> هاشم شرف الدين:
21 سبتمبر.. ثورة تجاوزت في تأثيرها البعدين المحلي والإقليمي ومثلت حدثا عظيما على مستوى العالم
> حمزة الحوثي:
لولا المسار الثوري لما عاد البلدُ إلى المسار السليم والصحيح من جديد
> صلاح العزي:
المواطن اليمني تحرك في هذه الثورة وأصبح يمثل محركها ومحور ارتكازها وعنوان انطلاق شرارتها الأولى
> ابراهيم الهمداني:
الثورة الشعبية رفضت نفوذ السفارات وأكدت أن مهمتها التمثيل الدبلوماسي وليس الاستعمار السياسي والهيمنة على الشعوب
> هشام واصل:
ثورة ٢١ سبتمبر أطاحت خلال زمن قياسي بالفاشية الدينية والقبلية ومخلفات حروب صعدة والمناطق الوسطى وصيف العام ٩٤ م
استطلاع / ماجد حميد الكحلاني
عامان من عُمر الثورة الشعبية اليمنية في الـ 21 من سبتمبر 2014م، قرابة العام ونيف من هذه الفترة تدخل فيها عدوانٌ غاشمٌ لإعاقة الـيَـمَـنيين من نيل استقلالهم وتحقيق مكاسب هذه الثورة المباركة..
“الثورة” سلطت الضوء أكثر حول اهمية وعظمة هذه المناسبة واستطلعت آراء ومواقف عدد من النخب السياسية والمثقفين وخرجت بالحصيلة التالية:
في البداية تحدث الكاتب هاشم أحمد شرف الدين ” نائب وزير الإعلام قائلا: قدمت إرهاصات وأحداث ثورة 21 سبتمبر 2014م نموذجا عمليا للشعب اليمني ولأجياله المتعاقبة في كيفيات التوحد، والتخطيط، والترتيب، والتنسيق، ووضع الأهداف، واختيار الأساليب، وتحديد الوسائل، واعتماد التنظيم، والبذل، والتضحية، والصبر، ووضع السيناريوهات، والاحتمالات، والبدائل، والاحتياطات، والتحرك المسؤول الواعي الفردي والجمعي، والعمل الشعبي ضمن خلية واحدة.. وفوق هذا وذاك قدمت مصاديق عملية للانتصار الذي يهيؤه الارتباط الصادق بالله تعالى.. فالانتصار لله يتبعه نصر الله.. ومتى نحن التزمنا نموذج ثورتنا هذه سنحافظ عليها، وسنحرز النصر التام على هذا العدوان إن شاء الله تعالى.. لنقدر ثورتنا كما ينبغي ونفخر.. ولنحيها في أنفسنا لننتصر.. فالثورة صمود على طريق الانتصار..
أعظم حدث
واستطرد شرف الدين مشيرا في سياق حديثة الى عظمة وأهمية أن تحققت لليمن ثورته الشعبية في الـ21 من سبتمبر قائلا: لقد أثبتت الأحداث خلال السنتين الماضيتين أن ثورة الشعب اليمني 21 سبتمبر 2014م هي أعظم حدث على مستوى العالم، وأنها ثورة تجاوزت في تأثيراتها البعدين المحلي والإقليمي.. فهذا العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي على اليمن – الذي أعقبها بستة أشهر فقط – يثبت أنه لم يقم إلا لمواجهتها، وأنها ثورة شعبية يمنية خالصة، نشدت حرية اليمن واستقلاله، والأمان للشعب اليمني وتنعمه بخيرات وطنه..
وأستدل شرف الدين بشواهد عده منها حد قوله: أن الدلائل كثيرة على كونها أعظم حدث في العالم خلال العامين الماضيين، ليس أبرزها الحرص على إعلان بدء العدوان من واشنطن، أو تصريح بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل على أن سيطرة الثوار اليمنيين على باب المندب أكثر خطورة من السلاح النووي الإيراني.. وليس أبرزها أنها لم تكتف بفضح مسرحية حرب النظام الأمريكي على ما يسمى الإرهاب في اليمن، بل وأسقطت المؤامرة الأمريكية بهذا الصدد تماما..
واردف .. وليس أبرزها أنها أوقعت النظام الأمريكي وأذنابه الخليجيين في تناقض الادعاء الزائف بمساندة الإرادة الثورية الشعبية في سوريا، والوقوف ضدها في اليمن.. فضلا عن مسارعة النظام السعودي للتحالف الصريح مع النظام الإسرائيلي.. وكذا اتحاد المارينز الأمريكي والخبراء العسكريين الإسرائيليين ومرتزقة بلاك ووتر وعناصر القاعدة وداعش والجنجويد وأبناء أمراء الإمارات وقطر والبحرين وغيرهم في العدوان على اليمن.. إضافة الى خسارة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها للكثير من احترامها في التعاطي مع مظلومية الشعب اليمني..
وأختتم نائب وزير الإعلام حديثة قائلا : الدليل الأهم من كل ذلك هو هذا الإصرار الكبير من قبل قوى السلاح والمال العالمية العظمى على القضاء على هذه الثورة مهما كانت الخسائر وفي شتى الأصعدة، وإن طال الزمن، لأن تلك القوى تدرك جيدا ماذا تعنيه ثورة 21 سبتمبر 2014م وتأثيراتها اللاحقة، ربما أكثر منا..
“الثورة مستمرة”
من جانبه تحدث الأستاذ حمزة الحوثي عضو المكتب السياسي لأنصار الله عضو الوفد المفاوض عن المسار الثوري قائلا: يمكنُ القولُ بالنسبة للمسار والمشروع الثوري وهو يحمل أهدافَ الثورة التي تجسَّدت في تحقيق طموحات الشعب اليمني، بالوضع قبل الحادي والعشرين من سبتمبر كان قد وصل إلى مرحلة خطيرة ولم يعد ممكناً السكوت عنها، وسيكون التغاضي عنها انهياراً على كُلّ المستويات الأمني والسياسي والاقتصادي، وصل إلى فرض الجرعة على أبناء الشعب اليمني بعيداً عن إصْــلَاحات اقتصادية متكاملة، فقط لسد نَهَم القوى المتحكمة والفاشلة، وكان نتيجة فساد، ولولا المسار الثوري لما عاد البلدُ إلى المسار السليم والصحيح من جديد، وما توّج به يوم الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد هو اتفاق السلم والشراكة.
وأردف قائلا: الثورة كانت تحرص على ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية بين كافة القوى السياسية اليمنية لإدَارَة البلد خلال المرحلة الانتقالية وتنفيذ طموحات التغيير، كانت تحرص على ترسيخ مبدأ الشراكة والتي أنتجت اتفاق السلم والشراكة الذي كان منصفاً حتى مع القوى التي وقفت ضد هذه الثورة، ولكنهم كانوا لؤماءَ تجاه هذا التسامح، فأُنتج اتفاق السلم والشراكة وكان هذا الاتفاق انجازاً وطنياً بامتياز وَحمل في طياته ثلاثة محاور متكاملة في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية.
لذلك أتى اتفاقُ السلم والشراكة ليثبت أن الثورة وَالمشروع الثوري يأتي لكل أبناء الشعب اليمني بكل فئاته ويحمل أهدافاً سامية تتجاوز فئةً أَوْ تياراً أَوْ طائفة أَوْ حزباً، ويأتي ليلبي طموح التغيير لكل أبناء هذا البلد ويرسخ الشراكة بين أبناء هذا البلد في تحقيق التغيير المنشود في البلد وُصُــوْلاً إلى اليمن الجديد.
منع انهيار البلد
وتحدث حمزة الحوثي عن السياق الذي جاء فيه الإعْـلَان الدستوري قائلاً: عندَما لم يكن أمام قوى الثورة سوى التَحَـرّك في إطار توافق سياسي عبر القوى السياسية على الطاولة أَوْ عبر المسار الثوري الذي بالتأكيد لا بد من أن يكون هناك إعْـلَان دستوري وعبر هذا الإعْـلَان يتم ملء الفراغ واستكمال مسار العملية السياسية.
مضيفا أن هذا الإعْـلَان أُعطي الغطاء لقوى الثورة في التَحَـرّك للحفاظ على مؤسسات لدولة في إطار ما لديهم من نفوذ بسيط للحفاظ على مؤسسات الدولة من التلاشي والانهيار هذا بالدرجة الرئيسية، وفي نفس الوقت أعطى القوالب العامة للقوى السياسية التي على الطاولة للاتفاق السياسي وللعلم الإعْـلَان الدستوري عندما أتى هو أتى مجسداً للتوافقات الأولية التي كانت قد توصلت إليها الطاولة: المجلس الرئاسي وحكومة شراكة وطنية وبالنسبة للمجلس الوطني هو أعطى الحق لكل أعضاء مجلس النواب حق العضوية في هذا المجلس للسلطة التشريعية الجديدة.
ثورة الأرض والسماء
أما الناشط والكاتب هشام واصل من أبناء محافظة حجة فقد تحدث من جانبه عن ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م قائلا: ثورة الـ21 من سبتمبر هي الثورة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ اليمني الحديث، ولم نفق من ذهول الدهشة الذي تركته فينا حتى اليوم، كونها استطاعت أن تصنع ما عجزت عنه ثورتي الـ26 من سبتمبر والـ11 من فبراير.. إذ تمكنت في غضون ساعات معدودات أن تطيح بالفاشية الدينية والقبلية ومخلفات حروب صعدة والمناطق الوسطى وصيف العام 94م.
ثبات وحنكة
وأردف قائلا: دهشة النتائج المذهلة لا يفوقها سوى صلابة عود تلك الثورة وعظمة أهدافها وتخطيها لأصعب المنعطفات بثبات وحنكة، بالإضافة إلى حلمها بمستقبل وطني جديد بعد أن أنحصرت كل توقعات المستقبل ما بين محسن أو حميد…
وتطرق واصل الى المنعطفات التي واجهت الثورة ومن أهمها حسب قولة : محك السياسة والحرب الذي رافقها من أول المطاف وحتى نهايته.. ففي حين فشلت مراكز القوى في كل جوالات الضغوط والإغراء السياسية عن ثني الثورة عن بلوغ أهدافها الثلاث، لجأت إلى التلويح باستخدام ورقة العنف واللعب على مخاوف العالم والإقليم… الذي كان يخشى على ما يبدو من أي صراع في اليمن نظرا للطبيعة القبلية للمجتمع اليمني ولارتباطات بعض مراكز القوى بالمحيط الاقليمي، وبالتالي بات لازما على الثورة أن تسقط شبح الحرب وتدافع عن وجودها في ذات الوقت وأن تظهر مدى تلاحمها مع المؤسستين الأمنية والعسكرية، وهو ما تم بالفعل، حيث تمكنت الثورة من تحويل ورقة الحرب الأهلية التي يلوح بها الجنرال ورفاقه إلى عملية إستئصال لورم خبيث محدودة المساحة ومحدودة الخطر.
وأختتم الكاتب هشام واصل حديثة بالقول: هما شيء آخر استطاعت الثورة الانتصار له ولم يحدث في التاريخ العربي منذ فتح مكة، ذلك الشيء هو عزوف المنتصر عن تغليب منطقه وفكرة على المهزوم وجنوحه للتصالح والسلم والشراكة حتى مع من أرادوا الفتك به إلى لحظات الصراع الأخيرة.
ضد القمع والاستبداد السياسي
أما الكاتب الصحفي أنس القاضي وهو من أبناء محافظة تعز فقد تحدث من جانبه حول ثورة 21 سبتمبر 2014 م قائلا: ثورة 21 سبتمبر التي كانَ واضحاً منذ البداية أنها ثورة ضد الفساد الاقتصادي وضد الاستبداد السياسي والقمع الأمني والإرهاب، وضد الهيمنة الأمريكية على السياسة الـيَـمَـنية ومع الاستقلال الوطني، وثورة تحمل هذا المضمون التحرري، تتعارض مع مصالح القوى الرجعية المُرتبطة ببقاء الـيَـمَـن تحت الهيمنة الخليجية الأمريكية، وبقاء ثروات البلد ومؤسساته في أيدي النهابين.
وأردف القاضي قائلا: لقد وقف التجمع الـيَـمَـني للإصلاح والناصريون وقيادة المؤتمر والاشتراكيون ضد هذه الثورة مع وجود فوارق بسيطة من موقف حزب لحزب، إلا أنه كانت على كُل حال جزءاً من النظام الاجتماعي السياسي السائد. ورأت أن الثورة تُهدد مصالحها، وليس عيباً على ثورة 21 سبتمبر أن هذه القوى تعتبر الثورة انقلاباً؛ لأن هذهِ هي الحقيقة، هذه الثورة الشعبية مثلت انقلاباً ثورياً في المُجتمع وبُنية السُّلطة وأسقطت هذه القوى الفاسدة والمُتحالفة مع الخليج وأمريكا من سدة الحكم، وهذا هو ما يُميز ثورة 21 سبتمبر أنها ثورة تحرر وطني مُسلحة بالعنف الشعبي، تُشبه في مضامينها حرب التحرير الشعبية في جنوب الـيَـمَـن أي ثورة 14 أكتوبر أكثر مِما تُشبه ثورة 26 سبتمبر.
القوى المعادية للثورة
وأعتبر الكاتب أنس تحالف بعض الأحزاب والقوى وتقاسم الدوار بينهم للهجوم على ثورة 21 سبتمبر عسكرياً وإعلامياً وجماهيرياً، وكذلك تحالفهم ضد الثورة في المفاوضات التي كان يرعاها بن عُمر وكذلك تحالفهم الآخر في مؤتمر الرياض ودعوة أنصار الله والمؤتمر للذهاب لحوار في الرياض، وقيام ما تُسمى بالمقاومة الشعبية – إنما هي بقصد وقف ثورة 21 سبتمبر، لكنها تسقط- التحالفات- يوماً فيوم وتزداد تناقضاتُها، مختتما بقولة ستنتصر ثورة 21 سبتمبر كما انتصرت ثورة 14 أكتوبر، وسيُدحر هذا الغزو الجديد وستنكسر هذه الهجمة الاستعمارية الجديدة، وليس مِن المُستغرب أن رابطة أَبْنَاء الجنوب ومن شكلوا قديماً جبهة التحرير المعادية للثورة وشخصياتها الاقطاعية السلاطينية التجارية الاحتكارية التي طردتها ثورة 14 أكتوبر هي اليوم من تتزعم ما يُسمى بالمقومة الجنوبية، وهي اليوم من تمثل قيادات “داعش” و”القاعدة” وعادت بأساطيل الغرب والخليج بنقمة وحقد على هذه الثورة، وهي من تقوم بتصفية كوادر الحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي باعتبارهم امتداداً لثوار 14 أكتوبر.
تصحيح الأوضاع المتردية
من جهته يرى الناشط والكاتب عبدالغني العزي وهو أحد أبناء محافظة صعدة في ثورة 21 سبتمبر 2014 أنها الثورة اليمنية الحديثة.. متحدثا عنها بقوله: في الأساس جاءت الثورة اليمنية الحديثة الـ21 من سبتمبر 2014 كانطلاقة ضرورية لتصحيح الأوضاع المتردية في عموم مناطق ومحافظات الوطن اليمني والتي وصلت إلى حد يصعب السكوت عليه في مختلف نواحي الحياة سيما ما يتصل منها بحياة المواطن البسيط ويهدد أمنه الغذائي.. لهذا تحرك المواطن اليمني في هذه الثورة وأصبح يمثل محركها ومحور ارتكازها وعنوان انطلاق شرارتها الأولى.
وأردف العزي مضيفا.. أن ثورة ثورة الـ21 من سبتمبر جاءت انطلاقا من معاناة الناس البسطاء وهم الغالبية العظمى في الشعب اليمني بمختلف انتماءاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية لتصبح قاعدة الثورة تمثل عامة الشعب وفئاته المسحوقة بسندان السياسات البرجوازية التي سخرت غالبيهم لخدمة سياساتها الاقطاعية واستثمرت معاناتهم للحصول على أكبر قدر من الثروات المنهوبة دون ادنى شعور بالمسؤولية اتجاهه.
ثورة تصحيحية
واستطرد قائلا: لقد حملت ثورة الـ21 من سبتمبر في طياتها العديد من الأهداف والتطلعات الشعبية الملبية لاحتياج الغالبية العظمى من أبناء الشعب وفي طليعة ذلك مبدأ العدالة والانصاف الذي ظل عنواناً مغيباً عملياً عن الواقع في ظل الثورات السابقة متجاوزة بحذر ما يمكن ان ينعكس على واقعها كثورة تصحيحية ضد قوى متنوعة ذات مال وجاه وتحت رعاية اقليمية ودولية من خلال تدابير وتطمينات ومرونة بحكم انها لازالت في مهدها وان المتربصين بها تعدوا الحدود الجغرافية ليصل إلى الدوائر السرية ومراكز الأبحاث الدولية والاستخبارية والتي جاء العدوان السعودي العربي الأمريكي الصهيوني وفقها لوأد الثورة اليمنية الحديثة في مهدها.
حاضنة الثورة
واختتم الكاتب عبدالغني حديثة قائلا: لقد جاءت الثورات السابقة لثورة الـ21 من سبتمبر 2014م في اليمن السعيد نتاج رغبة دولية واقليمية، ووفق مخططات استعمارية تدميرية ولم تكن للإرادة الشعبية التي تعد هي حاضنة الثورة وغايتها لها أي دور سوى التبعية العمياء لكل ما يأتي من الأعلى أو ممن كان يدعون أنهم قيادة الثورة والذين كانت لهم حساباتهم الخاصة إضافة إلى ما ينفذوه من اهداف ورغبات دولية واقليمية تحت غطاء الثورة وبرايات ملطخة بدماء الثوار الحقيقيين المغيبين تماما عن كل ما يدور باسم ثورتهم كما أن تلك الثورات وكأهداف خاصة برعاة وممولي الأنشطة الثورية يعرفون انها ثورات نخب جاءت من السلم الأعلى وبتخطيط خارجي لا صلة للشعب به وتمت وبرعاية وتمويل ممن يجب اعلان الثورة ضدهم وعليهم واجتثاثهم ومحاكمتهم وما ذلك إلا نتيجة لتطلعهم إلى ضرورة حرف المسار واستثمار الغليان الثوري لتحقيق المزيد من المكاسب المادية والسلطوية والنفوذ الاجتماعي والقبلي فضلا عن تنفيذهم لرغبات قوى اقليمية أو دولية تسعى من خلال ثورات الربيع إلى تحقيق مصالح سياسية واقتصادية على المستوى الدولي ووفقا لمتطلبات ومتغيرات المرحلة..
الثورة على هيمنة السفارات
الكاتب والمحلل السياسي / إبراهيم محمد الهمداني فقد تحدث عن أهمية انطلاقة ثورة 21 من سبتمبر ودورها في الحد من هيمنة السفارات الأجنبية ووصايتها على اليمن قائلا: شهدت الساحة السياسية اليمنية عددا من التحولات المحورية بعد ثورة 2011م، التي أجهضت في غمرة الاحتفال بها، وكان لذلك أثر سلبي بالغ على معنويات الجماهير، وانتكاسة في الوعي الثوري في أوساط الشباب خاصة، والشعب كحالة عامة، وبالتالي جاءت ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م، لتعيد الاعتبار للذات اليمنية أولا، التي شارفت على الاستلاب والضياع، وللقيم والمبادئ الدينية والإنسانية والثورية ثانيا، التي تنكر على الإنسان أي كان دينه أو مذهبه أو فكره أو ثقافته، ان يعيش رهين قوى التسلط والهيمنة، وان يحيا تابعا مسلوب الإرادة والحرية والفكر.
وأضاف الهمداني مشيرا في سياق حديثه الى ثورة الـ21 من سبتمبر تعد نقطة التحولات الكبرى في صناعة مفردات وعناصر المشهد السياسي في اليمن خصوصا، وانعكاساته حاضرا ومستقبلا على المستوى السياسي الإقليمي والعالمي عامة.
وقال أيضا: إن أبرز النتائج التي تمخضت عن تلك التحولات الخطيرة – على المستوى الداخلي – سقوط آخر الأقنعة عن تلك الجماعات الإسلامية الراديكالية المتطرفة، ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، التي سارعت الى إعلان عدائها وحربها ضد ثورة الشعب السبتمبرية، لتظهر بذلك حالة من الشيزوفيرينيا الحادة المستعصية، على المستويين الأيديولوجي والأخلاقي، ولا مبرر لذلك العداء إلا أن أسيادهم في المملكة وحلفاءهم، لا يرغبون بهذه الثورة الشعبية ولا يريدونها لا من قريب ولا من بعيد، لأن في نجاحها فقدان مصالحهم، وتقلص وانعدام نفوذهم وهيمنتهم على الوطن أرضا? وإنسانا?.
سقوط الأقنعة
وحول الأثر الخارجي لثورة الـ21 من سبتمبر 2015 فقد تطرق الهمداني متحدثا بقوله: تمثل الأثر الخارجي للثورة في سقوط أقنعة كبرى – لم تكن خافية علينا حقيقتها- السفر عن قبح طالما حاولت ستره، وعداء كم اجتهدت في إخفائه، وقد قامت بأداء الدور المركزي في هذا المشهد كل من السعودية وتحالفها الخليجي من ناحية وأمريكا وتحالفاتها الدولية من ناحية ثانية، فبعد سقوط أياديهم من الداخل اليمني-حزب الإصلاح ومن سار في ركبه- سقطت الأقنعة التي كانوا يحاولون تجميل قبحهم بها، وظهرت نواياهم الخبيثة وحقدهم المزمن على هذا الشعب إلى العلن، محاولين فرض وجودهم وتدخلهم السافر في الشؤون الداخلية بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى.
تمثيل.. ليس استعماراً
مضيفا أن السعودية لم تستطع البقاء في صدارة المشهد السياسي اليمني وصناعة التحولات لخدمة مصالحها وحلفائها، كما كانت تفعل من قبل، وبالتوازي أيضا? أخفقت خطط الإمبريالية الأمريكية في الاستمرار في صناعة القرار السياسي اليمني، لأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الشعبية رفضت نفوذ السفارات ولم تعترف بصلاحيات السفير، وأكدت أن مهمة السفارات التمثيل الدبلوماسي وليس الاستعمار السياسي والهيمنة على الشعوب الأخرى، وبدأت ترسم صورة السياسة المستقبلية لليمن، وطبيعة علاقاته مع الشعوب والأنظمة، وفقا? لمبدأ النديّة والاحترام المتبادل، وهذا بدوره جعل القوة الاستعمارية – السعودية وأمريكا وحلفاءهما-يدخلون في حالة من الغضب الهستيري والجنون الوحشي والتهور والطيش والحماقة التي أنتجت العدوان على اليمن، لتشاهد شعوب العالم من خلاله، فصولا? أخرى من القبح الوحشية، ويتابع سقوط كل القيم والمبادئ والحريات والأخلاق السامية، التي طالما تعنت بها السياسة الأمريكية، حاملة لواء الحريات وواهبة الديمقراطية للعالم.
واختتم الكاتب المحلل السياسي ابراهيم الهمداني حديثه قائلا: رغم مجمل ما يرتكب بحق بلادنا والشعب اليمني إلا أن اليمنيين قيادة وشعبا سيستمرون في ضرب أروع نماذج الصمود والثبات والتحدي الأسطوري، ويستمر رجال الرجال المرابطين في الجبهات في كسر زحوفات العدوان وعملائه ومرتزقته المأجورين من الداخل والخارج، وتلقين مملكة الشر والإجرام أقسى الصفعات، وتمريغ كبرياءها وعنجهيتها في أقذر المستنقعات، وإسقاط هيبتها الجوفاء، وتعرية زيفها وبيان حقيقتها الإرهابية الداعشية، أمام مرأى ومسمع جميع شعوب العالم، لتهوي بذلك في مستنقع السقوط الأخلاقي والقيمي من ناحية، وفي دوامة الابتزاز الامبريالي العالمي اللامحدود، من قبل مجلس الأمن، الذي ما يفتأ من حين لآخر يلوح لها بقفص الاتهام وقضبان السجن، بسبب جرائمها بحق الإنسانية في اليمن.