جامعة الحديدة‮ .. ‬قلة في‮ ‬الإمكانات‮ .. ‬والكادر‮ ‬يعيق العملية التعليمية


عدن/مرفت فوزي –
‬تعتبر جامعة الحديدة من الجامعات اليمنية الكبري‮ ‬من حيث عدد الطلاب الدارسين والذين‮ ‬يتدفقون إليها من كل مديريات المحافظة ومن المحافظات المجاورة كـ(حجة والمحويت وريمة ووصابين‮) ‬ومن حيث تعدد وتنوع التخصصات الموجودة في‮ ‬الجامعة في‮ ‬شتى العلوم‮.‬
ومع‮ ‬ذلك التنوع والتعدد الذي‮ ‬يتزايد كل‮ ‬يوم حيث شرعت رئاسة الجامعة لفتح العديد من التخصصات والأقسام في‮ ‬الفترة الأخيرة تلبية لاحتياجات المجتمع وفق دراسات علمية‮.‬
فقد فتحت كلية الطلب والصيدلة إضافة الى فتح المعمل المركزي‮ ‬والمكتبة الكبرى كما قامت الجامعة بفتح كلية باجل شرق المدينة وريمة المحافظة كون هذه المناطق‮ ‬يصعب على بعض ابنائها الوصول الى مدينة الحديدة‮.‬
إلا أنه رغم ذلك التوسع التخصصي‮ ‬فإن الجامعة وكما‮ ‬يقول القائمون عليها وكما هو حال كل الجامعات اليمنية تعاني‮ ‬من نقص المشاريع للبنية التحتية في‮ ‬الجامعة فالعديد من تلك التخصصات أو الأقسام التي‮ ‬تم فتحها وضعت في‮ ‬نفس مباني‮ ‬لأقسام وتخصصات أخرى كما هو الحال مع كلية الطب التي‮ ‬تم إنشاؤها في‮ ‬مبنى كلية التربية والتي‮ ‬تحوي‮ ‬أيضا على كلية التعليم المستمر والحاسوب ومركز المعلومات‮.. ‬نفس الحال مع كلية الحاسوب التي‮ ‬تم افتتاحها في‮ ‬كلية التجارة‮.‬
ليس هذا الحال فقط بل ان العديد من الكليات الموجودة التابعة لجامعة الحديدة تم إنشاؤها في‮ ‬مباني‮ ‬أعدت في‮ ‬السابق على ان تكون مدارس تابعة للتربية والتعليم إلا أنه وبسبب الحاجة لافتتاح كليات معينة تم استخدامها من قبل الكلية لأن تكون كليات مثل كلية الشريعة والقانون والواقعة في‮ ‬شارع زايد وكلية الفنون الجميلة وعلوم البحار والتي‮ ‬هي‮ ‬أيضا بنيت لأن تكون مدارس ابتدائية وثانوية‮.‬
يتحدث القامون على الجامعة بأن ضعف دعم الدولة للبنية‮ ‬التحتية المعنية بفتح وبناء كليات هو السبب في‮ ‬هذا الوضع فما‮ ‬يعطى للجامعات بالكاد‮ ‬يغطي‮ ‬الاحتياجات اللازمة للجامعة ومنها فتح بعض الكليات الموجودة‮.‬

إضراب مستمر
منذ ما‮ ‬يقرب ‮٣ ‬أشهر أعضاء نقابة موظفي‮ ‬الجامعة‮ ‬ينفذون إضرابا شل حركة العمل في‮ ‬الجامعة وأوقف العديد من المعاملات‮ .. ‬والموظفون‮ ‬يؤكدون ان سبب إضرابهم جاء على خلفية تنصل الدولة من تنفيذ المادة‮ (٦٠١) ‬والتي‮ ‬تقضي‮ ‬بمنح الموظفين والفنيين مستحقات مالية وزيادة أجور كما حصل مع اعضاء هيئة التدريس وكذا فيما‮ ‬يتعلق بتعيين أمين عام الجامعة ومساعديه ومطالب اخرى‮ .. ‬تتعلق بالحوافز‮.‬
المشكلة بدأت في‮ ‬شهر ديسمبر من العام الماضي‮ ‬حيث بدا موظفو الجامعات اليمنية إضرابا للمطالبة بتنفيذ المادة‮ (٦٠١) ‬وفعلا صدر قرار من رئاسة الجمهورية‮ (‬كما تؤكد رئاسة الجامعة‮) ‬جاء بعد ذلك مشروع على طاولة مجلس الوزراء والغيت منه المادة المذكورة ليستأنف بعدها موظفو الجامعات الاضراب باستثناء جامعتي‮ ‬عدن وصنعاء إلا أن مشروعاٍ‮ ‬آخر تم إعداده من قبل المجلس الأعلى للجامعات وهو الآن بصدد والموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء‮.‬
وحتى‮ ‬يتم إقرار المشروع الذي‮ ‬يحتوي‮ ‬على المادة‮ (٦٠١) ‬التي‮ ‬تقضي‮ ‬بتحقيق مطالب الموظفين في‮ ‬الجامعة تظل مشكلة جامعة الحديدة كغيرها من الجامعات التي‮ ‬تعاني‮ ‬جراء هذا الاضراب‮.‬

عجز في‮ ‬الكوادر التعليمية
يعمل في‮ ‬جامعة الحديدة ما‮ ‬يربو على ‮٠٠٧ ‬عضو هيئة تدريس ومعيدين ومساعدين وهو عدد قليل مقارنة بأعداد الطلاب الكبيرة والتخصصات والأقسام العديدة الموجودة في‮ ‬جامعة الحديدة‮.. ‬وهي‮ ‬معاناة إضافية تضاف الى المعاناة السابقة إلا أنها تظل الأهم‮.. ‬حيث‮ ‬يرجع المسئولون في‮ ‬الجامعة قضية نقص الكادر الوظيفي‮ ‬الى أهم المشاكل التعليمية في‮ ‬التعليم العالي‮ ‬الأمر الذي‮ ‬دفع الجامعة الى تأهيل عدد من المعيدين وخريجي‮ ‬الجامعة حسب المواصفات لتغطية هذا الاحتياج‮.‬

مشاريع متعثرة
إضافة الى قلة المباني‮ ‬وإزدحام الطلاب من محافظة الحديدة أو من خارجها في‮ ‬أقسام الكلية تبرز مشكلة المنشآت المتعثرة منذ سنوات التابعة لجامعة الحديدة وفي‮ ‬مقدمة تلك المباني‮ ‬المكتبة المركزية والتي‮ ‬وجه فيها مؤخراٍ‮ ‬رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة لمحافظة الحديدة إضافة إلى تعثر مبنى كلية الطب والتي‮ ‬لاتزال ترزح في‮ ‬مبنى التربية وتعثر مبنى كلية الحاسوب‮ .. ‬إضافة الى تعثر العديد من المنشآت التي‮ ‬لاتزال ضمن خطط الجامعة‮.‬
وفي‮ ‬الجانب الآخر تبرز مشكلة المستلزمات التعليمية التي‮ ‬يلزم بها الطلاب الدارسون في‮ ‬العديد من الكليات العلمية والطبية والفنية‮..‬حيث‮ ‬يشكوا الطلاب من أن الجامعة لا توفر لها بعض المعدات والمستلزمات التي‮ ‬تعينهم على التطبيق كما هو الحال مع طلاب طب الاسنان والذين‮ ‬يعانون جراء شرائهم‮ ‬للمعدات الطبية المتعلقة بتخصصاتهم كشراء الاسنان الصناعية وكذا الجبس والأدوات الطبية‮..‬
الحال أيضاٍ‮ ‬مع طلاب كلية الفنون الجميلة حيث‮ ‬يتحدث الطلاب عن شرائهم لكثير من المعدات الفنية التي‮ ‬تتعلق بدراستهم والتي‮ ‬يقولون أن الدولة معنية بتوفيرها كونها جزءاٍ‮ ‬من المنهج الدراسي‮ ‬في‮ ‬الجانب العملي‮..‬
إلا أن رئاسة الجامعة قالت انها تعمل على توفير العديد من المعدات بحسب قدرتها المالية الحالية مؤكدة أنها قامت بتجهيز المعمل من خلال المبالغ‮ ‬المالية التي‮ ‬تم تحصيلها من رسوم طلاب التعليم الموازي‮..‬

الجامعة والمجتمع
سعى القائمون في‮ ‬الجامعة‮ (‬كما‮ ‬يؤكدون‮) ‬على ربط الجامعة بالمجتمع من خلال إشراك صناع الجهات المجتمعية فيما تنجزه الجامعة للمجتمع فقد تم عمل هيئة استشارية من الغرفة التجارية والجامعة لتنفيذ مشاريع مجتمعية مثل مشروع التعليم الالكتروني‮ ‬والذي‮ ‬كان بدعم من البنك الدولي‮ ‬بتكلفة‮ ‬750الف دولار واستهدف أعداداٍ‮ ‬كبيرة من المواطنين‮.. ‬إضافة إلى العديد من المشاريع البحثية والتطبيقية والتي‮ ‬يتم تكريسها‮ ‬لخدمة المحافظة وأبنائها‮.‬

قد يعجبك ايضا