بث تكتيكي…..هذا كل ما في الأمر
محمد غبسي
نحن في اليمن لا نتأثر بمواقف إيران السياسية ولا نتبنى شعاراتها نصاً وفعلاً ، ولكنا نتفق مع إيران وغيرها من دول العالم الإسلامي والعربي وخاصة الشعوب التي تأذت مباشرة من نظام آل سعود ، ومن الطبيعي جداً أن نعبر عن مواقفنا كشعب يقاوم آل سعود بالرصاصة والكلمة أن نتبنى مواقف تعبر عنا فقط وباللغة التي نمتلكها ونتقنها عسكرياً وإعلامياً ودينياً واجتماعياً ، وبعد أكثر من عام ونصف من العدوان الغاشم على بلادنا من قبل النظام الذي يدعي بأنه خادم الحرمين الشريفين والتي هي مقدسات تخص كل مسلم على وجه الأرض فقد آن الأوان لوضع موسم الحج وما يعتريه من أخطاء واستثمار سلبي لصالح أسرة آل سعود وذلك باسثمار أموال الحجيج من جهة وتلقينهم الدعاء على بعض المسلمين الآخرين من جهة أخرى ، آن الآوان لإقحام هذا الموسم في ما يحصل من معارك اليوم وتوضيح دوره في قتل اليمنيين والعراقيين والسوريين وتعريف العامة بنسبة مشاركة رجال الدين في حشد الموت وآلاته إلى اليمن .
وسواءً كان بث خطبة الحج عبر قناة اليمن اليوم خطأ مهنياً أو لا فإنه يعتبر تصعيداً دينياً بعد أكثر من عام ونصف من ابعاد الدين عما حدث ويحدث ، لكنه اليوم تصعيد ذكي ومدروس، الغرض منه تعريف العامة بمدى استفادة آل سعود من رجال الدين واستخدامهم لتبرير حربهم على اليمن وغيرها ، بث الخطبة وما أثير حولها من جدل سيترك بالتأكيد حزمة كبيرة من الأسئلة في عقول وأذهان الناس ، هل الحج فريضة دينية أم مهرجاناً سياسياً ؟
هل مكة أرضاً مقدسة أم فندقاً لإصدار الفتاوى التي تبيح قتل شعوب وتكفر أخرى ؟
هل خطبة الحج للمسلمين أم للملك ؟
هل سيحصل الحاج الذي ينفق كل ما في جيبه من مال على دعاءٍ خاص به أم أنه يدفع مقابل الدعاء لملك الموت الذي يحكم نجد والحجاز ؟
الكثير والكثير من الأسئلة ستدور في عقول الناس وسيبحثون عن إجابات لها من قنوات وكتب ومصادر ومراجع أخرى غير قناة اليمن اليوم !
من المهم أيضاً معرفة أن أحد الإعلاميين التابعين لآل سعود كان قد أشاد بنظام وحكومات الرئيس علي عبدالله صالح لأنه لم يقحم الحج في أي معارك خلال نظام حكمه ، لم يشهد له لسواد عيونه ولكنه أجبر على قول الحقيقة بعد تعرض النظام السعودي لصفعات قوية من نظام إيران التي قاطعت موسم الحج هذا العام ووصفت آل سعود بأنهم ” الشجرة الملعونة ” ، الأمر الذي تبنته بغداد لترفع لافتات عملاقة في شوارعها بنفس اللهجة ، لتدخل اليمن على خط المعركة الدينية ولكن ليس من باب الطائفية والتعصب الأعمى ، وإنما من باب علاقات اليمن بشعب نجد والحجاز وعائلة آل سعود ، طبعاً لن يستطيع اليمنيون الذين هم أشد غيرة على الإسلام أن يقاطعوا الحج أسوة بأي دولة ، لكن كلمتين من صحفي سعودي تشهد لنظام صالح لن تشفي جراحنا ولن توقف العدوان ، لهذا فإن بث الخطبة كان خطوة أولى في وضع الحج قضية رأي عام لأنه ليس فريضة حكومية ولا معاهدة سياسية تخضع لآراء ورغبات الحكام والحكومات ، وقد جاء في الاعتذار الصادر عن مكتب الزعيم التوضيح التالي ” أن خطبة عرفة قد تم تسييسها فبدلاً من أن تكون مُوحدةً للأمة الإسلامية وتعكس الغرض من أداء مناسك الحج.. قد تم استغلالها للتحريض على الاقتتال والحروب واثارة الفتنة بين المسلمين وانتهاج الفكر الوهابي التكفيري والذي يعتبر منبع الإرهاب ولا يعبر عن الإسلام المعتدل والذي يحمل رسالة محبة وسلام للعالم ” .
الخلاصة أن الحج فريضة على كل مسلم ومسلمة والبت في المشاكل والأخطاء التي أصبحت ترافقه وتتصدر أخباره لابد وأن تصبح معروفة ومعلومة لدى كل مسلم ومسلمة ، وليكن رأيهم هو كلمة الفصل ، من حقهم أن يقاطعوه ، ومن حقهم ان يسألوا ويعرفوا أين تنفق عائداته المالية الضخمة ، ومن حقهم أن ينتقدوا القائمين عليه وأن يرجموا إذا شاءوا الخطيب المندس في صفوفهم يوم عرفه .
وسلامتكم