من تعليقات البردوني
عباس الديلمي
تميز الأستاذ عبدالله البردوني بتعليقاته الساخرة أو ذات المغزى الهادف، وأحياناً تتخذ الأسلوب المباشر الذي لا يخلو من الفكاهة، ومن شواهدها.
سورة يوسف:
بعد حركة 13 يونيو كان رئيس أركان القوات المسلحة ضابطاً من أبناء مدينة ذمار، فقال لي الأستاذ البردوني: هل أهديت نسخة من ديوانك لرئيس الأركان؟.
أجبته بالإيجاب. قال: إذن سأطلب منه أن يشتري منك كمية من الديوان لتوزيعها على مكتبات المعسكرات وأندية الضباط.. لتستفيد من ثمنها.
وعندما عرض الأستاذ البردوني الأمر عليه، أجابه بعدم الموافقة؛ لأن ديواناً غزلياً كهذا لا يستحسن أن يدخل مكتبات المعسكرات.. فقال له البردوني: ما دام الأمر متعلقا بالغزل، أنصحك أن تستبعد سورة يوسف من المصاحف التي توزع على المعسكرات.
مخرب وقاطع طريق
كان الأستاذ البردوني لا يحتمل حديث من يمن على الشعب، وأن لولاه لما كانت هناك ثورة، ومن يزايد ببطولات فضله على الثورة…إلخ، ومع بداية فترة الرئيس علي عبدالله صالح كان هناك في مجلسه لفيف من الشعراء والأدباء والسياسيين والوجهاء.. وعندما انبرى للحديث أحد الذين يريد أن يُبهر الآخرين ببطولاته وفضله على الثورة بالتمهيد لها.. كان الأستاذ البردوني يضيق ذرعاً بما يسمع.. وعندما وصل ذلكم المتحدث إلى قوله. ونحن من وضع اللغم الذي انفجر في منزل عبدالله عبدالكريم في تعز.. هنا قاطعه البردوني بصوت مرتفع وقال “مخرب”، نظر إليه ذلك المتحدث واسترسل في القول: ونحن من تقطع لسيارة البريد المتجهة من تعز إلى صنعاء، وأخذ ما فيها، رفع الأستاذ صوته وقال: “قاطع طريق”.
انفعل المتحدث ووجه حديثه للرئيس قائلاً: كيف تدعي مثل هؤلاء العميان إلى مجلسك؟.. ضحك الجميع وتوقف المتحدث عن بطولاته ومنِّه على الشعب.
غير وقور
هبطت بنا الطائرة في مطار طرابلس بليبيا وكان في استقبالنا الأستاذة فوزية شلابي وزيرة الإعلام والثقافة.. وعندما صافحت الأستاذ البردوني هشتْ وبشتْ به معبرة عن حرارة اللقاء وإعجابها وتقديرها له.. واستمرت كلمات المجاملة بينهما إلى أن قالت له: تعرفت عليك لأول مرة في بيروت وأنا طالبة هناك، وحضرت لك فعالية ثقافية.. ولكنك كبرت يا أستاذ وشختْ..
ويبدو أن كلمة “شِخْت” لم تعجب الأستاذ، فقاطعها وقال: ولكني شيخ غير وقور.
ضحكنا وفهمنا الرد كل بطريقته، واتجهنا إلى صالة التشريفات.