الإنتاج المحلي يعزز الاكتفاء الذاتي في أسواق الأضاحي

استطلاع/ أحمد الطيار

بات النمو في المعروض من المواشي المخصصة للأضاحي سمة في أسواق اللحوم بالعاصمة صنعاء هذا الموسم فالأسواق المركزية والشوارع المخصصة لبيع الأضاحي تكتظ بالمواشي واللافت للنظر أن 90 % من تلك المواشي التي تزين السوق هي من الإنتاج المحلي (البلدي ) ربما لأول مرة في تاريخ اليمن منذ الستينيات من القرن الماضي حين كان الإنتاج المحلي يعزز الاكتفاء الذاتي لبلادنا وبعد تراجع الواردات نتيجة للعدوان والحصار والاقتصادي الذي سبب تدنيا في مستوى معيشة الناس بشكل لم يسبق له مثيل .
ورغم تراجع الطلب على اللحوم لمستوى كبير كما يقول الجزارون بصنعاء إلا أن الطلب على الأضاحي يمكن أن يعزز نشاط السوق فالكثير من الأسر تكابد الأسعار والفوز بأضحية إيمانا منها بالأجر والثواب من جهة ولتعزيز الفرحة بالعيد للأطفال من جهة ثانية وهو ما يعول عليه في تعزيز نشاط سوق اللحوم حاليا.

نشاط
عند الحديث عن الطلب على الأضاحي يجب التفريق بين الأسر القاطنة في المدن الرئيسية أو ما يسمى الحضر وبين تلك الساكنة في الريف ،فمن يسكن في الأرياف يكون مستوى العرض لديهم متوفرا نظرا لأن معظم ساكني الريف هم من الحائزين للماشية وبالتالي فرص توفر أضاحي لديهم تصل لمستوى 80 % خصوصا هذا العام الذي توفرت فيه الأعلاف بكميات كبيرة نتيجة لما من الله به من غيث طوال الصيف والخريف الحالي.
أما الحديث عن نشاط الأسواق فيقتصر على ساكني المدن وهم مايطلق عليهم الحضر وهؤلاء كسكان العاصمة صنعاء يعتمدون على الأسواق في توفير أضاحيهم كل عام وهم من يقع عليها تحريك نشاط السوق.
الإقبال
لا يمكن الحديث عن إقبال على الأضاحي بالمعنى الاقتصادي وحالة الأسر المعيشية متدنية بشكل عام نظرا للظروف الاقتصادية التي يعيشها اليمنيون بعد أن تكالب على بلادهم عدوان خارجي وحصار اقتصادي طال كل شيء وأدى لتدمير اقتصادهم بتعمد واضح مما اثر على مستوى دخلهم بدرجة أولى.
يقول محمد البيضاني مدرس إنه اشترى أضحية بعد توفير مبلغ مالي لعدة اشهر ،فيما استطاع زميله يحيى المدار الشراء بالتقسيط من راتبه وهناك اسر ستتقاسم أضحية عبارة عن عجل كبير وهكذا تمضي عملية الحصول على الأضحية هذا العام.
الأسعار
تتصدر الأسعار الحديث عن الأضاحي وفعلا وجدنا الأسعار مرتفعة حيث يقدر الكيلوا الواحد ب2500 ريال للأغنام (كباش) والعجل وهو سعر مرتفع مقارنة بمستوى الأسر اقتصاديا في الوقت الراهن مما يجعل فرص الحصول على أضحية صعب جدا على الموظفين ومحدودي الدخل والذين يمثلون 80 % من الأسر، يقول محسن الاكوع موظف إن الأسعار مرتفعة ولن تتيح له فرصة الشراء ،أما احمد عبد الله فيقول فعلا الأسعار مرتفعة ولاتتوفر لديه أي سيولة لشراء أضحية.
التجار
يرى تجار المواشي أن الأسعار طبيعية في ظل هذه الظروف ففي سوق المواشي بالجراف يقول محمد النوم كبير المسوقين إن الأسعار مناسبة للوضع الاقتصادي وأسعار الدولار الحالية ويرى أن سبب ارتفاع سعر الكيلو اللحوم الصافي من 2000 ريال إلى 2500 واكثر يعود لارتفاع الأسعار للمواد الأخرى نتيجة أسعار الدولار وأجور النقل والوضع الاقتصادي ،مشيرا إلى أن تدني المستوى المعيشي للناس هو السبب وراء تصورهم أن الأسعار مرتفعة.
ويشير النوم إلى أن قلة الدخل لدى الاسر نتيجة الأوضاع التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار السعودي العربي لليمن هي المشكلة في التسوق ونشاط السوق ، ويعتقد أن الأوضاع التي خلفها انعدام الكهرباء داخل المنازل وعدم تشغيل الثلاجات المنزلية لها دور أيضا في تراجع الطلب على اللحوم إذ لم يعد من الممكن حفظ أي شيء وتخزينه لليوم القادم.
،ويلفت إلى أن الطبقة المتوسطة لم تعد موجودة فقد تراجعت لمستوى الطبقة الفقيرة وهي التي كانت تحرك الطلب على اللحوم في السابق. ويقول: لم يعد بمقدور المستهلكين شراء كمية كبيرة من اللحم ولا حتى يوم الجمعة.
سوق اللحوم
لا يصنف اليمن اقتصاديا على أنه دولة مستهلكة بشدة للحوم ويعد حسب تصنيفات منظمة الأغذية والزراعة الفاو من الدول الأقل استهلاكا ،لكن نظرا لقوة الحجم السكاني الذي يفوق 25 مليون إنسان فالاستهلاك في تزايد عاما بعد آخر، وتوضح البيانات الإحصائية الرسمية أن استهلاك اللحوم الحمراء الطازجة شهد ارتفاعا في السوق المحلية العام الماضي تعكسه كمية الإنتاج المحلي والتي شهدت نموا بنسبة 7.5 %.
،وتقول المؤشرات الإحصائية إن الاستهلاك ارتفعت وتيرته خلال العام 2014م حسب البيانات المتوفرة رسميا إذ وصلت إلى أكثر من 400 ألف طن شاملة اللحوم الحمراء المنتجة محليا بشكل طازج والمستوردة بشكل مجمد والبيضاء الناتجة من الدواجن الطازجة المحلية والمستوردة ،فيما بلغت قيمة الاستهلاك أكثر من 750 مليار ريال .
أرقام الاستهلاك
وفقا لبيانات تحليلية خاصة بـ “الثورة” فإن اليمن استهلك ما قيمته 750 ملياراً و729 مليون ريال شاملة قيمة الإنتاج المحلي الوطني والمستورد من عدة دول سواء كان في شكل أغنام وماعز وأبقار حية أم في شكل لحوم مقطعة من عدة فصائل .
وتبين الإحصائية أن اللحوم المستهلكة والمنتجة محليا من الثروة الحيوانية الوطنية بلغت 490 مليونا و680 ألف كيلو جرام شاملة اللحوم الحمراء والبيضاء المنتجة من الدواجن بقيمة تبلغ  655 مليارا و398 مليون ريال.
الإنتاج المحلي
تقول وزارة الزراعة والري إن المزارع المحلية في بلادنا تمكنت من رفد السوق بإنتاج يفوق 350 مليونا و680 ألف كيلو جرام من اللحوم الحمراء والبيضاء طوال العام وتؤكد أنه أنتج من اللحوم الحمراء 185 ألفا و59 طنا بقيمة 200 مليار و250 مليون ريال شاملة الضأن والماعز والأبقار والإبل ،وكتفصيل للعملية الإنتاجية فإن الإنتاج الوطني من لحوم الضأن بلغ  55 ألفا و377 طنا بقيمة 68 مليارا و769 مليون ريال ومن الماعز تم إنتاج 61 ألفا و651 طناً بقيمة 74 مليارا و621 مليون ريال ومن الأبقار 66 ألفا و398 طنا بقيمة 54 مليارا و979 مليون ريال ومن الإبل 2810 اطنان بقيمة مليار و881 مليون ريال ،أما من اللحوم البيضاء وهي الدواجن فقد تم إنتاج 153 ألفا و621 طنا بقيمة 109 مليارات و148 مليون ريال فيما بلغت كميات المستورد 112 ألف طن بقيمة المستورد 44 مليارا و441 مليون ريال.
قيمة الإنتاج
تقدر البيانات أن قيمة إنتاج المزارع المحلية من اللحوم بأنواعها الحمراء والبيضاء (الدواجن)ستبلغ  609 مليارات  ريال في 2016م ، منها 70 مليونا و398 ألف كيلوجرام من لحوما الأبقار، بقيمة 200 مليار ريال،و61 مليونا و377 ألف كيلو جرام من لحوم الضأن بقيمة 205 مليارات ريال و70 مليونا و651 ألف كيلوجرام من لحوم الماعز بقيمة تبلغ202 مليارا ريال، أما اللحوم الحمراء من الإبل فبلغت مليونين 633ألف كيلو جرام بقيمة ملياري ريال.

تصوير/ عبدالله حويس

قد يعجبك ايضا