السعودية واليمن.. كمان وكمان!!
عباس غالب
ألم يحن الوقت بعد لإيقاف العدوان السعو- أمريكي على بلادنـا، خاصة بعد أن طالت هذه الحرب وأتت على كل شيء جميل بناه اليمنيون خلال عقـود طويلة من كدهم وكدحهم حتى تنقض آلة الدمار على البنى الأساسية وتعرقل عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، فضلاً عن ضربها كل مقومات الحياة بما فيها تلك الخدمات الأساسية كالطرقات والكهرباء والمياه.
بعد كل هذه الفترة الطويلة من الحرب يبدو بوضوح أن النظام السعودي يغرق رويداً رويداً في مستنقع العدوان على اليمن وفي غيرها من أزمات المنطقة، بل لقد بات واضحاً وجلياَ أيضاً أن واشنطن قد حزمت أمرها لنصب المشنقة أمام حليفها القديم تمهيداً لإنهاء فصول هذه المسرحية وبحيث يتسنى لها امتصاص ما تبقى من إمكانات المملكة وتحديداً بعد التلويح بورقة التعويضات جراء أحداث 11سبتمبر المشؤومة في نيويورك، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن كلفة تلك التعويضات ستتجاوز سقف 25ترليون دولار.
وفي هذه العجالة، لسنا بصدد التوقف عند تفصيلات مخطط توريط النظام السعودي في حروب المنطقة ومنها اليمن، إلا أننا نتساءل وبحرقة: ما الذي تستفيده المملكة من هذا العدوان الذي سيطول كثيراً في اليمن بفضل صمود أبنائه الذي بات في حد ذاته ملحمة لا يمكن لأحد أن ينساها.
ولذلك نتساءل أيضاً : ألم يحن الوقت بعد لأن يستعيد النظام السعودي ذاكرته ويعمل سريعاً على إيقاف هذا العدوان الغاشم قبل أن تستفحل أزمته ويصبح من المتعذر عليه الخروج من المستنقع اليمني.
ولاشك بأن ثمة شيئا يراهن عليه النظام السعودي يتبين ذلك في محاولاته الدؤوبة نقل مسرح الحرب إلى داخل الجغرافيا اليمنية، سواء من خلال أدواته في الداخل اليمني أو من خلال اعتماد الطيران على عمليات القصف العشوائي الذي يطال أهدافاً مدنية أكثر مما يستهدف المواقع العسكرية.
وبصراحة أقول أن هناك رهانا آخر يعتمد عليه النظام السعودي ويتجلى في إذكاء الاختلاف وإيقاد نار الفتنة بين مكونات المجتمع اليمني بهدف تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي وضعها هذا النظام قبل شن العدوان وفشل في تحقيقها بعد كل هذه الفترة.. وهو أمر إذا ما استمرت تداعياته على مستوى الجبهة الداخلية سيؤدي بالنتيجة إلى التصدع الأمر الذي يدعو حقا إلى الأسى والحزن..
لقد بات لزاماً على قيادات العمل السياسي والعسكري وفي المقدمة رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وكافة العقلاء البحث عن معالجات لإيقاف الاحتراب الداخلي على مختلف الجبهات وهو أمر ليس بالمستحيل خاصة بعد الخطوة الجريئة والإيجابية التي عبر عنها الاتجاه القائم لإعلان العفو العام وعودة الأبناء الضالين إلى حضن الوطن، إذ يمكن اعتبار هذه الخطوة بمثابة نقطة الضوء في النفق الطويل الذي نعيشه.
فعلاً، لقد حان الوقت لأن يتزامن الرد العسكري على العدوان مع مضاعفة جهود إخماد فتيل الاشتعال في الداخل.. وعندها سنتمكن من قطع الحبل السري للمملكة الذي تغذي به أطفالها المدللين من العملاء والمرتزقة.