إلى المرتزقة
عبدالمجيد التركي
يقول المرتزقة إن التحالف جاء لإنقاذ اليمن من الحوثي وإعادة الشرعية!!
هل اجتمع علينا العالم بهذه السرعة لكي يخلصونا من الانقلابيين ويعيدون الشرعية؟
هل سيجتمع العالم بهذه السرعة لو أن الشرعية طلبت منهم بناء مستشفى، أو مدرسة؟؟ وليتهم تركوا مدارسنا وجسورنا وطرقنا ومقابرنا ومستشفياتنا ومتاحفنا، وحتى خزانات الماء.
اسألوا أنفسكم أيها التافهون:
هل ستلبِّي هذه الدول المعتدية نداءنا في وقت حاجتنا إليهم؟
لماذا لم يتحالف العالم لوقف المجاعة في الصومال؟
ولماذا لم يتحالف العالم لإعادة الشرعية لدولة فلسطين؟
ولماذا لم يتحالف العالم لتثبيت السلام في اليمن وسوريا والعراق ولبنان؟
يبدو المرتزقة مقتنعين بمبررات التحالف الخرقاء التي لا يقتنع بها حمار، مع احترامي للحمار الذي لا يقف مع حيوان آخر ضد أبناء جنسه.
وها هم يسمعون القصف الآن وقد وضعوا الأحذية في أفواههم، ولا يحتجُّون بكلمة واحدة، ولو اطَّلعتَ عليهم لوجدتهم يدعون للصواريخ بالتوفيق.
وحين يتعلق الأمر بقصف الحوثي ينبحون كالكلاب، ويلقون باللوم على الحوثي في كل ما يحدث.. نعم، يحمِّلون الحوثي مسؤولية كل ما يحدث ولا يحمِّلون الصواريخ شيئاً من ملامتهم.
كونوا رجالاً وواجهوا الحوثيين، وقاتلوهم، واحقدوا عليهم، وانتقدوهم، واشتموهم.. لكن لا تكونوا تحالفاً داخلياً ضد وطنكم.. ولا تقفوا مع أعدائكم نكاية بالحوثيين، فليس أسوأ من رجل يهدم بيته نكاية في جاره.
اختلفوا معهم بشرف.. لكنكم لا تعرفون معنى الشرف.
اختلفوا معهم وكونوا منصفين وانتقدوهم، وانتقدوا أخطاء التحالف – كما تقولون- بدلاً من تبرير القتل.
تحدثوا عن الطرفين بدلاً من التفاهة التي امتلأتم بها فابتلعتم ألسنتكم تجاه العدوان، وتحدُّونها تجاه الحوثيين.
والمشكلة أن الرئيس الهارب نزيل الفنادق لا ينتقده أحد، وهو الذي طلب كل هذا العدوان، ولا أدري كيف فقد العالم عقله لتلبية دنبوع حقير؟
مع أنه لم يكن سوى يافطة مؤقتة لشرعنة العدوان.
الحوثيون ليسوا ملائكة، فاتركوا حقدكم وانتقدوهم وخاصموهم بشرف، ولتكونوا شوكة ميزان لنستطيع تصديقكم في ما تقولونه، أو فاسكتوا وتظاهروا بأنكم محايدون.