داعش ومراكز التّجميل (1)
إشراق مهدي دومان
تنافس عُشّاق إظهار مالا يُبطَن، في صناعة أدوات التجميل ، وتقافزوا في تخريج متخصصي تجميل الظاهر ؛ فقد تدخل عروس مركزاً للتجميل ولها عينان سوداوان وشعر مجعّد وبشرة سمراء وما هي إلا ساعة زمان وتخرج من مركز التجميل بعدسات لعينين ملونة ، وشعر الحرير وبياض باهر و….الخ..
فتنبهر بذاك الجمال المصطنع ولكن ما هي إلا عملية محو المساحيق فيبدو الوجه الحقيقي كما خُلِق..
لتبقى عروس الشرق الأوسط الجديدة والتي رشّحتها الماسونية العالمية ، ملكة تتربّع عرش العروبة والإسلام فتطل هي العروس القبيحة وإن ظلّت في دهاليز التّجميل المظلمة مدة المائة عام (تقريبا) ؛ تطل علينا عاهرة تبيح كل مخالف للقرآن وأهله ؛ وتنصب لهم العداء فهي تكفر بـ:”لكم دينكم ولي دينِ”!!
وتهتف بـ:لادين إلا ديني..
عروس تذبح وتسحل وتعذّب وتشنق وتخنق وتحرق من كشفها واكتشف قبح منبتها وهي المكشوفة في كتاب الله فمؤسسوها هم من فضحهم الله (صراحة) في قوله:
“لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا اليهود”.
وهي (بناء على كلام الله ) عروس ، لها تاريخها الأسود الحاقد على محمد بن عبدالله وعملها في عكس اتجاه عمله حين كان وسيظل:”رحمة للعالمين” في حين يظل هؤلاء هم المغضوب عليهم إلى يوم الدين..
ولهذا حصرت محمد رسول الله في شعارها وجعلته محصوراً في سواد مظلم ؛ كتهيئة نفسية لخنقه وإبعاده عن النور وإن لم تستطع ولن تستطيع أن تمحو نوره ورحمته التي لم تفتِ يوماً بتحليل الدم ؛ حتّى لمن خالفه في العقيدة؛ فقد حاصرهم ومع ذلك غلبت رحمته قوته فقال لهم :
“اذهبوا فأنتم الطّلقاء”.
لتستمر هذه العروس في مخالفتها لمحمد رسول الله وآله، كأفهم النّاس، وأعرف النّاس به، قرآناً يمشي على الأرض ؛ وحتّى تفصل محمدا رسول الله عن آله حصرته وأبعدته عنهم كعملية جراحية (تشويهية) في قلب الضمير والفكر الإسلامي ليتسنى لها تقديم البدائل باسم المحافظة على السّنة..
فأي سنّة وصاحبها مقصوص الجناح حين كان علي بن أبي طالب هو هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعد رسول الله ؛ بمعنى أنّ عليّا هو جناح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)…
عروس أباحت ماحرّم الرحمة المهداة ، الذي أعلنها صريحة:
“إنما دماؤكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام “.
عروس تقتل وتمتص دم من تعشقه؛ ومن تبغضه في انحراف عن فطرة الله القاضية، الماضية بأنّ:
من قتل نفسا فقد قتل النّاس جميعاً”ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا” ؛ فحين تلهث وراء بلاد تسعى لاحتلالها بقتل أهلها واغتصاب أرضها وإزهاق أنواع الحياة بها ؛ وهنا ينطبق عليها القول:” من المحبة ما قتل “..
نعم: داعش وأخواتها ومشتقاتها ، تلك الحركة الوهابيّة، ( التي وُلِدت من رحِم الماسونية) التي تجمّلت باسم الإسلام مدة القرن لتخرج الناس من نور محمد بن عبد الله إلى ظلامية محمد بن عبد الوهاب..وهو صاحب أول مركز لصناعة داعش بمرجعيّات سابقة لعصره..
فكيف يُسمّى عالم من ابتعد عن تعاليم رب العالمين، ورحمته المهداة؟؟
كيف لشيخ يفتي بقتل نفس حرّمها الله بمبرر المخالفة في الرأي؟؟
وأيّ غبي استفحل فيه غباؤه ليؤمن أن كلام محمد عبدالوهاب ومن تبعه هو أقوى من نص القرآن وصريح أوامره؟؟
وكيف لشيخ يُدافِعون عنه بقولهم : لحوم العلماء مسمومة ؛ ليخرسوا صوتك عن قول : لا للذبح ،لا للتكفير ،لا للسّحل ،لا للضغينة ،لا للبغض ونعم لـ:
“إنّما المؤمنون إخوة” و”واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”..
فأيّ عالمٍ هذا ؟ وأيّ فكر هذا ؟ وأيّ عقل يحمله هذا التكفيري؟ الوهابي، المتجمل أحياناً والمختبئ وراء لحيته المخضبة بالحناء تحت مبرر طبي لم يصرّح به أطباء العالم وصرّح به هو في وجوب إطلاق اللحية فهي تمتص الكليسترول من الجسم!!!
ولكن للأسف فقد أعطاهم الحق ( في الإفتاء بالذبح ، و الخوض في الطّب ، و تحليل أنواع الزيجات الدخيلة والغريبة عن الزواج المحمدي المعروف ؛ وتحت مسميّات يبيحون بها الفاحشة ، ويُحاربون بها الفضيلة ، بل ويحاربون الله ورسوله ؛ فنفس محرمة قتلوها وبأبشع الطرق، وزنا حللوه بتشريع مسميات جديدة تحت اسم الزواج (مسيار وجهاد و….وأخيرا تحليل زواج المثليين. بصمت مطبق على دعاة الفتن التكفيريين ؛ ليكون الدوسري أول زوج سعودي يقترن بزوجه الأمريكي دون خجل أو حياء) و تستمر تجاوزات الفكر الوهابي إلى جانب احتلال الأرض المقدسة؛ كله خدمة لصُنّاع داعش الحقيقيين إسرائيل وحلمها الأكبر )..
وفعلاً فقد أعطاهم الحق في كل تجاوز لله ورسوله. كل من لهم أعين لا يبصرون بها ومن لهم آذان لا يسمعون بها ومن لهم عقول لا يفقهون بها …
أعطاهم الحق من عَبدوا شيوخ داعش ونفوا قول رب الكون:
” إنّ السّمع والبصر والفؤاد ؛ كل أولئك كان عنه مسؤولا”…
أعطاهم الحق كل مَن كان في :”نفوسهم مرض فزادهم الله مرضا”…
وما أنكى وأقبح مرض القلوب ؛ الذي لا تجمله فاخرات أدوات وماركات التّجميل العالمية ؛ فالجمال هو جمال الروح الآبية للحق ؛ الروح التي تحتفي بقرآن الله وتدعو للجمال والأخوة والحب ..
نعم الحب للجميع هو سر جمال الكون حين أحبّ الله خلقه وسخّر في محبتهم ولهم الكون بما فيه..
وهذا هو الجمال ولكن :
مَن يقرا لعريج خطّها؟؟؟؟!!!!!