالغير بجسده أو بممتلكاته، لن يستطيعوا أداء عملهم…. والحمد لله أن في أبناء محافظة البيضاء ومنهم أهالي “رداع”، مازالت تسري روح التناصح ، وتجسد ذلك في الاجتماع الذي توج بتوقيع وثيقة حفظ الأمن بمدينة رداع،.
ولهذا علينا نبذ كل عمل من أي جهة يسبب الأذى للآخرين.. وعلينا ترك مقولة: “ما لي دخل”، فهذه هي قمة السلبية..فأنت أو احد أفراد أسرتك من ذكور وإناث ..وكذلك أنا وهذا وذاك، معرضون من دون استثناء لان نكون ضحية،..وعندها فقط نتذكر أن ما أمسى في جارك أصبح في دارك…
كل روح بريئة تزهق، ينبغي أن نعتبرها من خاصة أهلنا، عندها فقط سنحس بألم الغير، وسنكون يدا واحدة في مواجهة أي خطر..
نسأل الله العلي القدير، وبجاه نبي الرحمة رسوله الكريم، وآل بيته الطاهرين وزوجاته أمهات المؤمنين وصحابته أجمعين، نسأله أن يعم يمننا بالأمن والأمان، وأن يحفظه من المتربصين به، المعتدين عليه، الظالمين له، وان يرد كيدهم في نحورهم، وأن يولي على اليمن خيارها ويصرف عنها شرارها، وان يتغمد شهداءها بالرحمة، وجرحاها بالشفاء، ويجعل النصر والغلبة في الحق لها ولجيشها.. اللهم أحفظنا بحفظك وأمنا بأمانك..آمين اللهم آمين..
* جامعة البيضاء