كلا.. ليس تعقيدًا للمشهد ..!!
عبدالله الصعفاني
* لطالما سألت نفسي كلما تابعت ماكينات صناعة الأخبار الفاسدة والتحليلات الكاذبة ..كيف يمكن لسلطة المال والإعلام والتدمير أن تنجح في مهمة اصطناع الشرعية الزائفة لدرجة أن تطلب من الثابتين على الأرض أن ينسحبوا من المدن ويسلموا السلاح ويقدموا الرقاب للمعلوم .. هكذا خبط لصق ودون تقدير للواقع وحقائق الأرض وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور .
* وكنت أظن أن مسيرة الفعل الحضاري المليونية التي شهدها (السبعين) والشوارع الممتدة منه وإليه كافية لإقناع ماكينات التضليل بأهمية مراجعة ما تيسر من المواقف، فإذا بالنتيجة لا تخرج عن تصديق حكاياتنا المتجددة ” نحن نطحن الطحين ” .
* مع ذلك لا مفر من جهود السعي لفتح ما تيسر من نقاط الضوء في جدار العدوان والاحتراب وفهم بعض أبناء جلدتنا له خارج سياق الغطرسة التي قتلت ودمرت ولم تسلم منها لا جامعة ولا مصنع ولا قاعة أعراس أو منازل أو مرافق صحية .
· على أنه لم يعد الغريب غريبًا ولا العيب عيبًا عندما يصل الأمر بمبعوث أمين عام الأمم المتحدة لأن يهين نفسه ويهين الأمم المتحدة مرتين خلال أيام فقط .. مرة وهو يعجز عن فرض عودة مفاوضي وفد صنعاء إلى بلادهم بعد فشل حوار الكويت ومرة أخرى وهو يطلب منهم الالتحاق بحوار جديد وهم ما يزالون في محبس اختطاف حركتهم .
* ولا أعرف إذا كان من المفيد اختراق الحصون الإعلامية المبيوعة والرؤوس السياسية المتحجرة والتنبيه إلى الحصاد الفاسد البائس لما يفعلونه ، حيث لم يولّد خذلانهم للشعب اليمني في الداخل إلا تنامي الإحساس المجتمعي بضرورة العمل على استرداد الحق بحسابات الفعل والتظاهر لتمثل اللوحة المليونية للعشرين من أغسطس طوفانًا بشريًا لم يقف وراءه التحشيد المعروف في مثل هكذا ظروف وإنما ردة فعل طبيعية ترفض التمادي في العدوان والمصادرة وتؤكد بثنائية أعلام دولة الوحدة والثبات في الموقف أن الفجور مهما بلغ فإنه لا يمنع أو يصادر فكرة الترميم للذاكرة الوطنية والمزاج الشعبي الذي حتى لو كان له رأي في أسلوب إدارة أمور الداخل إلا أنه ضاق ذرعاً بالعدوان ومباركي العدوان وأقطاب جلب مئات الآلاف من أطنان التدمير والقتل .
* لقد كانت لوحة الإدهاش من الوضوح بحيث أكدت خطأ الاستقواء بالخارج لفرض تسوية مجحفة بقوة ضغط فائض المال وفائض الغرور وتفخيخ الجيوب وقتل الشهود حتى لو كانوا أطباء بلا حدود.
* لم يكن الذي شاهدناه عدوى جماعية أو حصاد إسهاب أو حتى أطنابا وإنما تعبير عن رفض الاستقواء بالخارج والتأكيد على أنه لا غنى عن تقوية الجبهة الداخلية والدعوة للسير باتجاه إعلاء قيم المحبة والأخوة والحوار والشراكة واحترام إرادة الشعب وحقه في الحياة بعيداً عن الوصاية وحقه في اختيار من يحكمه.
* وكلا لست مع من يرى في الخطوات السياسية الأخيرة تعقيداً للمشهد؛ لأن ما حدث لا يمنع من توحيد الجبهة ولا يمنع مد الأيادي للجبهة الأخرى بقدر ما يعزز فكرة الحوار الذي لابد منه في النهاية كما تؤكد ذلك حقائق جغرافية وتاريخ الحروب والصراعات في العالم…!!