مابين الوطنية والخيانة!

طه عزالدين
أصبح من المؤكد أننا نحتاج إلى تعرّيف الخيانة حتى لا نتجادل في بيئة خطابية غير قابلة للتداول وكل منا يغني على ليلاه، خاصة ونحن في زمن انقلبت فيه المفاهيم وسقطت فيه القيم وانهارت فيه المنظومة الأخلاقية, وأصبحنا نحتاج فيه أن نعرف المعرّف ونشرح المسلّم به، وذلك بسبب غسيل المخ والدماغ الذي أن يحاول يمارسه البعض علينا ، في ظل النفاق الاجتماعي والسياسي الذي يطفو على السطح في حياتنا اليومية . وكثيرون هم من يدعون إلى التوقف عن خطاب “التخوين”، بنية صادقة ووطنية وآخرون يدعون إلى ذلك تشجيعا منهم للخيانة وما يرافقها من اختلالات فكرية ووطنية ,لكن ببساطة وجب القول إن يتوقف من خان الوطن عن فعل الخيانة حتى يتوقف خطاب التخوين .
تتعدد صور الخيانة بتعدد المفعول به ، أي بتعدد من وقع عليه فعل الخيانة ، واقبح صور الخيانة هي خيانة الوطن ، لأن من وقع عليه الفعل هنا هو الوطن، فعندما تكون الخيانة بحجم الوطن تكون الدناءة والانحطاط واللؤم والخسة التي تنطوي عليها نفس الخائن، ومن هنا كانت خيانة الوطن خيانة عظمى.
والخائن هنا فيه ورم سرطاني لا علاج له سوى الاستئصال،.
فكيف تصبح الخيانة وطنية ؟ عندما ينطمس معنى الوطن والوطنية في الأنفس والقلوب والعقول والوجدان فلا غرابة عندما تقع الخيانة، فالوطنية كلمة لا معنى لها في أخلاق كائنات بشرية تظهر بيننا كالفقاعات بين الفينة والأخرى ، لأن الوطن عندهم ليس ذلك الوطن السليب الذي يعاني شعبه ويلات العدوان والحروب ومعاناة الحياة وإنما الوطن عندهم هو الريال السعودي والدولار الأمريكي ، فلا ولاء ولا انتماء لأرضٍ أو وطن وإنما مطلق الولاء والانتماء للذاتية والبحث عن أهوائها..
ومن أبرزها ما نراه في حالات بُعثت من رماد كطائر الفينيق تحاول أن تُظهر لنا نزاهتها ووطنيتها وهي تغرق في الخيانة ، فحين يصبح التعامل مع العدو أمرا عاديا والمشاركة في منتدياته واللقاء مع إعلامه , والثناء على ما يقوم به النظام السعودي من بطش ومجازر في حق أهالينا وشعبنا يعتبرون ذلك عملا بطوليا وهو عمل حقير ومخز ووصمة عار في جبينهم
لا يشعرون بالخيانة لغياب معنى الوطن لديهم ، وحين يتكلمون باسم الشهداء وهم أول من خان عهدهم ودمائهم لأنهم لا يعرفون معنى الوفاء ومنهم من يتنقل دون حياء بين تلفزيون الشعب وابواق دعاية العدو مبرزا حقيقته بأنه لا يدافع عن القناعات ولو كان كذلك لا أختار بينهما , بين العمالة والوطنية ,أنهم أولئك الذين قال عنهم هتلر : أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم … وأقول لهم: ” أنا أحب أن تحترق حياتي في غمار لهيب مشتعل من أن تختنق في عفونة الخيانة والعمالة الرخيصة …وأحب أن أموت مبتسما من اجل أن تحيا قضية وطني وننتصر للأرض والإنسان ..

قد يعجبك ايضا