د. محمد النظاري
عندما تقع بين كماشة ومقصلة ومطرقة وسندان وحجر ورحى، عندما تجد أنك محاصر من كل الجهات، فاعرف حينها أنك تتحدث عن الكرة اليمنية المنكوبة.
كرتنا منذ أكثر من 5 سنوات وهي تعيش حظراً فيفاوياً من اللعب على أرضها، ولم تتحدث الجهات الرسمية بالكلمة الجادة والمسؤولة، ولأن من يهن يسهل الهوان عليه، فقد أضاف التحالف، الذي يشن حرباً على بلادنا، حظراً جديداً لكرتنا، تمثل ذلك في إغلاق مطار صنعاء.
أصبح لاعبونا وهم مجبرون على قطع المسافات الشاقة براً عبر السعودية، يذكروننا بحجاج زمان، عندما كان يسافر الحاج لأسابيع مجهدة، وها هم لاعبونا اليوم، يقومون بنفس الشيء، الفارق أنهم يحجون للملاعب لا لبيت الله الحرام.
في منفذ الوديعة الحدودي، ذاق كل من منتخب الشباب ومنتخب الناشئين ويلات ما يذوقه اليمنيون المضطرون لعبور المنفذ، إما بقصد العمل أو الحج أو العلاج.
كنت أتمنى أن تأتي قيادات الكرة المقيمة في دول الاغتراب الطوعي، إلى منفذ الوديعة لمرافقة المنتخب، علهم بذلك يحسون بما يحس به اللاعبون، من عناء لا نظير له.
التخبط هو سمة كرتنا، ولكن ما سمعته من الكابتن الدكتور ايهاب النزيلي، يجعلني أبكي طويلا، تصوروا معي أن الكابتن إيهاب حاصل على دكتوراه في اللغة الإنجليزية، ومع هذا يمنعه الدكتور شيباني من المشاركات في دورات تجرى باللغة الانجليزية، والعذر أقبح من الذنب، أتدرون ما هو العذر خوفه ألا يجتاز دكتور اللغة دورة نفس اللغة، حقا إننا نعيش في عصر أمانة عامة عبقرية.
تغيير مدير مكتب الشباب والرياضة بالحديدة من خارج موظفي المكتب المعروف عنهم خبرتهم الطويلة وشهاداتهم العلمية، يعطي انطباع أن ما سارت عليه الأم سار عليه الأبناء، وأقصد بالأم وزارة الشباب والرياضة التي أصبحت بيتاً لمن لا بيت له، والظاهر أن فروعها تسير على نفس الخطى.
عندما تجد من يمد يده للشباب ومنهم الرياضيون، في وقت ابتعد عنهم الجميع، نسعد كثيراً بأيد كهذه، وهنا نبارك ما يقوم به الدكتور حسين مقبولي مدير شركة النفط بالحديدة من توظيف عشرات الشباب في مرافق الشركة، وما نتمناه أن تقوم مؤسسة الموانئ وغيرها من المؤسسات المستقلة باستيعاب الشباب، اسوة بشركة النفط التي نوجه لها تحية كبيرة.
في العدد الماضي تناولت في عمودي خبراً شاع تداوله أثناء كتابتي للعمود، عن قصف النادي الأهلي بالحديدة، والحمد لله أن الخبر لم يكن صحيحا ، فمبنى كهذا إقامته تعد انجازاً، ولهذا لا نحبذ أن يتم استثماره كلياً لخارج قطاع الرياضة، فشباب النادي أولى به.
غداً هو يوم الوقوف بعرفة، فنسال الله تعالى أن يكتب لنا ما كتبه لحجاج بيته، فهو الكريم الذي تنفد خزائنه، وأن يكفي اليمنيين بهذا اليوم العظيم شر من يتربص به، وأن يكفيهم شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته..اللهم آمين..
بمناسبة عيد الأضحى المبارك نبارك لكل اليمنيين ونقول لهم، عيد سعيد، عيد الفرج بإذن العزيز المجيد..كل عام وانتم بخير..