تنحاز إلى ما يشبهك

محمد القعود
1
تحاول أن تجنح إلى ما يشبهك
من الحبِّ، والحلم ، والتأمّل، والدعة، والبشاشة، والسخرية المرّة، والوطن المثخن بآماله وينابيع صباحاته العذبة حدّ الوله..
2
تحاول أن تجنح إلى ما يشبهك
من السلام والحقول والبساتين المكتظّة بالبراءة ، والمحتشدة بمواكب الربيع.. والفرح المعتّق في أعماقك كنبيذٍ مقطرِ من شهد اللوعة والهيام والقبلات المختلسة تحت جنح المطر والأماني والأناهيد المتمردة على تقاليد القصيدة والقبيلة واللاءات التي تعاني من عمى الألوان والعواطف..!!
3
تحاول أن تجنح إلى ما يشبهك,
من شغب العصافير وفوضى الطفولة، ووقار الشجن، وصخب الحكمة، ونواهي التجارب وإيماءات الألم.. والمعاني النبيلة وأن تتمسك بك، وتنهمر عليك،وتتوغل فيك، وتذهب إليك .. كلما خذلتك المودة،وتشفّت بك أصابع المعاناة وأزمنة الغبار المهترئة..!!
4
تحاول أن تجنح إلى ما يشبهك ,
في زمنٍ لا يشبهك، ولا يصافيك الألفة، ولا يمنحك فرصة لعقد هدنة مع مواجعك المتناسلة، ولا يصغي إلى قلق لحظاتك المتجادلة مع هلع واقعها.
تشابهت الأضداد.. والأزمنة، وتكالبت على نفسها الخيبات، وتحشّدت ضد بعضها الأوهام .. وفتنتْ بنفسها الفتن ، واغترّتْ النهايات بترف بداياتها، وأشهرت الخرافات نواجذها، ومالت اللغة نحو مجازها العاطل،ودخلت في بياتٍ عميقٍ من الحياد ..
5
تحاول أن تبدو أنيقاً بوجعك.. وبجرحك.. وبجوعك .. وببوحك.. وبصمتك.. وبشرودك .. وبجموحك.. وبانهماراتك وشظاياك..
لعلك تستحوذ على شيءٍ من مهابة الصمت .. وفخامة الحضور في أرصفة الألم.. وأبّهة الإطلالة من شرفات يقينك.. ومواجهة المتاهات التي تهبُّ من كلِّ فجٍّ أليم.
ولعلك تضيف إلى رصيد شجنك بحّة تحلّي بها مرارة أنينك وعلقم انتظارك.. ووجبتك اليومية من الأسئلة ذات الملوحة العالية والمذاق الحار حدَّ الاحتراق..!!.
6
حاول..
حاول.. لكي تنال شرف محاولة تشبهك بكَ..!!.

قد يعجبك ايضا