تقرير/ أحلام عبد الكافي
هي المرأة اليمنية التي يقف لها التاريخ إجلالا وإعظاما.. من سطرت أروع الصور العالقة في أذهان كل عشّاق الحرية وصنّاع الصمود، فكانت هي الثائرة وهي الصابرة وهي المجاهدة وهي السياسية.. المرأة اليمنية العظيمة أبت إلا أن تكون هي بصمة قوية في بناء المجد اليمني.
كان للمرأة اليمنية حضور كبير في انتصار ثورة 21 سبتمبر من خلال دعمها المنقطع النضير للثورة ودورها الذي كان يوازي الدور الثوري للرجل.. بحسب ما قاله مسؤول الهيئة النسائية لأنصار الله عبدالله الرازحي.. وأضاف قائلا (المرأة اليمنية الثائرة قامت بدور عظيم وبارز أذهل الجميع.. لقد انطلقت في شتى الميادين وقدمت كل ما يمكنها تقديمه، كان دورها الثوري يوازي دور الرجل في السعي نحو الأفضل لبناء الدولة بل لقد صححت الكثير من الرؤى القاصرة حيال المرأة ودورها المحوري في صناعة الثورة والدفع نحو التحرر).
وأشارت الناشطة السياسية، عضو المكتب السياسي لأنصار الله أخلاق الشامي إلى أن الدافع في خروج المجتمع اليمني في ثورة 21 سبتمبر كان وطنيا، كانت أهداف الثورة وطنية ومعلنة ومنطقية لم يتمكن أحد إنكارها وتمثلت في إسقاط الجرعة، إسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني؛ ولأن المطالب لامست الاحتياج الفعلي للمجتمع اليمني فقد كان الزخم الثوري كبيراً جداً والمشاركة من كل فئات وأطياف المجتمع.
وحول الوضع السائد والذي استوجب تحركاً شعبيا آنذاك أضافت الشامي: جاء التحرك الشعبي رفضا للظلم والتسلط الذي كان حاصلا من حكومة باسندوة حينها ورفضا للانصياع لأوامر أسياد تلك الحكومة التي أثبت الفعل الثوري أنها كانت مجرد أداة قذرة في يد الخارج.. حيث نشطت التفجيرات بشكل ممنهج مستهدفين الشخصيات العسكرية والاغتيالات المستمرة للكوادر الوطنية ناهيك عن افتعال أزمة اقتصادية.. وعن هيكلة الجيش من قبل حكومة هادي وتمكين القاعدة فحدث ولا حرج مما أدى إلى تردي الوضع بشكل استوجب تحركاً شعبياً.
وأضاف الأستاذ عبدالله الرازحي قائلا: إن الدور الكبير الذي لعبته المرأة في دعم ثورة 21 سبتمبر كان منقطع النضير (كان دور المرأة اليمنية في الثورة عظيما وهذا ما لمسناه في الواقع والشارع اليمني والساحات والميادين فدورها الكبير كان في إستشعارها المسؤولية فدفعت بأهلها وذويها وبقوة للخروج لساحات الحرية.. كانت حاضرة عندما تغيب عن الساحة أيضا من خلال إعدادها للطعام بشكل مستمر لآلاف المرابطين في مختلف الساحات.
فيما أكدت أخلاق الشامي أن الانتصارات العظيمة في ثورة 21 سبتمبر التي حقّقها الشعب اليمني ومن ضمنها كسر الأيادي الداخلية المرتهنة للخارج هو ما استدعى قرار العدوان على اليمن.. بقولها “انتصار ثورة الشعب المباركة حينها وسقوط الأيادي التي لطالما اعتمدها الخارج عليها لإفساد واقع اليمن كان سببا رئيسا للعدوان على اليمن أرضا وإنسانا انتقاما منهم بذلك القصف والقتل والتدمير الذي يطال اليمن منذ عام ونصف.. ظنا منهم أن عزيمة هذا الشعب ستتخلخل إذا ما زادت وحشيتهم”.
من جهتها أشارت الدكتورة ابتسام المتوكل رئيسة الجبهة الثقافية عن حجم الجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني عموما والمرأة اليمنية خصوصا قائلة: “هناك معاناة كبيرة يتكبدها الشعب اليمني جراء العدوان على اليمن والمرأة اليمنية على وجه الخصوص في مختلف المجالات حيث سقط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى…ناهيك عن حجم وعدد المنشآت والمدن والقرى الثقافية والتاريخية والحضارية التي استهدفها العدوان”.
كان دور المرأة اليمنية في التصدي للعدوان أسطوريا هذا ما أكدته هناء العلوي عضو المكتب السياسي لأنصار الله قائلة “لقد تجلت في المرأة اليمنية كل مظاهر الصمود الأسطوري الذي سيكتبه لها التاريخ عبر الأجيال لدورها المشهود الذي قامت وتقوم به.. فهي بحق قد ربت على نساء العالمين بل وأصبحت هي القدوة لكل امرأة مؤمنة في بقاع الأرض.
وحول دور المرأة الأسطوري في رفد جبهات القتال تقول العلوي: “دعمت المرأة اليمنية الجبهات بقوافل المال والغذاء والقوافل وسارعت إلى رفد المجاهدين بتقديمها السخي للعشرات من قوافل الكرم والعطاء المكونة من حليهن الذهب والمجوهرات بمختلف أنواعها والمال والخبز والكعك الذي سهرت الليالي لإعداده”.
وتختتم العلوي حديثها عن عظمة المرأة اليمنية غير المسبوق قائلة “أي شموخ هي أم الشهيد عندما تقدم فلذة كبدها.. الشهيد الأول والثاني والثالث وقد رأينا مواقف الكثير من الأمهات اللواتي يستقبلن مواكب شهداءهن كأنها مواكب أعراس فأم الشهيد تنثر الورد والفل على شهيدها، إنه الانتصار يتجلى في أبهى صوره “.