محمد غبسي
ثمة أغنية
أتناولها كدواء لأكثر من وجع
أحلق معها خارج الكوكب
أفرك بها حزن العالم الثالث سيئ الحظ والسمعة
ألامس بها جسد ” فينوس ” ،
تحيط بي هذا الأغنية كبحر من الموسيقى المعتقة
أنا الجزيرة ، أنا الصدَفَة
كنت وما زلت اسبح في نفس اللون
وفي جوفي بيانو ثمين
أذهب حيثما أشارت أصابعه
….
تعيدني إلى طفولة وجدت بعض من ألعابها
كانت متواضعة في بداية اللحن
عندما أتلفت مخزون والدي من الاسطوانات
كنت مشاغباً ، و عديم الذائقة
وما لا أذكره اليوم…
كم هي أجهزة المذياع التي ألقيت بها من النافذة
وكم هُنّ الفتيات اللاتي قَتَلت مشاعرهن في سن مبكرة
كنت لم أنصت بعد…لأصوات الحب
تعيدني الى طفولة كانت منفىً و مملكة
كانت ملهىً ومدرسة
…
أغنية..
هادئة صاخبة ، حزينة جريئة
تخنقني والزمن
و تتحكم بأنفاس اللحظة
تشد أوتار القلب الى جذع الهوى
والفكر في ناصية المقام
تؤجل الغضب عند نوتة ما…
وتفتح الجحيم بنغمة واحدة
تمر بي على الشعراء جميعهم
وتتركني في الخيال غريقاً
بأنامله يجدف نحو المساء
وحسن الخاتمة .