المعالم الحضارية والتراث اليمني هدف من أهداف العدوان
عبدالله الدومري العامري
لأنهم لا يمتلكون تاريخاً وحضارة يستهدفون أصل العروبة والحضارة , لأنهم لا يملكون أي شيء وليس لهم أي تاريخ عريق، تاريخهم لا يتعدى المئة عام، لذلك يستهدفون التاريخ والحضارة والأصالة اليمنية ويستهدفون العمق التاريخي للشعب اليمني في تحدياً صارخاً لكل الأعراف والقوانين وبرغم تنديدات المنظمات الدولية وقلق منظمة اليونيسكو لتدمير الآثار اليمنية والمدن اليمنية المسجلة في قائمة التراث العالمي , ولأن اليمن أصل العروبة وأصل الحضارة على مر القِدم كانت هدف من أهداف العدوان , وبنفس الطريقة الداعشية الإرهابية تُمعِن قوى العدوان السعوأمريكي إلى استهداف التراث اليمني التاريخي الذي يمتد عمرة إلى أوائل القرن الهجري .
كانت طائرات عدوانهم تقصف كل شيء حتى المعالم التاريخية لليمن وحضارته وآثاره التي يعرفها العالم ويتفاخر بها اليمنيين وكل ما كانت تقوم به عناصر القاعدة وداعش من تدمير وتفجير الأضرحة والقباب والمعالم التاريخية في حضرموت ولحج وأبين وعدن تقوم به قوى العدوان السعوأمريكي لأن منهجهم واحد وثقافتهم واحدة , جميعهم أداة من أدوات أمريكا وإسرائيل مهمتهم محو الحضارة والتاريخ الإسلامي التي هي رمز من رموز الإسلام التي يعود تاريخ أقل الأهداف عمراً إلى أوائل القرن الأول الهجري، مثل مسجد الأمام الهادي بصعدة ومدينة زبيد وصنعاء القديمة ومتحف ذمار المتحف الإقليمي الذي تم استهدافه من قبل طيران العدوان بغارة جوية أَدَّت إلى تدميره بالكامل ، بما فيه من القطع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة , كذلك القلعة الأثرية التاريخية ( جبل الشريف ) المُطلة على مدينة باجل في محافظة الحديدة. وسد مارب القديم الذي يرجع للألف الأول قبل الميلاد أي في عهد الدولة السبئية الذي أصابه أضرار بالغة جراء الأدوات التي شنتها طائرات العدوان السعوأمريكي وغيرها من المعالم التاريخية.
وفي نفس الوقت الذي يشدد الأمين العام للأمم المتحدة ويدعو إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للشعوب، تجد التاريخ والحضارة والتراث الحضاري يتعرض للقصف والتدمير، كل ذلك والعديد من منظمات الأمم المتحدة مثل اليويسكو التي لم تتحرك ولم تقّم بدورها لإيقاف هذا التدمير المُمنهج على الرغم من أن هذه المعالم الأثرية التاريخية مُدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي مثل سد مارب , ودار الحجر , وسد السبئيين ، وجرف اسعد الكامل في محافظة إب ، وقلعة القاهرة التاريخية بمدينة تعز، ومنازل صنعاء التاريخية، ومدينة زبيد , وغيرها من القلاع والحصون والمساجد والمدارس والمتاحف , لم تقّم هذه المنظمات بدورها رغم عِلمها بأن التدمير الممنهج للأثار والمعالم التاريخية التي تمارسه قوى العدوان السعوأمريكي على اليمن يُخالف المعاهدات والمواثيق الدولية واتفاقية لاهاي وجنيف ,, فقد كان القانون الدولي الإنساني أول من كفل إجراءات الحماية للممتلكات الثقافية، وقرر حماية الأماكن التاريخية والدينية والفنية والعلمية؛ لما لها من أهمية تاريخية وروحية للأمم وللشعوب واعتبرت أي عدوان على الآثار والموروث الحضاري التاريخي جريمة حرب يُعاقب من يقوم بها , كذلك يعتبر اليمن من البلدان العربية السباقة على توقيع اتفاقية التراث العالمي في 7/10/ 1980م، و ميثاق أثينا عام 1931م، الصادر عن معهد التعاون للجمعية الدولية، وغير ذلك من المواثيق والمعاهدات والتي يفترض أن تكون الآثار اليمنية محميةً بموجب هذه المعاهدات والأعراف الدولية .
إين تلك المنظمات عندما قامت طائرات قوى العدوان السعوأمريكي تقصف مدينة صنعاء المدينة التاريخية السبئية إين هي عندما تعرضت مدينة سام بن نوح للعديد من الغارات الجوية منذُ بداية العدوان على اليمن المدينة التي تُعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد, تأثر جامعها الكبير، وكنيستها القديمة، وأسواقها القديمة، ومبانيها الشاهقة بأضرار كبيرة .
مدينة صعدة التاريخية طالتها يدُ الإجرام السعوأمريكي لُتمحي تاريخاً منحوت ممتد على مر القرون المدينة التي تُعتبر من أقدم المدن التاريخية اليمنية، حتى المساجد كانت هدفاً من أهداف صواريخ حقد طائراتهم فقد قامت طائرات العدوان بقصف وتدمير مسجد الإمام الهادي في وسط مدينة صعدة وتضرر ضريح الإمام الهادي وتدمرت مكتبة المسجد وتُلفت كُتبها الدينية القديمة التاريخية , حتى ضريح السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله علية لم يسلم من صواريخ حقدهم , خافوا منه حياً وخافوا منهُ وهو وسط قبرة , قصفوا ودمروا المساجد الأثرية والعديد من بيوت صنعاء القديمة وسد مارب التاريخي ومعبد الشمس وعرش بلقيس ولا يزال هناك صمت عالمي مدفوع الآجر.
حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله.