21 سبتمبر وعامان من الوفاء
محمد السقاف
مرا عامان على الذكرى العظيمة ليوم الوفاء بأشهرها وأيامها التي وإن كانت محفوفة بالمكاره والمعاناة إلا أنها كانت عزيزة على قلوبنا كونها كانت مفعمة بنكهة الحرية ورائحة العزة والكرامة والاستقلال فضلا عن أنها كانت كافية لكشف المعادن على حقيقتها وإظهار ما كان تحت الطبق المستور وإخراج ما كان يتوارى لهذا الشعب في الظلام من عقارب وحيات وخنافس وحشرات.
نعم ذقنا المرار وقدمنا التضحيات الجسام وصبرنا على غطرسة طغاة العالم وعملائهم من رعاة الغنم وعبيد الأوثان الذين لم يردعهم عن قتلنا أي شيء ولا حتى حق الجوار وعصبية الإسلام والعروبة لكننا كنا برغم غدرهم أقوياء ومتفائلين واثقين باقتراب العز والتمكين لوطننا وشعبنا وأمتنا ولم نشعر ولو لوهلة بالهوان أو الندم على تحركنا الثوري في 21 سبتمبر وقبله لأننا ونحن نشاهد ما كان يحصل لأقطار عربية طالها ذات السكين الأسود أدركنا أن الفاتورة كانت ستكون أضعافا مضاعفة لو أذعنا ولم نتحرك وتركنا رقابنا تحت رحمة أولئك الأنذال المجرمين والمفسدين في الأرض والطواغيت والمتكبرين. استهدفت ثورتنا بكافة الوسائل وشنت عليها كل الحملات الخبيثة وعلى كافة الأصعدة وتحملنا المؤامرات وتصدينا للغزاة وأخمدنا دسائس الحاقدين وإخوان الشياطين وتحركنا نحو مجد بلادنا وكرامته بخطوات واثقة وواعية استطعنا من خلالها صون هذا المكسب الشعبي الثمين وتعميده بالمسيرات الحاشدة المؤيدة للثورة وخيارات القائد ثم إننا وحين دبر العدو هدم مؤسسات الدولة ومرافقها العامة من الداخل سارعنا لحمايتها والحفاظ عليها وقهرنا عدونا في حربه الاقتصادية والسياسية وفضحناه في الإعلام ونحن ندوسه بأقدامنا في كل الجبهات التي يقاتلنا فيها فاضطر إلى المجيء بنفسه ليرجمنا بالصواريخ من آخر من نقطة الفضاء ثم يركض في الجو بأقصى سرعته كالجبناء ومع ذلك لقناه دروسا ونحن نغرس أقدامنا على الأرض من أعطر بلاد على الأرض .. لم نكن نعلم أننا على ضعفنا نستطيع أن نفعل كل هذا بعدونا الذي يمتلك عدة الحرب وعتادها وكل فتاك ومتطور لكننا كنا على ثقة تامة بأننا بربنا أقوياء وبنصره وتأييده أعزاء وبأن العاقبة – دائما – للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.