21 سبتمبر .. مسيرة وطن
عبدالرحمن غيلان
يأتي العيد الثاني لثورة 21 سبتمبر المباركة والشعب اليمني يستعيد عزته وكرامته في ظلّ عدوانٍ غاشمٍ باءت كل محاولاته لإخضاع اليمن لمشاريعه الرخيصة بالفشل الكبير.
هذا الشعب العملاق يقف اليوم شامخاً أبيّاً أمام جحافل العدوان .. يقذفون عليه وابل حقدهم فيخرج من تحت الركام مبتسماً وصامداً ، يحاصرونه في معيشته فيهبّ يداً واحدة لدعم رجال الرجال في ميدان العزة والكرامة ، يتآمرون عليه في أخطر مؤامرة عربية عالمية فيعلن اتحاد جبهاته الداخلية والخارجية لمواجهة العدوان بكافة أشكاله العسكرية والاقتصادية والثقافية والإعلامية وغيرها .
هذا الشعب العنيد الذي يقتات الصبر في ثباتٍ وعزيمة لم تنل منها أكبر ترسانة عسكرية واقتصادية وإعلامية وثقافية، يستحق أن يُخلّد في كتب التاريخ حكاية نضالٍ وموقف كلما داهمته الخطوب بزغت أنوار عقيدته السمحة لتملأ جِرابه بيقين الوصول، وبهجة الانتصار .
ولعلّ هذا الاحتفال الكبير بثورة الــ21 من سبتمبر ، وهذا الزخم الشعبي المنقطع النظير سواء في مركزية الاحتفاء به بمدينة الحديدة الصامدة ، أو ببقية محافظات الجمهورية التي شبّت عن طوق المرتزقة والخنوع لأجندة العدوان ، إنما هي رسائل حرية واعتزاز وحلم ومثابرة من هذا الوطن الكبير بحجم الآمال ، وبحجم دماء الشهداء وأوجاع الجرحى وهم يرسمون مستقبل اليمن كما ينبغي لوطنٍ أرهقته العمالات المُستأجرة لأجندة الوهابية اللعينة .
اليوم نحتفل ، ويدٌ ترفع راية الوطن ، والأخرى على الزناد تُلقّن المعتدي أروع دروس الشموخ والكبرياء ، وتعيد لليمن مكانته التاريخية بين الشعوب .