
عماد المسعودي –
الكثير يبحث عن الشهرة¡ والنجاح¡ والإبداع¡ ولكن غالبيتنا لا تتوفر فيه كافة المؤهلات للنجاح في المجال المرغوب. يحاول الشخص أن يصل إلى هدفه عدة مرات ولكن غياب بعض المتطلبات يصل به إلى اليأس¡ واليأس هو مقبرة كل مشروع. جميل أن تقوم بحل مشكلة عويصة بصورة فردية دون الاحتياج لمساعدة من أحد¡ ولكن الأجمل هو أن تستعين بغيرك عند الحاجة لانتشال الفكرة من مخالب الفشل.
أحب أن أركز على أهمية العمل الجماعي على الرغم من أني من عاشقي العمل الفردي. سبب قناعتي بأن العمل الجماعي هو مفتاح النجاح يعود إلى التجارب العديدة التي مررت بها في مجال المشاريع التقنية. أعترف بأن قدراتي البرمجية والتقنية بعيدة جدا◌ٍ عن الاحتراف والإتقان¡ ولكني أجد الأفكار تتوالى علي◌ِø وأشعر بأن الفرص سانحة هنا وهناك. بعد عدة محاولات فاشلة لتصميم برامج أو مواقع مبتكرة¡ أدركني اليأس وبدأت أشعر بأن كل ما لدي◌ِø هو مجرد أفكار لا غير.
أدركت بأن معظم المشاريع التي عملت عليها كانت تنقصني فيها الخبرة في مجال ما. فلو أني قمت بالاستعانة بأحد الزملاء أو أحد الخبراء في ذلك المجال¡ لكان احتمال النجاح أكبر. صحيح أن لمعان النجاح قد لا يكون ساطعا◌ٍ¡ لكننا سنصل في الأخير إلى الثمار. العمل الجماعي يسمح لأكثر من عقل وأكثر من خبير في التمعن في المشروع وإثرائه¡ والنتيجة عادة ما تكون أفضل. صحيح أن من تحديات العمل الجماعي التوافق بين أعضاء الفريق وحل الاختلافات والمشاكل بصورة سلسة¡ ولكن عند مقارنة هذا التحدي مع تضاريس طريق العمل الفردي الوعرة¡ نجد أن العمل كفريق هو الحل الأمثل.
هذه دعوة إلى كل شخص يحمل فكرة ويشعر بأن اليأس وعدم القدرة على تنفيذها قد أوقفاه مقيد اليدين. قد تحتاج لممول ليزودك برأس المال الذي سيسمح لك بشراء متطلبات المشروع¡ أو مهندس ليقوم بدراسة تخطيط المشروع على أسس علمية¡ أو مترجم ليقوم بترجمة موقعك واختراعاتك للغة الإنجليزية لكي يصل صوتك إلى أرجاء المعمورةº المهم هو أن إدراكك لنقاط ضعفك هو امتياز سيمنحك النجاح في مجال العمل الجماعي.