عبدالسلام فارع
عزيزي القارئ الكريم قبل الولوج إلى مضمون ولب هذه الإطلالة الأسبوعية لا بد لي من التنويه والاعتذار لغيابي القهري عن التواصل معك في إطلالة الاثنين المنصرم، وذلك بسبب انشغالي في وضع الترتيبات الخاصة بتوديع شقيقة زوجتي إلى مثواها الأخير بعد أن غيبها الموت وبسط أحزاناً مدمرة لكل من أحبها وعرفها عن كثب، وفي ظل غياب زوجها الرائع جداً فخر الدين يوسف “تركي الجنسية” خارج الوطن والذي آثر تأجيل الدفن حتى يأتي لمشاهدتها ويودعها الوداع الأخير ليتسنى له ذلك بعد أن ذرف دموع الحسرة والندم على فراقها وكأنه طفل انتزع من أحضان والديه، نرجو لها الرحمة والمغفرة، ولزوجها الإنسان الصبر والسلوان.
سعيد القباطي
ويعد تبريري لغيابي المنصرم وهو الأول خلال فترة نزوحي في العاصمة صنعاء منذ ثلاثة عشر شهراً، ها انذا أعاود التواصل مع القراء الأماجد لنعود معاً هذه المرة إلى ما قبل 38 عاماً وإلى العام 78م، وهو العام الذي رحل فيه نجمنا الأسطوري الكبير، ونجم النادي الأهلي بتعز، النجم الراحل والعملاق سعيد محمد ناجي القباطي، والذي طالما أسر القلوب والألباب بمهاراته وإبداعاته وعطاءاته الوفيرة المحفورة حتى اليوم في أذهان الكثير من محبيه ومحبي القلعة الحمراء “أهلي تعز” إبان الألق الأهلاوي الجميل والخالد.. يوم أن كان أهلي تعز يعج بالكثير من النجوم من أرباب العيار الثقيل مثل النجم والمعلم عبدالعزيز القاضي، والمهاجم الأسطوري المرعب عبدالله العسولي، ورفيق دربه المهاجم القناص جميل قاسم الشرجبي، وباقي أفراد الكتيبة الأهلاوية المتألقة ممن أسهموا في صناعة الأمجاد للقلعة الحمراء وهم أكثر من أن نشير إليهم في مثل هكذا مساحة.
إذن نجمنا الأسطوري الكبير سعيد القباطي الذي انخرط في صفوف النادي الأهلي بتعز ابان العصر الذهبي للقلعة الحمراء في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم، لم يكن كغيره من أقرانه النجوم يوم أن كان الانتساب للأهلي يعد بمثابة الانجاز الذي يفخر به الجميع، حيث تميز نجمنا الراحل والكبير بسرعة ولوجه إلى أجواء الشهرة والنجومية والتميز.. وهو التميز الذي رافقه منذ البدايات الأولى لارتدائه الفانلة الحمراء بعد أن ولج إلى قلوب ووجدان الكثير من العشاق والمناصرين يوم أن كان يمثل سداً منيعاً في خط الدفاع الأهلاوي الذي تميز بالتناغم والتماسك وصعوبة الاختراق، وابان تلك الحقبة الذهبية لأهلي تعز كانت الكثير من باقي الأندية الأخرى تزخر بعديد المهاجمين الأفذاذ إلا أنهم كانوا يقفون عاجزين في المرور من أولئك الشياطين الحمر، وفي مقدمتهم سعيد بن ناجي القباطي الذي لم يكتف في كثير من الأحايين في إفشال المحاولات الهجومية للاعبي الفرق المنافسة، بل كان ما بين الفينة والأخرى يبرز مهاراته الفائقة بترقيص بعض المهاجمين ومن ثم القيام ببعض الغزوات المضادة، وقد أسهمت تلك القدرات الفنية والإبداعية لنجمنا الكبير والراحل سعيد بن محمد ناجي القباطي في إقناع الجهاز الفني الأهلاوي باستغلالها في رفد الهجوم الأحمر ليثبت القباطي سعيد بأنه عند مستوى الثقة والاختيار ليتألق من جديد في خلخلة الخطوط الدفاعية للمنافسين، وكذا العبور بسهولة إلى هز الشباك كمهاجم فذ لا يشق له غبار ليواصل مسيرته الرياضية الحافلة بالعطاء والتميز إلى أن خطفه الموت في العام 87م عن كل محبيه وفي مقدمتهم شريكة حياته التي خسرته في الأيام الأولى لقرانهما بعد أن أودع فيها ثمرة عمره نجله سعيد لتتولى زوجته النموذجية تربيته ورعايته حتى صار يافعاً، ولولا الظروف الدراسية والوظيفية لنجله سعيد بن سعيد لكان نجماً كأبيه في ناديه الصحة.