روسيا ترفض دعوة أنقرة إرسال قوات برية إلى سوريا
موسكو/ وكالات
أكد سيناتور روسي أن موسكو لا تنوي الاستجابة لدعوة أنقرة إلى إرسال قوات برية إلى سوريا لدعم عملية “درع الفرات” التي يجريها الجيش التركي هناك.
ونقلت صحيفة “إيزفيستيا” عن فرانتس كلينتسيفيتش، النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي لشؤون الدفاع والأمن، إن موسكو ترفض هذا الطلب، على الرغم من أن لديها إمكانية قانونية للإقدام على مثل هذه الخطوة.
وقال كلينتسيفيتش يوم أمس “:هناك قرار صادر عن مجلس الاتحاد الروسي حول التصريح باستخدام القوات المسلحة الروسية في سوريا. إنه حق للرئيس الروسي، ويمكنه أن يلجأ إلى هذا الحق. لكن رئيسنا قال منذ البداية إن روسيا لن تشارك في أي عملية برية”.
وتابع السيناتور الروسي أنه من المستحيل قهر تنظيم “داعش” الإرهابي بلا إجراء عملية برية. واستدرك قائلا: “لكن المشكلة تكمن في أن الاستخبارات الأمريكية والاستخبارات لبعض الدول الأخرى تدعم المعارضة، بمن فيهم الإرهابيون. وفي هذا السياق لا أعتقد أن موسكو سترسل قواتها إلى سوريا، كما أن مثل هذه الخطوة لن تنال تأييد الرأي العام”.
وكانت أنقرة قد توجهت امس الاول على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش اوغلو إلى روسيا ودول أخرى بطلب إرسال قوات برية لدعم الجيش التركي الذي ينفذ عملية “درع الفرات” في شمال سوريا، بغية تطهير المنطقة الحدودية من أي وجود لتنظيم “داعش”، والحيلولة دون توسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال جاويش أوغلو: “يضم التحالف الدولي المناهض لتنظيم “داعش” 65 دولة. لكن تلك الدول لم تتمكن خلال السنوات الثلاث الماضية من الحاق الهزيمة حتى بتنظيم إرهابي واحد، وذك بسبب انعدام استراتيجية موحدة. وساعدنا التحالف في إجراء العملية (درع الفرات) بدعمنا من الجو، كما أننا طلبنا من روسيا ودول أخرى أن تساعدنا من الأرض”.
واعتبر جاويش أوغلو أن ذلك “الطريق الوحيد لقهر التنظيم الإرهابي”.
ومن اللافت أن وزارة الخارجية الروسية أصدرت بيانا انتقدت فيه العملية التركية في سوريا، معتبرة أنها تضع في خانة الشك سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
ودعا البيان أنقرة إلى وضع الأهداف االمتعلقة بالتسوية السياسية في سوريا وإحلال الهدنة وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين، نصب أعينها “قبل التفكير بالأهداف العسكرية التكتيكية الآنية”، وحثت الخارجية تركيا على “الامتناع عن أي خطوات تزعزع الاستقرار أكثر”.
من جهتها أكدت وزارة الدفاع الروسية أنه تم رصد 8 خروقات للهدنة، 6 منها في محافظة دمشق، وخرقان في محافظة اللاذقية وذلك خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
ونقلت وزارة الدفاع الروسية عن بيان لمركز التنسيق الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا نشرته على موقعها امس الاول أن مسلحي “جيش الإسلام” قصفوا بالهاون مناطق “حوش دوارة” و”الريحان” و”دوما” و”جوبر” و”النشابية” و”حرستا” بريف دمشق. كما قصفت فصائل “أحرار الشام” قرية “الصراف” و”تلة رشا” في محافظة اللاذقية.
وأشار البيان، إلى أنه رغم الخروقات إلا أن نظام الهدنة لايزال قائما بشكل عام في معظم المحافظات السورية.
وأكد المركز في بيانه أن مسلحي تنظيمي “جيش الفتح”، “جبهة النصرة” سابقا و”داعش” قصفوا بعض المواقع في مدينة حلب، بالإضافة إلى عدد من البلدات في محافظات دمشق ودرعا وحماة.
وفيما يخص المصالحة، قال البيان إن 9 اتفاقات عقدت خلال الـ24 ساعة الماضية مع ممثلي 9 بلدات، 4 منها في محافظة اللاذقية و5 أخرى في محافظة حمص، ليصل بذلك عدد البلدات المنضمة إلى الهدنة 578 بلدة.
وأضاف البيان أن عدد المجموعات المسلحة التي أعلنت التزامها بمبادئ الهدنة بقي على حاله 69 مجموعة، مؤكدا أن المفاوضات لاتزال مستمرة بشأن الانضمام إلى الهدنة مع قادة ميدانيين لفصائل المعارضة المسلحة في محافظات دمشق وحمص وحلب والقنيطرة.
يشار إلى أن اتفاقا تم بين موسكو وواشنطن على فرض هدنة في سوريا في الـ 27 من فبراير الماضي، لا تشمل تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” ، وغيرهما من التنظيمات التي اعتبرها مجلس الأمن الدولي تنظيمات إرهابية.