* ثورة 21 سبتمبر في عيون أبناء محافظة حجة:
* الاستئثار بالسلطة والمال والثروات ينتج الثورات
* استطاعت الثورة الانتصار رغم ما زرع أمامها من أشواك وأحقاد
حجة/ فارس العليي
يعتبر 21 سبتمبر 2015م منعطفاً هاماً في التاريخ اليمني تبلور بثورة شعبية قامت على أنقاض حكومة تحاصص عززت منظومة الفساد، وتقاسم الوظيفة العامة وقوضت السلطة لصالح مراكز قوى جديدة صاعدة، إلى جانب القوى التاريخية القديمة ما سبب انهيار الحالة الأمنية وتردي الاقتصاد والأوضاع المعيشية، مفضيا كل ذلك في النهاية لاحتقان شعبي قامت على إثره ثورة 21 سبتمبر.
وبهذه المناسبة التاريخية تستطلع «الثورة» آراء وأفكار نخب ثقافية وسياسية وأكاديمية، والفاعلين على صعيد النشاط المدني في محافظة حجة، لنقل صورة واضحة عن تأثير هذا الحدث ومدى استيعابه لدى هذه الأوساط، باعتبارهم من طليعة من يقودون المشهد في هذه المحافظة الهامة بجغرافيتها وأهمية تضاريسها المتوزعة بين السهل والساحل والجبل التي تشكل الشخصية اليمنية هناك.. حيث تحدثوا حول ما تمثله ثورة 21 سبتمبر 2014م وهل جاء هذا الحدث الثوري تعبيرا جماهيريا بضرورة التغيير وإزاحة مراكز النفوذ التاريخيين وهل تعتقد أنها حققت أهدافها؟.. فكانت الحصيلة التالية:
الكثير يؤكد بأن ثورة 21 سبتمبر 2014م فوتت فرصة الارتهان للخارج وقطعت يد العمالة المتجذرة منذ زمن، وهذا يدل على أن الوعي الشعبي بحجم المؤامرات على الوطن بلغ من الإدراك مداه لدى اليمنيين، وان اليقظة باتت الآن حس جمعياً يصعب تزييفه واختراقه أين كانت تدابير استراتيجياته.
أهمية الثورة
يقول الكاتب محمد علي عناش أحد أدباء وسياسيي المحافظة، الذين يمارسون الفعل الثوري: مثلت ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014م والتي نعيش هذه الأيام ذكراها الثانية في ظل عدوان سعودي همجي، يستهدف فيما يستهدف القضاء على هذه الثورة وأهدافها الكبيرة، حدثا كبيرا في تاريخ اليمن، جسد إرادة الشعب اليمني وتطلعاته في التغيير الشامل وبناء دولته المؤسسية، وتحرير القرار اليمني من الوصاية والتبعية لقوى الرجعية العربية عبر أدواتها العميلة في الداخل.
وأضاف عناش: ثورة 21 سبتمبر امتدادا ثوريا شعبيا لثورة 26 سبتمبر 1962م وأهدافها الخالدة وتصحيحا لانكساراتها ومساراتها المنحرفة، والتي ظهرت بشكل جلي في حكومة المحاصصة طوال ثلاث سنوات كانت كارثية على جميع المستويات، بدءاً من انهيار مؤسسات الدولة وتدمير المؤسستين العسكرية والأمنية، وفقدان الأمن والاستقرار وتنامي الإرهاب وصعود لوبي حزبي ومناطقي يمارس الاغتيالات والفساد المالي والإداري بشكل علني، وتحميل الشعب تبعات هذا الفساد الممنهج بالجرع والطوابير، وبالتالي لم تكن ثورة 21 سبتمبر حدثا عشوائيا وإنما فعلا ثوريا حقيقيا نابعاً من إرادة الشعب التواق للتغيير، تمكنت في أيامها الأولى من إزاحة القوى العميلة والمرتزقة الفاسدة والتي تعتبر من أهم أدوات السعودية في اليمن، من هنا كان العدوان المباشر على اليمن مستهدفا الثورة وأهدافها التحررية.
أسباب التماسك
أما الدكتور عبدالملك جحاف ،وكيل المحافظة فقد، تحدث حول أسباب تماسك ثورة 21 سبتمبر ونجاحها كأسباب باعثة لكل ثورات العالم بقوله: كل الثورات في العالم تكون نتاج استفحال للفساد بكل معانيه, من قبل القائمين على تسيير الأعمال في البلاد, حين يتم الاستئثار بالسلطة والمال والثروات والمقدرات واعتبارها حق خاص لفئة معينه على نطاق جغرافي ضيق أوأسري, ويهمل حق الغالبية العظمى من الشعب, في حرية وكرامة, العيش والتعبير.. حينها تقوم نخبة من القادة عسكريين, ومدنيين بتوجيه هذا الشعور بالاضطهاد إلى طريق يمكنهم من انتزاع حقوقهم.
واعتبر الدكتور جحاف أن ثورة 21 من سبتمبر ناجحة لعدة أسباب منها أنها سبقها حراك شعبي جماهيري, وتنامي للوعي الجمعي بضرورة الخلاص من الفساد المستفحل, ورغبة جامحة في إزالة كل رموز هذا الفساد واسترداد كافة الحقوق المسلوبة, من الطغمة المتسلطة أومن يقف خلفها, وقدم الكثير أرواحهم أثناء احتجاجات سلميه مثالية.. ومما يؤكد على أن الثورة شعبية نزوعها في مراحلها الوليدة إلى الحوار والسلمية, والمحافظة على مكتسبات الوطن من منشآت ووزارات ومصالح وهيئات حتى لا تمس من المتربصين بها من دعاة العنف, وأنصار المفسدين ممن يشكلون أيادي للثورة المضادة والمدعومين خارجيا.. إضافة إلى أن نجاح الثورة يؤكده حجم المؤامرة الكبيرة التي قادتها دول كبرى كأمريكا ودول عربية على رأسها السعودية لتشكيل ثورة مضادة وإعاقتها عن تحقيق أهدافها المرجوة والتي تعني نهاية الارتهان, وسلب القرار السياسي وسلب قدرات الدولة لتصبح رهينة في يد هؤلاء المتجبرين, تسرح وتمرح كيف تشاء وتستخدم ضمن أجندات خاصة بها, في ضوء تكوين معادلات سياسية إقليمية, وتكون قوى الفساد منفذاً لهذا بحماية من دول الاستكبار وبغطاء (أممي, إقليمي، عربي).. ورغم أن الثورة وليدة في عامها الثاني, فقد شنت ضدها أقوى الحروب, وجيشت أعتى القوات, واستخدمت افتك الأسلحة للقضاء عليها وهي الثورة الفقيرة جدا والوليدة, دون تحقيق أدنى قدرة في القضاء عليها, ما يؤكد زخمها الشعبي, وإصرار وعزيمة صاحب الثورة (الشعب) على المضي في تحقيق الحرية واستقلال القرار, والخلاص إلى غير رجعة من رموز الفساد المتهاوية.
وقال جحاف: ومن أسباب نجاح ثورة 21 سبتمبر صمود الشعب في مواجهة ما يحاك من مؤامرات ضد ثورته, وعظم وحجم المؤامرة يؤكد استشعار الأعداء بالتأثير البالغ الذي ستحدثه هذه الثورة على المستوى الداخلي, والعربي والإقليمي.. كما أن الشباب اليافع قبل الشيبان هم المحرك الأساسي, والوقود, والمدافع عن الثورة, والحامي مستقبلا لأهدافها, يجعل منها ناجحة إلى مدى بعيد, ويؤكد عمق الوعي بضرورتها واستمرارها وتجددها, ويجعل اليأس يدب وينهش في نفوس أعدائها.. إن الثورة التي زرع أمامها الأشواك والأحقاد استطاعت الانتصار.
هشام واصل –معيد في جامعة حجة- يتحدث حول ثورة 21 سبتمبر قائلا: ثورة 21 سبتمبر نهاية مفاجئة لمتلازمة التأثير الثوري التي رافقت جميع ثوراتنا الوطنية منذ مطلع القرن العشرين.. تلك المتلازمة التي ساهمت في تشكلها عوامل ومدخلات عديدة مفادها تأثر ثوراتنا الوطنية بالتغيرات الإقليمية والدولية واعتمادها بشكل أساسي على الرافعة الإقليمية والعنصر الخارجي.. فثورة آل حميد الدين على الحكم العثماني وإن كانت امتدادا لثورات الأئمة الزيود على الجابي التركي إلا أنها لم تتحقق بشكل كامل إلا عقب نهاية الحرب العالمية الأولى.. كما أن ثورة العام 1948م محدودة المساحة والتأثير هي الأخرى كانت استجابة طبيعية لنهاية الحرب العالمية الثانية والتغيرات التي بدأت تتشكل في خارطة مراكز القوى الدولية والإقليمية.. ذات العقدة لمسناها في ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر واللتين كانتا أوفر حظاً من سابقتيهما من حيث تمكنهما من التموضع في أرض الواقع والتحول إلى سلطة حاكمة بعد سنوات من الصراع، لكننا ندرك أيضا أنه لولا العامل المصري لما تمكن رواد العمل الثوري والضباط الأحرار في كلتا الثورتين من تغيير النظام وتحرير الوطن من الاحتلال البريطاني وتثبيت مشروعهما على أرض الواقع.
وأضاف واصل: ثورة 11 فبراير 2011م لم تشذ هي الأخرى عن القاعدة فقد كان مشروع ثورات الربيع العربي هو الحاضنة الأهم والأب الشرعي لتلك الثورة رغم إقرارنا المبدئي بأن اليمن كانت تعاني منذ العام 2005م من اشتعال شبه مستمر.. هكذا كانت الثورات اليمنية إذاً، بلا رافعة وطنية كاملة وبلا أدوات ناجعة بمقدورها أن ترمم ما حدث بالوطن من خراب وتجريف.. هذه الإشكالية وإن كانت قد أطلت بشكل كبير خلال المائة سنه الأخيرة من عمرنا الحضاري فإن بدايتها يعود إلى زمن انهيار سد مارب، ذلك الزمن الذي كان الناتج النهائي لقوانا المحلية فيه لا يتجاوز الصفر وهو ذات الناتج الذي جعل من الملك سيف بن ذي يزن ينزاح نحو العنصر الفارسي كي يحرر وطنه المحتل.
إن التشرخات الاجتماعية التي عاناها اليمنيون ورحلة التيه والتهويم منذ انهيار السد قد أخفت ملامح الشخصية اليمنية وأكثرت من إحداث فراغات شاسعة استعصت على الالتحام وأتاحت الفرصة للقوى الخارجية كي تنفذ إلى الداخل الوطني لتتحكم فيه وتديره كما تهوى هي وكما تقتضيه مصالحها وأمنها الوطني.
وقال: إن اليمن الذي مزقه السد قديما كل ممزق، مزقته دول الإقليم منذ التوقيع على المبادرة الخليجية إلى قطع صغيرة يلهو بها جمال بن عمر والزياني –حينها- كما يشاءون وكما تشاء الدول العشر ومجلس الأمن كي يظل الناتج النهائي لقوانا المحلية هو الصفر والناتج النهائي لجميع ثوراتنا هو التعادل السلبي فلا ثورة بمقدورها أن تقوم ولا نظام مقدر له أن يقعد.. تلك المعادلة أريد لها الاستمرار من خلال بث الحروب البينية وبث روح اليأس والانهزام، بالإضافة إلى تثبيت مراكز قوى فضلت التبعية على الكرامة اليمنية.. هذا الوضع كان بمقدوره الاستمرار لو أن ثورة 21 سبتمبر لم تحدث، أو أن رغبة الشباب في حياة أفضل لم تتخلق أو أن الإرادة الإلهية قبل كل ذلك لم تتدخل.
فتلك الثورة التي زرع أمامها الأشواك والأحقاد استطاعت الانتصار لنفسها أولاً وللذات اليمنية ثانيا بعد أن رممت ما بها من تشرخات.. لقد استطاعت أن تنجز ثورة يمنية خالية من الشوائب محطمة بذلك متلازمة التأثر المقيتة ومعلنة نهاية سبات يمني دام لعشرات القرون.. تحرك الذات اليمنية الواحدة برأيي هو السبب الكامن وراء الهجمة الإعلامية الشرسة على ثورة سبتمبر الثانية من قبل كل القوى الإقليمية والدولية.. إن ثورة سبتمبر الثانية وهي تشارك في مشروع استعادة الأمل المفقود والذات اليمنية الغابرة كي يتسنى لها إقامة الدولة الوطنية العادلة والحديثة، لا ترى ضيرا في التعاون مع دول الإقليم فهم بحاجة لها وهي بحاجة لهم لكن وفق سيادتنا وثوابتنا ومصالحنا الوطنية أبرز معالمها اتفاقية السلم والشراكة .
أما أستاذ تاريخ اليمن الحديث والمعاصر في جامعة حجة الدكتور محمد الشرفي يقول حول أبرز معالم ثورة 21 سبتمبر في ذكراها الثانية: من أبرز معالمها أنها أتت باتفاقية السلم والشراكة وكانت بمثابة حل للأزمة السياسية التي كانت قائمة، لكن للأسف كانت بعض القوي السياسية ارتبطت بالخارج رغم توقيعهم عليها، ولهذا جاء العدوان السعودي ووقوف هادي إلى جانب العدوان ومن كان في حكومة الوفاق من اللقاء المشترك، لتبدأ مرحلة أخرى هي مواجهة العدوان والحفاظ علي تماسك مؤسسات الدولة بشقيها المدني والعسكري، وإفشال المخطط المرسوم بإحداث فراغ دستوري وانهيار مؤسسات الدولة، وبهذا قامت بإزالة رموز الفساد الذين فروا إلى وكر المؤامرة في الرياض، وتصدت بالتعاون مع تنظيم المؤتمر الشعبي العام والشرفاء من أبناء اليمن للعدوان الغاشم الذي شنه آل سعود وحلفاؤهم من العرب والأمريكان، وبتعاون من العملاء والمنافقين في داخل اليمن وخارجه.
وأضاف الشرفي: كما أن من الملامح الواضحة والمتميزة هو تكوين جبهة موحدة ضد العدوان بالاتفاق مع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وتكوين المجلس السياسي الأعلى وإعادة الحياة البرلمانية، ومنح المجلس التشريعي الصفة الشرعية، وقطع الذرائع أمام آل سعود وحلفائهم وتعرية الخونة والعملاء، وأخيرا كان إصدار العفو العام لمن يقف إلى جانب العدوان، كان لابد من إزاحة كل مراكز النفوذ التقليديين.
أما عبدالسلام خالد الأعور -إعلامي وناشط، رئيس المجلس الشبابي بالمحافظة- فيقول: يمكنني القول أن 21 سبتمبر لم يكن يوما عاديا فقد مثل نقطة تحول فارقة في تاريخ اليمن المعاصر حيث جاء كنتيجة لتراكمات ماضوية وصراعات ومناكفات سياسية ورغبة جماهيرية في التغيير نحو الأفضل وصولا إلى اليمن المنشود الذي يتطلع إليه السواد الأعظم من أبناء يمن الصمود التواق إلي التحرر والانعتاق والعيش الكريم بعيدا عن كل أشكال الوصاية والتبعية المقيتة.
وأضاف الأعور: هنا كان لابد من إزاحة كل مراكز النفوذ التقليديين الذين جثموا على صدر الوطن والمواطن وتحكموا في كل مفاصل الدولة وتفاصيلها لعقود من الزمن.. وأمام كل هذه التحديات والتآمر الجبان ضد الأرض والإنسان في يمن الحكمة والإيمان ومع استمرار العدوان كان لزاما علينا كشعب بمختلف شرائحنا وانتماءاتنا وتوجهاتنا أن ننحاز إلى الوطن والوطن فقط بعيدا عن التعصب والتحزب والتمذهب دفاعا عن حقنا في الحياة الحرة والكريمة وحفاظا على أرضنا ووحدتنا وهويتنا ووجودنا وصولاً لتحقيق كافة الأهداف والتطلعات الجماهيرية والانتصار لإرادة أبناء شعبنا الصابر والصامد في وجه أعتى عدوان عرفته المنطقة في تاريخها المعاصر ولن يتحقق ذلك إلا باتخاذ كافة الجهود ومواصلة الصمود حتى النصر بإذن الله.
أما المهندس عبدالسلام العزي -رئيس الوحدة الإعلامية في المحافظة- أورد رأيه باختصار قائلا: ثورة ?? سبتمبر نعتبرها ثوره تصحيحيه لمسار الأخطاء وتقويم الاعوجاج بعد أن كانت سرقت من قبل قوى النفوذ في البلاد، وبمساعدة ودعم قوى خارجية تريد ضمان عدم خروج اليمن عن السيطرة؛ فكان لزاما على الأحرار والشرفاء تصحيح الأخطاء وإعادة مسار الثورة، لذا قامت ثورة ??سبتمبر بإطاحة قوى التسلط والجبروت الجاثمة على خيرات ومكتسبات الشعب والوطن.. وقد حققت هذه الثورة أحلام وتطلعات كل أبناء الشعب وخرج الجميع للمشاركة فيها عدا أصحاب المصالح الذين سرقوا الثورة ونهبوا خيرات الوطن، وما الحشود الشعبية والمخيمات في ساحات المحافظات إلا دليل على المشاركة الشعبية الواسعة، بعد أن اكتشف الشعب فساد من يدعو أنهم الثوار والذين تقاسموا وتحاصصوا السلطة مع الحزب الحاكم وبمباركة خليجية وأمريكية، وتجلى ذلك بوضوح في كثير من القرارات والتقاسمات والمساومات غير الوطنية من قبل هادي وحكومته الفاسدة، فكان التصحيح ثورة ? بد منها في ?? سبتمبر لتغيير كل الموازين وإعادة الحق إلى الشعب صاحب القرار الفصل.
أما الأستاذ خالد هبه –تربوي- فيقول: ثورة 2011 كانت في بداية انطلاقتها ثورة شبابية ضد الفساد إلا أن مراكز النفوذ قاموا بسرقتها وتحويرها بل وطمس الأهداف الحقيقية للثورة.. وتمثل ثورة 21 سبتمبر 2014 امتداداً وتصحيحاً لثورة 2011، وثورة لإزاحة مراكز النفوذ واستعادتها مرة أخرى إلى متناول الشباب، وهذه الثورة ألغت أهداف الخارج وأياديهم المتجلية في مشاريع التفتيت والتمزيق والأقلمة، وانتزاع الثورة الحق الشعبي في حكم الوطن، كما أنها ثورة يمننت القرار السياسي وأبعدت اليمن من الوصاية الدولية.. كما أنها ثورة كشفت للجماهير حجم المؤامرة التي تعرض لها الشعب، من خلال الثقافة القرآنية التي أطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي المدرك لأهمية انتزاع القرار من مراكز النفوذ إلى دائرة الثورة ما أدى إلى فهم حقيقي بحجم المؤامرة وحقيقة الوضع الراهن.
وبالنسبة لتحقيق الأهداف فإننا ندرك أن حجم المؤامرة كان كبيرا جدا من خلال إشعال الحرب فجأة، والذي لم يكن في الحسبان وما نتج عن ذلك من دمار البنية التحتية والحصار الاقتصادي، إلا أننا نستطيع القول أن خروج جزء كبير من مراكز النفوذ قد تم فعلا، وأصبح قرار اليمن بأيد يمنية ما يعتبر نجاحاً فعلياً وخطوات أساسية تحققت من أهداف الثورة.
هكذا هي ثورة 21 سبتمبر في عيون أبناء حجة تتقارب وجهات النظر وتتوزع طرق التفكير مؤدية هذه الإطالة المنفعلة تجاه ما يحدث للبلد، تلمس اليمن فيهم بحزن شريف ونقاء سريرة لم يتلطخ بأي ابتعاثات.. عيونهم كل مدن ومحافظات اليمن وهمهم استقرار الأوضاع واستعجالهم التنمية والنهضة لكنهم يشيرون من جبهتي حرض وميدي إلى أن الكرامة اليمنية أعز ما يملكون ولها هناك ينتصرون.