الثورة نت/
استقبل الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى في القصر الجمهوري بصنعاء بحضور أعضاء المجلس السياسي الأعلى اليوم، محافظ مأرب أحمد عبد الله مجيديع ووكلاء المحافظة وقيادات ومشائخ وأعيان مأرب.
وفي اللقاء حيا رئيس المجلس السياسي الأعلى أبناء مأرب .. معربا عن السعادة بلقاء صفوة ابناء مأرب وبالذين صعب عليهم الحضور لضيق الوقت وما يمثله المرابطون منهم في مواقع الشرف والبطولة مدافعين عن كرامة وسيادة الوطن والشعب .
وقال” اذا كانت اليمن قد تعرضت لعدوان ليس له سابق في التاريخ فقد تعرضت مأرب لعدوان ليس له سابق ايضا في تاريخ اليمن والعالم، لقد اعلنت صعدة منطقة عسكرية بما تمثله مساحتها الواسعة، ولكن عندما يركز على مديرية واحدة في مأرب تتلقى حتى الان وفق الاحصائيات 12 ألف غارة قد لا يساويها اي استهداف في الحروب الحديثة لا في افغانستان ولا العراق أو غزة او اي حروب اخرى ليصبح هذا الاستهداف شيء يفوق الخيال في هذه الحرب التي شنت على اليمن وعلى مأرب”.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى الى استهداف احد المواقع في مأرب يتواجد فيه ثمانية افراد من الجيش واللجان الشعبية بـ 48 غارة جوية وما يمثله هذا الاستهداف من سابقة في تاريخ الحروب وما يكشفه من حقد على ابناء اليمن وأبناء محافظة مأرب خاصة والتي تعتبر صمام امان لليمن في الجوانب الاقتصادية والتراث الانساني والأثري وما مثله استهداف الاثار فيها بتوازي مع محو اثار الاسلام في مكة والمدينة وإبقاء اثار ومعالم اليهود في صورة من صور عقدة النقص تجاه الحضارة اليمنية.
وأوضح ان ما يؤخر تشكيل الحكومة هو اختيار الشخصية المناسبة والاتفاق على معايير تشكيل الحكومة .. مبينا أن تعزيز الجهود وتوحيد الطاقات حقوق مشروعة وأن الإملاءات التي يحاولون فرضها والاستفراد باليمنيين وقتلهم وتدميرهم دون أن يكون لهم حق في الحياة ليست مقبولة ولا يمكن أن يقبل بها عقل أو ضمير حي .
ولفت إلى ما واجهه الوفد الوطني من صعوبات في التنقل وضعف دور الأمم المتحدة وسلبية مبعوثها ولد الشيخ والاملاءات السعودية التي حملها ضد تشكيل الحكومة والخطوات التي يسمونها احادية.
وقال ” لقد ارتقى وعي ونضج هذا الشعب اليمني العظيم كما لم يحصل من قبل في مواجهة هذه المرحلة ومواجهة هذا العدوان وآلته الاعلامية الكبيرة والخلايا النائمة التي كانت تستهدف امانة العاصمة وغيرها مؤخرا وفككتها ومخططاتها الاجهزة الامنية ”
وأكد الأخ صالح الصماد أن المجلس بصدد إصدار قانون عفو عام يتضمن دعوة المغرر بهم في مدة محددة تضمن لهم الإمتيازات والسلامة من المحاسبة والمسائلة المالية والجنائية .. مشيرا إلى ما ستمثله الدعوة والقانون من قيمة رغم مرارة الجراح وفداحة العدوان وقسوة المعانة وما يتوجبه حب الوطن من فتح الصدور ومد اليد لكل اليمنيين الذين لا زال فيهم روح وطنية.
ولفت إلى أن ذلك سيتم من خلال آلية من لجان محلية من ابناء المناطق والمحافظات الذين سيكونون معنيين في كل محافظة بالتواصل مع كل المغرر بهم في الجبهات والأحزاب والقوى السياسية في الداخل او الخارج من ابناء محافظاتهم .. مشيرا إلى ما يأمله الجميع من انعكاس لهذا العمل على الوطن في مواجهة مشروع وسياسة فرق تسد ومشروع الفرقة المناطقية والعنصرية والطائفية ومشروع تجويع المجتمع لضمان تبعيته .
وتطرق إلى الاستهداف المركز للمنشآت الاقتصادية ومزارع الدواجن ومصانع الحليب والأغذية والاسمنت ورفع الكلفة المعيشية والوضع الاقتصادي الصعب لينشغل به المجتمع ويتفرغ العدوان لتنفيذ مخططاته التوسعية والتدميرية.
وأوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى أن غرور العدوان أصبح محل تندر وسخرية حتى من الغرب، لما ارتكبه من حماقات ودعم للمرتزقة بعبث وتوزيع الاموال عبر الطائرات والاعتماد على الاغراءات في ظل الوضع الاقتصادي وحالة التقشف والحصار والعدوان الذي فرض على المجتمع .. مستعرضا ما واجهه المجتمع من صمود وثبات وداسوا على الاموال بأقدامهم لإيمانهم بكرامتهم وابائهم ووطنهم ودينهم.
كما أشار إلى الوضع السيئ لمن انحازوا الى العدوان وحالة التسول والضيق التي يعيشونها في فنادق الرياض وما يأملونه من أجل العودة إلى الوطن .. وقال ” لو كان لديهم نوايا جادة لاستنهاض هذا الشعب ولديهم حرص على امنه واستقراره فهم منذ ثورة 26 سبتمبر مسيطرون على القرار السياسي في اليمن ومن المفترض ان اليمن اصبح في مصاف الدول العظمى، ويمكننا ضرب مثل بحكومة الوفاق الوطني التي رأسها باسندوه بعد أن طبخت أمريكا والسعودية المبادرة الخليجية وكان المفترض أن تفرش الورود لتلك الحكومة ليقدموا نموذجا بدلا من إفشالها ووضع العراقيل في طريقها وتمددت القاعدة وداعش في محافظات بأكملها في الجنوب “.
وأضاف ” لقد جاءوا بالفوضى وتجويع هذا الشعب وأكبر دليل ما يحدث في عدن التي كان يفترض أن يجعلوها نموذجا يسهل احتلالهم لبقية المناطق اليمنية بالأمن والاستقرار وتوفير الخدمات وضمان المصالح العامة وتوأمتها مع دبي أو أبو ظبي إلا أنهم جعلوها نموذجا للقاعدة وداعش مؤكدين على انهم جاءوا لصناعة هذا النموذج كما فعل بريمر في العراق التي أرادوها نموذجا للديمقراطية وسقط مليون شهيد في سبيل هذا النموذج، ويتعمدوا في الفاظهم اهانة اليمنيين وإذلالهم بخطاب (جئنا لنحرركم) لنحرركم من الأمن والاستقرار وهو ما يريدوه من كل المحافظات ان تكون ساحة للقاعدة وداعش “.
ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى التقارير الأمنية التي نشرها الأمن القومي في العام 2010 والتي كشفت عن وجود 1700 عنصر سعودي من المطلوبين أمنيا يتحركون في اليمن مع القاعدة وداعش وما يمثله ذلك من قيمة سياسية للسعودية في جعل اليمن حديقة خلفية تصدر إليها القاعدة وداعش والمطلوبين أمنيا فيها كما حصل في سوريا .
وأشار إلى ما يعنيه تحقيق الأمن والإستقرار في اليمن من ضرورة عودة هذه العناصر إلى بلدانها وما ينتج عنها من مشكلات وما أفرزه ذلك من آلية تهديد لأمن واستقرار الدول .
وأشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى بالدور البطولي الذي حققه أبناء اليمن عامة وأبناء مأرب خاصة وما يعيشه أبناء المحافظة من ضغوط نفسية وإعلامية وإجتماعية وإقتصادية ووظيفية تمارس على المجتمع اليمني ككل وما هو ناتج منها في الوظائف العامة من تعسفات الواقفين مع العدوان وما اتخذه المجلس من معالجات إزائها وتكليف لجنة من مكتب الرئاسة والقائمين بأعمال الوزراء لحلها خلال الأيام القادمة بالتنسيق مع عضو المجلس السياسي مبارك المشن .
وأكد أهمية بقاء التواصل وقيمه الخلاقة بين الجميع والدفع والحشد والصمود الميداني في مواجهة عدو لا يقدر أي تنازل وعجز للأمم المتحدة ومبعوث الامين العام عن استصدار تصريح بعودة اليمنيين العالقين في كل مطارات العالم من نساء وأطفال ومرضى وجرحى وفي وضع إقتصادي وخدمي سيئ .
ووجه رئيس المجلس السياسي الأعلى بتشكيل لجنة من المجلس ورئاسة الجمهورية ومجلس القائمين بأعمال الوزراء للنظر في ما قدمه أبناء المحافظة في اللقاء من مشكلات وحلها في الجانب العسكري والأمني وغيره وأن تكون لهم الأولوية .. مشيدا بما يقدموه من جهود تطوعية في الجبهات في سبيل الوطن والمجتمع وكرامته وعزته وامنه وسيادته مقدمين نماذج بطولية في مواجهة أعتى أنواع الأسلحة وميدان تجارب الأسلحة الجديدة للتحالف العدواني والدول المتعاونة معه .
فيما قال محافظ مأرب أحمد عبدالله مجيديع ” لقد أتى أبناء مأرب اليوم ليؤكدوا لكم وقوفهم ومساندتهم للمجلس السياسي الأعلى ووقوفهم ومساندتهم الكاملة للجيش واللجان الشعبية حتى تطهير أي بقعة دنسها العدوان ومرتزقته “.
بدوره أكد الشيخ محمد علي طعيمان في الكلمة التي ألقاها نيابة عن أبناء محافظة مأرب أن العدوان استهدف مأرب منذ عام 2011 إعلاميا وسياسيا وتفاعل الاستهداف مع تسلم الفار هادي للسلطة وتحويل المحافظة إلى منطقة اضطراب سياسي وعسكري وتفاقم أعمال التخريب للموارد والثروات والخدمات والسلم والأمن الإجتماعيين والمؤسسة العسكرية والأمنية من خلال القيادات المنتمية لحزب الإصلاح وجماعاتها .
واستعرض المؤامرة التي تعاملت مع جزء من أبناء مأرب والاستعدادات والترتيبات التي اتخذتها لتفجير الوضع في المحافظة واستهداف أبنائها ومقدراتها وما قامت به القيادات الوطنية في مأرب من محاولات حثيثة في الداخل وفي السعودية لتجنيب مأرب أعمال العدوان والتخريب من منطلق الحرص على المصلحة الوطنية ومكانة مأرب الحيوية للوطن كله وما واجهه ذلك من صد وإصرار على العدوان .
وأشار إلى ما وصلت إليه المحافظة من أعمال القتل والتشريد والخراب والتهجير وخاصة في قبائل جهم وبني جبر والأشراف والجدعان وحريب وعبيدة والعبدية وغيرها من المناطق وما لحقها من إزهاق للأرواح وقتل الاطفال والنساء وتدمير المقدرات والمنازل بما يؤكد أن مأرب بمجملها واقفة ضد العدوان ورافضة له رغم كل شيء .
ولفت الشيخ طعيمان إلى السجل الوطني المتنامي لمأرب وما يبنى عليه من تقدير للموقف الكلي لأبناء المحافظة وقياداتها ضد العدوان ويعري موقف المتآمرين من منطلقاتهم الحزبية والمصلحية والتي لا تنتمي إلى القبيلة في مأرب ولا تمثلها ولا تملك اجماعا اجتماعيا معها حول ذلك.
وأكد أن قبائل مأرب وقياداتها تبارك الإتفاق السياسي الذي تم بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وقيام المجلس السياسي الأعلى وأدائه لليمن الدستورية أمام مجلس النواب وما يمثله من عودة للحياة البرلمانية والدستورية للوطن والقيمة الإضافية التي يمثلها المجلس السياسي في إدارة البلاد ومواجهة العدوان وبأسس دستورية وقانونية وتوحيد الوفد الوطني المفاوض وما يستحقه من تقدير واعتزاز على ما أنجزه من ثبات وتماسك وإيصال رسالة اليمن إلى العالم .
وذكر الشيخ طعيمان ما تملكه المحافظة من قدرات وكفاءات وطنية وقبائل مبادرة يجمعها الوطن وتقف إلى جانبه وتدين العدوان وتناضل في سبيل الحرية والكرامة والوقوف ضد المغرر بهم الذين لا يمثلون إلا انفسهم والأحزاب التي ينتمون إليها .. مؤكد رفض أبناء مأرب أعمال التخريب التي تستهدف الاقتصاد الوطني والسلم الاجتماعي وأن مأرب لم ولن تكون إلا جزء من الجمهورية اليمنية وتخضع لدستورها وقانونها .
وأشادت كلمة أبناء مأرب بدعوات التصالح بين أبناء الوطن الواحد والعفو عن المغرر بهم الذين سيعودون إلى جادة الصواب والذين وقعوا فريسة أعمال التضليل والتحريض .
واستعرضت الكلمة المشكلات التي يعاني منها أبناء المحافظة في الجوانب الاجتماعية والوظيفية والتعليمية والعسكرية وما يتطلبه ذلك من إجراءات وتوجيهات ومعالجات من المجلس السياسي ورئاسة الجمهورية لمعالجتها .
وحيت الكلمة أبطال الجيش واللجان الشعبية على ما يقدمونه من بطولات وتضحيات في سبيل الوطن وحمايته والذود عنه .
حضر اللقاء مدير مكتب رئاسة الجمهورية محمود عبد القادر الجنيد وأمين عام رئاسة الجمهورية عادل المسعودي وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري.
سبأ