رئيس مؤسسة مارب للإعلام والعلاقات الإنسانية حسَن الزايدي لـ” “:
العدوان اختار مارب منطلقاً لأهميتها، لكن أبناءها الشرفاء سيجهضون استراتيجية العدو
هادي ومحسن والإخوان والقاعدة سعوا لإشعال الفتنة في مارب مبكراً تهيئة للعدوان
5 آلاف أسرة تسكن صرواح ظلت تحت حصار العدوان ومرتزقته وهُجرت قسراً
غالبية أبناء مارب ضد العدوان حتى في المناطق الخاضعة لاحتلال الغزاة
دعم المنظمات شحيح جداً.. وفي الغالب لا يصل
نبارك تشكيل المجلس السياسي ونأمل أن يُفعل الشراكة الوطنية في السلطة والثروة
وجهنا نداءً إنسانياً لإغاثة نازحي مارب ولم نجد تجاوباً ومنظمات الإغاثة تتعامل معهم بدونية!
معركة الجفينة وتبة المصارية دمرت أكثر من 128 آلية وعربة عسكرية إماراتية وفيها استخدم العدو مختلف أنواع الأسلحة المحرمة
العدوان أمعن في قصف صرواح بأكثر من 8 آلاف غارة، مدمراً البنية التحتية والآثار ومحطات الوقود والكهرباء
حاوره/ ماجد حميد الكحلاني
هي مارب التاريخ والحضارة.. مارب الصمود والاستبسال في وجه العدوان الهمجي الغاشم.. مارب التي مُني فيها العدو وأدواته على مدى عام ونيف بخسائر موجعة –ولا تزال- مستمرة من خلال انهيارات صفوف المرتزقة في أكثر من جبهة، سيّما في مديرية “صرواح” القريبة من مركز المحافظة.
صمود بطولي، وانتصارات ساحقة شهدتها صرواح، يفاخر بها كل أبناء اليمن.. قابلها إجرام بشع بحق المدنيين والحضارة والبنى التحتية جراء الاستهداف الممنهج بآلاف الغارات والقنابل العنقودية والفسفورية المحرمة.
هذه الانتصارات للجيش واللجان الشعبية وأبناء مارب الشرفاء وتلك الانتكاسات والجرائم الممنهجة التي شهدتها مارب وصمود أبنائها إلى جانب قوات الجيش واللجان الشعبية وغيرها.. يطلعنا عليها رئيس مؤسسة مارب للإعلام والعلاقات الإنسانية الإعلامي والناشط الحقوقي حسن سعيد الزايدي في هذا اللقاء:
• نود في البداية أن تحدثنا عن مارب وخيوط المؤامرة عليها قبل وبعد هذا العدوان الغاشم منذ عام وأكثر حتى الآن..؟
– أولاً أشكر صحيفة “الثورة “ممثلة برئيس تحريرها الأستاذ محمد المنصور لإتاحة الفرصة لنا والتحدث أكثر عن مارب التاريخ والحضارة والصمود في وجه العدوان، منتهزاً هذه الفرصة لنقل تحية إجلال واحترام لقائد ثورة 21 سبتمبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والذى أصبح رمزاً وطنياً يقتدى به، كما هو الشكر موصول لكل من ساهم في توحيد القوى الوطنية وجمع صفوفها في مواجهة العدوان وقطع الطريق أمام عدو يريد تفكيك المفكك وتجزئة المجزئ..
وبالعودة إلى سؤالك فإنَّ مارب كغيرها من المحافظات اليمنية التي تتعرض لعدوان همجي ممنهج لم يشهد له التاريخ مثيلاً، ويستميت العدو وأدواته فيها محاولاً بسط نفوذه وتمرير مخططاته، لكنها قوبلت منذ الوهلة الأولى برد قاسٍ وضربات موجعة كبدته الكثير والكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد والآليات العسكرية على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية وعبر القوة الصاروخية في أكثر من معسكر وتجمع..
اختيار مارب
• لكن برأيك لماذا اختار العدوان مارب منطلقاً لقواته وأدواته؟
– صحيح.. من وجهة نظري أن ذلك يعود إلى كون مارب كانت محافظة شبه مغلقة ومحسوبة على علي محسن الأحمر وتنظيم “الإخوان”، ورغم محاولات عارف الزوكا عندما كان محافظاً حينها أن يحدث تغييراً في البنية السياسية التي تعاملت معها صنعاء، إلاَّ أن ذلك لم يغير من الواقع الشيء المراد تحقيقه.
خيوط المؤامرة
• مقاطعاً: وأين دوركم كمكونات شبابية ماربية في ذلك؟
– طبعاً في مارب حاول الشباب أن يكونوا تكتلاً جديداً يتعامل مع المتغيرات التي جرت بعد 2011م، وانعقاد مؤتمر الحوار الوطني فتكون مكوناً “نشطاء القضية المأربية” و”الحراك السبئي” وكانا مكونان شبابيان هدفهما الانتصار لمظلومية أرض وإنسان في مأرب، ولا أخفيك أن هذين المكونين كانا عرضة للالتفاف من بعض الأحزاب، لكننا استطعنا أن نوحد هذين المكونين في هيئة واحدة عرفت باسم “اللجنة التنسيقية العليا لأبناء مارب”، وكنا نعمل في حينه والصراع السياسي على أشده، لكننا كنا نأمل كناشطين ومكونات شبابية فاعلة في محافظة مأرب ألا تحدث في المحافظة أي مواجهات وهذا ما سعينا إليه والتقينا حينها بأعضاء المكتب السياسي لأنصار الله وعلى رأسهم الأستاذ حمزة الحوثي، والتقينا بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح على أساس ألا تحدث أي مواجهة في محافظة مارب، وأن تبقى مارب سلة الاقتصاد اليمني بأكملها، ولكن تجار الحروب وقوى العدوان وعبدربه منصور استطاعوا أن يزجوا بمارب في صراع، والدليل على ذلك أننا اتفقنا أن “أنصار الله” يبقوا في المناطق التي كانوا فيها قبل اتفاقية “السلم والشراكة” في مارب كمجزر وحريب القراميش وأجزاء من صرواح، وأن يتوقف القتال والتحشيد الذي كان في مارب من الطرفين؛ لأن القتال سينعكس سلباً على المنشآت الحيوية ومصالح الشعب.
ولا يخفى على أحد أن الإصلاح في حينها قد بدأ يحشد عناصره، ونجحت تلك المساعي، ونقدر لأنصار الله أنهم استجابوا لنا في وقتها، ثم جاء العدوان وحزب الإصلاح واللواء على محسن قد رتب أجندته وأعاد ترتيب عناصره وقواته واستعان بـ”تنظيم الإخوان” من أبناء مارب، الأمر الذي أدى إلى تفجير المواجهات التي حصدت آلاف الضحايا من المدنين والعسكريين.
مرتبات السعودية
• كيف توغلت يد السعودية إلى بعض رجال القبائل في مارب؟
– القبائل كانت تقيم علاقات مع السعودية تمثلت في أشخاص أو مشايخ، لكن الكثير قطع علاقته بعد العدوان وأنا واحد منهم وقطعناها عندما بدأ العدوان، فقد رأينا شعبنا يقتل ويدمر فلا يمكن مواصلة علاقتنا مع السعودية، مع أننا كنا نستلم مرتبات شهرية من المملكة السعودية تعيننا على تلبية احتياجاتنا الضرورية، وعندما جاء العدوان طالبت السعودية العديد من هذه القبائل أن تأتي إليهم، ولكن الكثير من هؤلاء رفضوا وكان لهم موقف الانحياز للوطن.
• أين دور قبائل ووجهاء مارب ومشائخها والأعراف السائدة في ظل عدوان خارجي؟
– نعم يجب أن يكون هنالك دور للقبيلة كقبيلة وليس كتنظيم، ولهذا نجد أن مشائخ القبائل المعروفين قبلياً وعرفيًا غالبيتهم مع الوطن وضد العدوان ورفض بعضهم كل الإغراءات من أموال، وتعرض البعض للتهديد والتصفية إن هم رفضوا أن يكونوا في صف العدوان وأدواته.
استحواذ إخواني
• مقاطعاً.. المحافظة كسلطة محلية، هل كانت بيد الإصلاح حتى جاء العدوان؟
– نعم.. بل من قبل أن تسلم لهم قيادة المحافظة، حتى في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كان الإصلاح وأدواته هو الذي يتحكم، ورموز التنظيم في صنعاء هم الذين يرفعون بمرشحين ويقررون من ينصب شيخاً في مارب بجانب مشايخ القبل المتعارف عليها، ومن هو الذي يكون في الحكومة، ولهذا أقصيت النخب المثقفة فلا يوجد أي قيادي في السلطة من مثقفي وقيادات مارب منذ إعلان دولة الوحدة 1991م، وهو غير مؤطر إخوانياً إطلاقاً..
مواقف وطنية
• هل يعني هذا أن مارب كلها في قبضة الإصلاح.. وأين أبناء مارب الشرفاء؟
– لا أبداً مارب التاريخ والحضارة برزت فيها كثير من المواقف الوطنية، ولكن الإعلام غيبها للأسف، والدليل على ذلك ما يحدث في مديرية صرواح التي تمتد جغرافيا من البلق الأيسر إلى سد مأرب، من الشرق مروراً والسحيل وبعض أجزاء من الجفينة وتبة المصارية أيضاً والطلعة الحمراء ويدات الراء شمالاً وجبل هيلان والمخدرة المحاذية لكنب كعلان وصولاً إلى نجد العتق المحاذي لجبل لصلب والمطل على حزوم ماس ومفرق الجوف من الشمال ومحاذيه حريب نهم، وهذه الحدود للمديرية التي تحد الجوية- مراد من الجنوب ومارب المدينة ومدغل ومجزر ورغوان إلى القرب من فرضة نهم، شمال غرب وهي الآن تمثل خطوط المراجع للجيش واللجان مع المنتفعين وأدوات العدوان.
• ما هي الأسباب التي حالت دون تمكن العدوان ومرتزقته من دخول هذه المناطق؟
– طبعاً هذه المناطق تتبع إدارياً مديرية صرواح، واجتماعياً تتبع قبيلة جهم، وبنى جبر، وكانت هذه المناطق غالباً خالية من السكان، فعندما قصف العدوان في صنعاء تعمد هادي والإصلاح أن تكون الجبهة التي تنطلق منها ما أسموه “جيش فتح صنعاء” من مارب.
اعتبارات وطنية
• مقاطعاً: لماذا.. أرجو التوضيح أكثر؟
– لأن مارب فيها المنشآت الحيوية التي في حال فكر الجيش واللجان من أنصار الله ومن معهم من أبناء القبائل المؤيدين لهم دخول المحافظة، يتم تدمير هذه المنشآت، وحتى والمواجهات قائمة نجدهم حافظوا على المدينة ولم يدخلوها لإدراكهم أن الطيران كان سيدمر كل شيء، وبالتالي قيادة أنصار الله ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثى -حفظه الله- يدركون هذا فكانت تسعى إلى عمل اتفاقيات مع أبناء هذه المناطق، بحيث تؤمن المصالح الحيوية، وتلتزم حركة أنصار الله بالحقوق التي لأبناء المحافظة عند سلطة الدولة.
ونحن كمكونات شبابية سعينا إلى هذا عبر ثلاثة أسس رئيسية: الأول أن نحافظ على محافظتنا، ونجنبها الصراع؛ لأن الصراع يترك آثاره، والثاني نحافظ على المنشآت الحيوية، ومصادر الطاقة والغاز المنزلي، وفي نفس الوقت نحافظ على النسيج الاجتماعي الذي قد يتهتك بفعل الحروب الداخلية والانقسام الذي جرى “مع وضد”.
وهذه الأسس عمل هادي على قتلها بإصداره أوامر بتعيين قائد جديد للمنطقة العسكرية بديلاً عن القائد أحمد سيف اليافعي، وهو عبدالرب الشدادي، وكان لهذا التعيين أثره في إشعال الفتنة في محافظة مارب، حيث كان الشدادي قد غادر اللواء 312 الذي يتواجد في كوفل بصرواح قبل فترة، وكنا نحترمه ونقدر له هذا الشيء، رغم أن اليافعي كان متفهماً ومتعاوناً معنا في تجنيب المحافظة الحرب مع أي طرف.
وأد السلام
• مقاطعاً.. بتفصيل أدق كيف فشلت هذه المساعي، ومن الذي أفشلها؟
– لسنا هنا في صدد المحاكمة، لكن ما جرى أنه كان هناك سباق في السيطرة على المعسكرات هنالك وآلياتها، حيث قام الشدادي حينها بحشد جميع الألوية التي تتواجد في مارب، وكان تنظيم الإصلاح يرسل قوات انسحبت من الفرقة وجامعة الإيمان إلى هذه المعسكرات، وأعد معسكراً خاصاً بالتنظيم، وهو معسكر لبنات بهدف الزحف على العاصمة صنعاء، ومن هنا انطلقت الشرارة، وحدثت المواجهات في صرواح، وتمكن الجيش واللجان الشعبية من إزاحتهم بعد عشرة أيام من مديرية صرواح إلى شرق محافظة مارب.
بداية المواجهات
• مقاطعاً.. متى وكيف بدأت المواجهات في مارب بالتحديد ؟
– المواجهات بدأت في 12 أبريل 2015م وتحديداً في سوق صرواح، حيث يقع فيها عرش بلقيس التاريخي، ففي اليوم الأول لهذا المواجهات كان أول هدف لطيران العدوان هو المجمع الحكومي للمديرية، ومستشفى صرواح العام، والجسور والوحدات الصحية والمدارس، كما استمر القصف على صرواح رغم تمكن أبطال الجيش واللجان من إزاحة قوى العدوان من صرواح خلال عشرة أيام من المواجهات إلى مشارف مدينة مارب، فما كان من العدو إلاَّ أن يدمر كل شيء من ممتلكات خاصة وعامة، ولم يبق شيئاً، حتى منازل من هم يُقاتلون في صفه بعد ما انهزم في الجفينة، ولم يتمكن من السيطرة على صرواح.
كما أمعن العدوان في قتل النساء والأطفال، واستهداف النازحين والمشايخ من أبناء المحافظة المناهضين للعدوان في منازلهم.
ملاحم صرواح
• حدثنا عن صرواح ومقومات صمودها بوجه قوى العدوان والاحتلال وأدواته رغم استهدافها بمئات الغارات ومختلف الأسلحة؟
– الحديث عن صرواح تلك المديرية التي تعرضت لأكثر من ? آلاف غارة جوية، علاوة على مدفعيه العدوان وأدواته، سواء فيما حدث فيها أو لصمودها البطولي، حديث يطول.. فهذا تاريخ عريق تجسد بصمود تحطم عليه آمال وأهداف عشر دول تمتلك كل إمكانيات العصر للحروب، أضف إلى المال والإعلام.
ولكني سأترك هذا لكُتَّاب التاريخ والخبراء العسكريين، وأجزم أن صمود وتضحيات صرواح التاريخ وأبنائها كبيرة، فهي قاهرة دول كبرى بخبرائها وعتادها وأسلحتها وتكنولوجيا العصر المدمرة التي استخدمت ضد صرواح -مارب.
معارك التصدي
• وماذا عن معارك تصدي أبنائها الشرفاء واستبسالهم بجانب الجيش واللجان للمحتل وأدواته طيلة الأشهر الماضية من العدوان؟
– المعركة التاريخية التي كانت فاصلة في حياة اليمنيين بشكل عام، وهي معركة الجفينة مع القوات الإماراتية الغازية، فهذه المعركة لم تعطها وسائل الإعلام حقها للأسف الشديد، وأنا هنا أعوّل على العسكريين ومن يقفون إلى صف الوطن أن يبرزوا هذه المعارك الأسطورية والملاحم البطولية التي سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في هذه المنطقة الخالدة.
ملحمة الجفينة
• مقاطعاً: ما الذي تعرفه عنها وبالإمكان إيصاله للرأي العام والقارئ حول ذلك؟
– نعم.. فأبطال الجيش واللجان تمكنوا من إزاحة ودحر العملاء والمرتزقة إلى منطقة الجفينة وتبة المصارية وسط غارات عدوانية كثيفة، وهذه المنطقة تعتبر شبه خالية من السكان، وهي قريبة من مركز مدينة مارب؛ وهناك سطرت البطولات، ففي أول يوم للزحف تم تدمير قرابة 28 مدرعة إماراتية شاهدناها بأعيننا، كانت المعارك قبل ستة أشهر من الآن، واستمرت المواجهات لمدة شهرين و?? يوماً، تمكن أبطالنا خلالها من تدمير أكثر من 100 عربة إماراتية في هذه المنطقة الجغرافية البسيطة رغم استخدام العدوان ضدها الأسلحة المحرمة سيما القنابل العنقودية والفسفورية.
• من وجهة نظرك لماذا لم يلحق الجيش واللجان الشعبية باللحاق بهم إلى مدينة مارب وإزاحتهم؟
– السبب في ذلك ما ذكرته آنفاً، وأضف إلى ذلك أن الطيران بدأ يدمر هذه المصالح التي تهم المواطنين، فعلى سبيل المثال في مديرية صرواح وفي أول يوم المواجهات جاء الطيران ونسف مبنى المديرية والذي كلف أكثر من ملياري ريال، رغم أن المعارك كانت بعيدة منه، وهذا حدث في أول غارة بتاريخ 15 أبريل 2015م، وكذلك استهدف مستشفى صرواح العام الذي بناه الصينيون، ونسف مقراً للأطباء والصيدلانيين الذي بنته وكالة التنمية الأمريكية، وهاجم أيضاً المعهد المهني الذي بلغت كلفته 14 مليار ريال يمني، ويتكون من 17 مبنى وقاعات محاضرات كبيرة، رغم أن المعهد يبعد عن مناطق المواجهات أكثر من سبعين كيلومتراً في منطقة اسمها المحجزة، وذلك ما يؤكد لم لا يزال لديه لبس أن العدوان جاء ليدمر البنية التحتية، ومصالح المواطنين، فصراوح لم يبق فيها شبر واحد، إلاَّ وفيه ضربة من صاروخ طيران العدوان أو مدفعيته.
جرائم وحشية
• ما هي أبرز جرائم العدوان في مارب حسب اطلاعكم؟!
– حقيقة ارتكب طيران العدوان جرائم حرب بحق المدنيين في مارب وصرواح، بالتحديد حيث ارتكب مجزرة بشعة في “آل حداب” باستهدافه في العشر الأوائل من رمضان قبل الماضي أسرة محمد عبدالله حداب وقتل ? من أفراد أسرته جلهم نساء وأطفال، مروراً بمجزرة الشهيد صلاح الحبيشي والذي كان يعمل يمتلك صالوناً للحلاقة في صرواح واستهدافه بغية معرفة ردة فعل الرأي العام المحلي في المنطقة، إيذاناً بتنفيذ بنك أهدافه الإجرامي والذي طال عدداً من المشايخ والنازحين في مخيماتهم، وكذلك المسافرين والأسواق العامة والمحلات التجارية.
فضلاً عن ضرب الجسور والطرق المؤدية إلى هذه المديرية التي تسكنها ما يقارب خمسة آلاف أسرة ظلت تحت الحصار؛ نتيجة قصف المركبات المسافرة من وإلى صرواح، وعانى أبناؤها ما لم تعانيه أسر أخرى في اليمن، فقد دمر العدوان محطات الوقود والكهرباء والطرق الأساسية التي تربط صرواح الصمود والتاريخ بصنعاء.
نقش نجران
• ماذا عن قصف المعالم التاريخية والأثرية في مارب.. لماذا برأيكم؟!
– معلوم أن صرواح هي عاصمة الدولة السبئية، ويوجد بها عرش الملكة بلقيس، ويوجد فيها قرون للأوعال ومعالم أثرية، وطرق حميرية، فقام العدوان باستهدافها وتدميرها، وأبرزها نقش النصر العظيم ذلك الذي دون كرب آل وتر فيه غزواته على نجران عندما تمرد عليه أبناء نجران، وكيف قام بتأديبهم، وجاءوا إليه بألف ناقة من البغال والجمال، وكذلك أبناء الجحملية، وهذا النقش العظيم يوجد في صخرتين تزن كل صخرة 45 طناً، فالعدوان دمر كل شيء، ومن يقول إن الخسائر التي تسبب بها العدوان بلغت 14 مليار دولار، أقول له إنه مخطئ، فاستهداف عرش بلقيس لحاله، والسد القديم، وتدمير صرواح لن تعوضه مليارات الدولارات، ومن يطرح هذا الرقم للمنظمات الدولية فهو يريد أن يحصل من السعودية على هذا التعويض، ولا بد أن تصمت هذه الألسن؛ لأن العدوان دمر البنية التحتية التي بناها الشعب اليمني طوبة طوبة على مدى خمسين عاماً، وقد تتجاوز الخسائر 150 ملياراً، بينما الآثار لا تقدر بثمن، ولا تزال القنابل العنقودية تحصد أرواح الأبرياء في صرواح إلى الآن.
مهكلة توشكا
• كيف تقيم وقع توشكا صافر وأثره وتداعياته؟
– الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق المدنيين بعد عملية توشكا صافر الذي غير الموازين،عبرت عن الانتقام الفاشي ليشمل أبناء قبيلة جهم تحديداً والتي تسكن في صرواح وأدرجت ضمن بنك أهداف العدوان الانتقامية غير المصالح والمنشآت، علاوة على هذا منازل المواطنين الآمنين والبعيدين من مواقع المواجهات أو تواجد الجيش واللجان.
والهدف الأساسي من وراء هذا هو الانتقام من الشخصيات الوطنية المناهضة للعدوان، ومحاولة خلق رأي عام في هذه المناطق يضغط على “أنصار الله” لمغادرة هذه المناطق، أو عدم السماح لهم بالمرور عبر هذى المناطق إلى الجبهات التي أصبحت في الجفينة والسد وتبة المصارية؛ أضف إلى ذلك الهزائم التي مُني بها الغزاة وأدواتهم في أول زحوفاتهم.
“الأخوان” و”القاعدة”
• كيف تقيم انتشار الجماعات المسلحة والمتطرفة في مارب وتأثيرها على النسيج الاجتماعي، وإقلال السكينة العامة، بعيداً عن ما يعتمل من قبل العدوان؟
– هناك بوادر خطر من خلال استقدام مقاتلي “القاعدة” من أبين وحضرموت إلى جبهات مأرب والجوف.
صحيح أن محافظة مارب سلمت لحركه “الإخوان” التي وفرت بيئة حاضنة للفكر المتطرف، ونمت فيها التيارات المتطرفة بحكم الطبيعة الجغرافية والسياسية، وكانت القبيلة ككيان طارد لهذه العناصر ومنبوذين فيها، وإن كان تواجدهم قليلاً، ولكن الدولة كان دورها سلبياً في مواجهة هذا التطرف الذي ينمو في هذه المناطق، وخلال سياسة ما يسمى بمكافحة الإرهاب، ظل التعامل عسكرياً، وكانت السلطة في ذلك الوقت تريد أن تخصص مبالغ تأخذها من الدول المانحة لبناء الجيش والأمن فقط، ولم تعمل مشاريعاً وخططاً لمحاربة فكر التطرف، وكانت الدولة تتوجه نحو الواجهات التي تحتضن هذه العناصر.
توطين الإرهاب
• ألا يشكل بقاء هذه التنظيمات في المحافظة خطراً أكبر مستقبلياً.. كيف تعلق على ذلك؟
– لا يستطيع أحد إنكار تواجد “القاعدة” بمعسكرات وتجمعات تشارك في القتال إلى جانب المرتزقة، وحتى الإمارات كانت متوجسة من تواجد هذه العناصر في معسكرات. وما أخشاه أنه عندما يتم اتفاق سياسي مع السعوديين تسلم هذه المناطق لهذه القوى، وبالتالي فإن مصادر الطاقة التي تغذي اليمن سواء كهرباء أو غاز سيكون بيد “تنظيم القاعدة”، ويحكم عليها بالدمار، وهذا ما تخطط له قوى العدوان.
• وما دور مؤسستكم كمنظمة مجتمع مدني حيال كل هذا بحق أبناء مارب أو صرواح؟
– الكل يعرف أن دور أي حقوقي أو مؤسسة في الداخل قد اقتصر على الرصد والتوثيق، وإصدار بيانات الاستنكار، وإرسال رسائل للمنظمات الدولية التي للأسف كان دور غالبيتها سلبياً.
• ما دوركم كمؤسسة حقوقية في فضح تلك الجرائم؟
– قمنا بفضح وكشف أساليب العدوان وجرائمه بدءاً باستهداف منزل الحلاق صلاح الحبيشي من أبناء محافظه إب، حيث شن عليه وأسرته البالغ عددها ?? نسمة موجودة فيه، وجلهم أطفال ونساء، ثم جاءت ثلاث غارات جاءت بعد أسبوع من استهداف أسرة المواطن محمد عبدالله حداب، تلاها استهداف منازل الرموز القبلية الرافضة للعدوان، فضلاً عن قصف مناطق نزح إليها الكثير من الأسر، ولدينا تقرير مفصل بهذه الجرائم وموثقة بالصور والأدلة والشهود، وقد أطلقنا تقريرنا الأول في هذا الصدد.
صعوبات جمة
• هل هناك أدوار أخرى قمتم بها؟
– نحن كمؤسسة مارب للعلاقات الإنسانية نعمل في الميدان، ولدينا إحصائيات وأعددنا تقريراً مفصلاً يتضمن عدد الضحايا والجرحى، وبعض الأضرار المادية أيضاً، ولقد تواصلنا مع المنظمات الإنسانية منها المنظمة الدولية للصليب الأحمر التي أبدت استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية لهذه المديرية، لكن العدوان لم يسمح بدخول هذه المساعدات للمديرية رغم تواصل الصليب الأحمر مع قيادات ما يسمى بالتحالف، وجاء الرد بعد شهرين أنه لا يمكن لهذه المساعدات أن تدخل، فاضطرت لتحول مبالغ مالية عبر الكريمي لنحو ???? أسرة نازحة، بواقع 100 دولار لكل أسرة قدمت لمرتين فقط.
توثيق جرائم
• الآن ما هي أبرز القضايا الإنسانية وما يحتاجه أبناء صرواح في ظل الانتهاكات المستمرة للعدوان؟
– الإنسان هو جوهر الحياة، وأكبر انتهاك هو أن تقتل مدنياً بريئاً، فما بالك أن تقتل نساء وأطفال، وأن تهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، أو أن تحولهم إلى أشلاء، والعدو فعل كل هذه الانتهاكات، واستخدم الأسلحة المحرمة، أتى ليلاً والناس نيام وآمنين وقصف المنازل، في الوقت الذي لا توجد فيها جبهة مواجهة، وما استطعنا توثيقه حتى الآن 8042 ثمانية آلاف واثنين وأربعون غارة جوية على مديرية صرواح فقط أغلبها على المنشآت الحيوية، ومنازل المواطنين ومزارعهم، ومصادر رزقهم من أغنام وأبقار ومحطات وقود وأسواق ومواد غذائية.
وإجمالاً إذا ما تكلمنا عن الاحتياجات الإنسانية، فنحن أمام تدمير شامل، ومأساة في مديرية صرواح، حيث دمرت منازلها ومرافقها التربوية والصحية.
• ألا تزال هناك حالات نزوح للأسر المتضررة من أبناء مارب؟
– حالات النزوح ما تزال مستمرة، بل هو تهجير قسري، وللأسف الشديد أن الدور التي تقوم به المنظمات دور سلبي، حيث يتعاملون مع الأسرة النازحة معاملة دونية من خلال تقديم لهم اثنين كيلو سكر وكيس، قمح ولتر زيت لكل أسرة، وهذا يحدث كل ثلاثة أشهر، فبعد سنة وسبعة أشهر من العدوان قدمت للبعض هذه المعونات مرتين فقط، وعدا ذلك لا يوجد أي دعم يؤمن لهم مصدر عيش كريم، فالبعض مستأجر في صنعاء، والبعض في الشعاب والوديان، والبعض لا يزال تحت رحمة العدوان، ويبيت في منزله في ظل الخطر.
• ألا توجد خطة طارئة إغاثية لديكم يمكن عرضها على المنظمات والجهات المعنينة؟
– نحن وجهنا نداءً إنسانياً قي مؤتمر صحافي عقدناه مع مرور عام على العدوان، وكذلك تواصلنا خطابياً مع كثير من هذه المنظمات، ونتمنى استجابتهم لهذا النداء الإنساني، ولكن لا تجاوب حتى الآن، وخلال هذا النداء طالبناهم بتشكيل لجان لحصر وتسجيل هذه الأسر التي تتواجد في العاصمة صنعاء من النازحين، وكذلك التي لا زالت تتواجد في مديرية صرواح وتقدم لها المساعدات وتوفر لها الاحتياجات اللازمة.
المجلس السياسي
• ما موقفكم من تشكيل المجلس السياسي وتطلعاتكم للدور الذي سيقوم به؟
– نحن نبارك هذا المجلس ونأمل أن يعمل بآلية مختلفة تماماً عن آلية اللجنة الثورية وعن الحكومات السابقة أيضاً، وندعمه في سبيل إبراز وتقدير المناطق التي واجهت العدوان بكل صلابة وضحت بكل صلابة وضحت بكل ما تملك في مواجهة العدوان، وأن يهتم بأسر الشهداء والجرحى وبالنازحين، وأن يفعل الشراكة الحقيقية في صنع القرار في السلطة والثروة في هذه المناطق.
* لكن لماذا تأخر أبناء مارب في تشكيل تحالف لتوحيد الصف وإعلان موقفهم من العدوان؟
– بالعكس نحن أول من انطلقنا في تشكيل المجلس الوطني لطرد ومواجهة الاحتلال والذي تبلورت فركته في التصدي للعدوان، لكن يبدو أن هناك طرفاً يستفيد من الحروب وله مصالح لا نعرفها، وطالبت بإيقاف تشكيل هذا المجلس، وجاءت توجيهات عليا بإيقاف هذا العمل لأسباب لا نعرفها ومع هذا ظلينا نعمل بكل ما هو متاح لمواجهه العدوان.
مع الوطن
• كلمة أخيرة تودون قولها؟
– خلاصة القول: إن أبناء مارب الشرفاء سواء مواطنين أو شخصيات وطنية واجتماعية معروفة لا يزالون حتى في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال يحملون مواقف مشرفة وصمود واستبسال منقطع النظير، رغم تهديدهم بقصف الطيران بشكل مستمر وتدمير ممتلكاتهم، فضلاً عن التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء صرواح وغيبت تماماً ولم يتم حتى إبرازها في وسائل الإعلام، فصرواح التي جبهتها من السد شرقاً إلى فرضة نهم شمالاً لم يستطع أن يتقدم فيها العدوان شبراً واحداً، وكان لأبناء قبيلة جهم وبني جبر التي يعود امتدادها إلى خولان الدور الأساسي والفاعل في مواجهة هذا العدوان، وخصوصاً بعد أن جاء العدوان بطيرانه ليقتل الأبرياء والنساء والأطفال، وما يزال دورها فاعلاً في ومشهوداً له في مواجهة العدوان.
أضف إلى ذلك أن القوى والشخصيات المناهضة للعدوان هي الأخرى تركت منازلها وتوجهت للعاصمة صنعاء، ولم يتم الاهتمام بها أو حمايتها أو استشارتها ورسالتي للمجلس السياسي القادم والأستاذ صالح الصماد أن وتعاملوا مع محافظة مارب تعاملاً آخر غير التعامل السابق.