دور العلماء في حل مشكلات المجتمع
الشيخ / حسين محمد الهدار –
العلماء هم ورثة الأنبياء في دعوة الناس إلى توحيد الله وعبادته والاستقامة على الطريق المستقيم ولهذا تقع عليهم مسئوليه كبيرة وعظيمة بقدر ما يحملون من رسالة سامية وهي التبليغ إلى الناس لكل ما يصلحهم و يصلح دينهم وحياتهم ومعايشهم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قضى حياته كلها في دعوة الناس إلى توحيد الله و إصلاح وجمع شملهم وتوحيد صفوفهم والمساواة بينهم و إقامة العدل والنصح لهم بقوله صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابة ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم).
لهذا يتعين على العلماء المخلصين في علمهم لله عز وجل إن يكونوا أكثر ملامسة لمشاكل الناس وهموم أبناء مجتمعاتهم للقيام بواجب النصح بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة التي تجمع ولا تفرق والتي تقوي الألفة والإخوة بين المسلمين اجمع .
ولهم أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يخرج إلى الأسواق وأحيانا◌ٍ يقوم بزيارة كثير من أصحابه وأهل مجتمعه بل ودخوله إلى بيوت بعض من ليس على ملته يتفقد أحوالهم ومشاكلهم ويضع الحلول المناسبة لها.
فالعالم قائم مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في أداء الأمانة التي تحملها فيجب عليه إن يكون معايشا◌ٍ لواقع مجتمعه ذا حس بما يفكر فيه الناس, وما يطرأ على أساليب تفكيرهم وطرقهم في النظر إلى الأشياء وما يدور وما يخالج نفوسهم ليضع الدواء على موضع الداء بالحكمة والرفق واللين والأسلوب الحسن.
وفي مخالطة العالم للمجتمع على الوجه اللائق ومشاركته في القيام بالإعمال نفع كبير في نشر الخير وتقريب الناس إلى الحق وتعديل السلوكيات الخاطئة التي يمارسها بعض الجهال من عامة الناس كالثأر وقطع الطرقات والاعتداء على المصالح العامة والخاصة وترويع الآمنين وانتهاك الحرمات واكل أموال الناس بالباطل وغيرها من الأمور التي تخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه و من والاه سلم بالإضافة إلى معالجة الخلافات والمشاحنات والمناكفات التي سادت وتسود على تعامل بعض المسلمين مع بعضهم مما ولد العداوة والبغضاء وزرع الحقد والحسد في القلوب وأدى إلى تفكيك المجتمع المسلم إلى فرق وطوائف متباغضة ومتناحرة حينا ومتقاتلة أحيانا◌ٍ أخرى فتفرق الشمل وتمزق الصف وضعفت وخارت القوى وتسلط الأعداء على رقاب المسلمين ونهبت الثروات ودمرت مقدرات الأمة ومكتسباتها وسادت الفوضى كثيرا من المجتمعات الإسلامية وما نراه ونسمعه اليوم من تناحر وخلاف ومناكفات هنا وهناك لدليل شاهد على الواقع المأساوي الذي تعيشه أمة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه و من والاه.